أخبار مصر

«شبرا النخلة» تتبرع بـ1400 كيس دم في 12 ساعة: «عايزين كل الناس تعمل زينا»

ضربوا أروع الأمثال في الشهامة، وتجمعوا حول كلمة واحدة هي إعلاء قيمة قريتهم ومكانتها بين غيرها، لتكون مثالا يحتذى به بين القرى الأخرى، وضعوا مساعدة الناس والمحتاجين على أكفهم وليس هناك أهم من مساعدة المرضى، لتصبح «شبرا النخلة» القرية التابعة لمركز «بلبيس» بالشرقية درة قرى المحافظة.

محمد خليل، المتحدث الإعلامي باسم جمعية «شباب الخير للتنمية» بشبرا النخلة، المشهرة برقم 3588 سنة 2020 والمنظمة لحملة التبرع بالدم بالقرية، قال إنَّ فكرة الحملة جاءت من حادث مروري عام 2011 وكان المصاب يحتاج إلى نقل دم والتأخير سبّب نزيفًا شديدًا للحالة، فأشار طبيبان بمستشفى الزقازيق العام على أهل القرية بإنشاء بنك دم باسم القرية، وهو ما تمّ العمل عليه بالفعل، ثم تبلورت الفكرة خلال العامين الماضيين، «يتمّ عدّ أكياس الدم بعد انتهاء عملية التبرع، والحصول على كارت أو بون عن كل كيس دم توضع جميعها في الجمعية، ومن خلالها يتمّ التواصل مع أي شخص من أهل القرية يحتاج إلى أكياس دم مع الجمعية من خلال الخط الساخن، فيطلب الشخص عدد معين من الأكياس فيمنح بونات لسحب ما يحتاج، فإذا احتاج 10 أكياس يأخذ 10 بونات وهكذا، ثم بالبطاقة الشخصية والمكتوب فيها اسم قرية شبرا النخلة يجرى الصرف له في الحال مجانًا، ومن رصيد القرية في البنك».

القرية تتجاوز 80 ألف نسمة والحملة تستهدف فئة الشباب

يضيف «خليل» لـ«الوطن»، أنه في عام 2020 جرى جمع 1238 كيسًا، لتحصل بذلك القرية على المركز الأول على مستوى الجمهورية، خلال 12 ساعة فقط، وفي 2021 جرى جمع 1303 أكياس، بتحقيق المركز الأول أيضًا، وهذا العام يعد الأعلى بجمع 1400 كيس في 4 مقرات، بزيادة مقر عن الأعوام السابقة نتيجة ارتفاع الكثافة السكانية بالقرية التي تتجاوز 80 ألف نسمة، مع وجود مقر مخصص للسيدات للحفاظ على الخصوصية.

يحمل شباب القرية على كاهلهم مسؤولية التنظيم مع الجمعية فيجتمع شباب من أطباء الامتياز من أهالي القرية ويجرون مسحًا سريعًا على المتبرعين من قياس الضغط وما إذا كان المتبرع يعاني من أنيميا لا تمكّنه من التبرع من عدمه، «أطباء الامتياز بيطمنوا على الناس ويتابعوهم».

نتمنى تعميم تجربتنا بقرى الجمهورية

تستهدف الحملة حسب قول «خليل» المتبرعين من سن 17 سنة حتى سن 60 سنة، كما أنَّ أكثر فئة عمرية من المتبرعين هي فئة الشباب، «فيه مرضى بيحتاجوا 4 أكياس واللي عاملين حادثة بياخدوا 16 كيس تقريب، وهكذا، وكل دا رصيد للقرية في بنك الدم».

جعل أهالي «شبرا النخلة» من أنفسهم قدوة للمحيطين من القرى المجاورة، مما دفعهم للسير على خطاهم بعدد من القرى، «بنتمنى إن دا يعمم بكل قرى الجمهورية ونشوف أكتر من شبرا النخلة».

وضع أهل القرية أمام أعينهم ترسيخ ثقافة التبرع بنفوس الشباب والصغار، إلى جانب ثقافة المساعدة المترسخة في القرى وأهل الريف من الأساس، «اليوم دا بيكون عيد، وكل واحد بييجي بابنه أو بنته الأطفال عشان يرسخ جواهم حب التبرع وأهميته»، الإقبال الشديد من المتبرعين بالقرية يرجعه «خليل» للدعاية الجيدة من مسؤولي الدعاية بالجمعية، والذين دائمًا ما يودون الوصول إلى الفئة الأصغر سنًا، والذين ينضمون إلى شريحة المتبرعين باستمرار.

تخاطب الجمعية الجهات الأمنية لتأمين الفعالية، ويذكر «خليل» أنَّ مشاجرة وقعت بين بعض المتواجدين، «الأمن جه قال للناس ترضوا حد يبوظ فرح ولادكم، فما كان من المتواجدين إلا أنَّ انتهت المشكلة في الحال، لأن أهل القرية يرون هذا اليوم كالعيد أو العرس».

جانب من حملة التبرع بالدم في قرية «شبرا النخلة»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *