آراء وتحليلات

من ذكريات حرب أكتوبر

مهندس فايق الخليلي

في يوم 6 أكتوبر كنت اتهيأ للسفر من أسوان حيث كان أخي المرحوم المهندس فوزي يعمل مهندسا بالسد العالي وكانت الدراسه بالجامعه قد بدأت بجامعة اسيوط وأثناء التجهيز للإفطار والسفر بدأت البيانات العسكريه عن عبور قواتنا إلى شرق القناه وتوالت البيانات ونحن في طريقنا الي محطة القطار حيث كان المفترض أن يتحرك القطار المجري الساعه الخامسه مساء ولكنه تأخر وكانت ميكروفونات المحطه تذيع البيانات العسكريه وساعتها قال أخي العمليات دي مش عمليه عاديه زي رأس العش وإنما هي حرب حقيقيه وتحرك القطار وكانت ميكروفونات القطار تذيع البيانات و كان يتوقف كل فتره وكان الشعور بين الركاب فرحه عارمه وهتافات وشعور وطني وثقه بالنصر إلى أبعد الحدود وفي إحدى المحطات فتحوا أبواب القطار واشترينا الجرائد وأخذنا نتصفحها بنهم ووصل القطار إلى أسيوط حوالي السابعه صباحا وتوجهت الي منزلنا وعندما فتح الباب قابلني والدي رحمة الله عليه والذي كان ضابطا سابقا بالقوات المسلحه ولم يكن قد مر على تقاعده أكثر من ثلاثة سنوات فبادرته بالقول ألف مبروك عبرنا القناه فبادرني بالقول ياليتني كنت في الخدمه كنت أحضر الحرب مع قواتنا المسلحه ولكن اخوك فهمي الآن مع العابرين شرق القناة فاغرورقت عينانا بالدموع وتعانقنا فقال ربنا يطمنا عليه وعلى اللي معاه وقلت ربنا يطمنا عليه فرد ربنا ينصرهم فإن استشهد فهو شرف له ولنا وأن عادوا بسلامة الله فهم منتصرين مرفوعي الرأس وفجاة ظهرت الوالده رحمها الله وعانقتني وقالت اخوك في الحرب ربنا ينصره هوه واللي معاه ويطمنا عليهم نظرت إلى والدي ووالدتي بشموخ وكان ذلك أحد دروس الوطنيه التي تعلمتها من والدي ووالدتي

وبعد عبور قواتنا قناة السويس واقتحام خط بارليف وتحطيم الساتر الترابي كانت المعارك تدور شرق القناه وكانت قواتنا تكسب كل يوم أرضا جديده بعد انتهاء معركة تحرير القنطرة شرق والتي كانت تدور من منزل إلى منزل إلى أن وصلت قواتنا لعمق حوالي حوالي أربعة عشره كم ثم حدثت الثغره عندما أعلنت جولدا مائير أن قواتها تحارب غرب القناه وعندما سألت والدي رحمة الله عليه وهو الضابط السابق بالقوات المسلحة أخبرني أنها لاقيمه عسكريه لها وستنسحب إسرائيل رغما عنها وتوالت الأحداث وتم وقف إطلاق النار وقواتنا متمركزه شرق القناه ثم محادثاث الكيلو 101 وانسحاب إسرائيل من غرب القناه لتبدأ معركة تحرير باقي الأرض رحم الله الرئيس السادات وشهداءنا الابطال ورحم الله والدي ووالدتي واسكنهم جميعا فسيح جناته

هذه الذكريات انقلها حرفيا من الذاكره المطبوعه بداخلي ولن تنسي

عظيمه يا مصر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *