آراء وتحليلات

كلمة العدد 1284 احلام الوطن الازرق

يكتبها د. محمود قطامش

بعد مرور مائة عام من اتفاقية (( لوزان )) بان لدي القياده التركيه القناعه بان تلك الاتفاقيه لم تكن ملبيه للطموح التركي وان هذه الاتفاقيه باتت تسبب الي تركيا مشاكل استراتيجيه دائمه وبناء علي ماسبق جاء الحلم التركي في (( الوطن الازرق- Mavi Vatan )) عنوان للتوجه التركي نحو تعزيز السياده في البحار المحيطه بها ومن هنا ايضا جاء دوام الصراع في شرق المتوسط والاصرار والتعنت التركي لتوقيع الاتفاقيات مع الدوله الليبيه قبل ان تتشكل معالمها وتاخذ طريقها بما يحقق الصالح للمواطن الليبي ويرقي الي مستوي تطلعاته وتسعي تركيا دوما الي فرض مناطق استثماريه وسياديه بحريه علي الرغم من عدم وجود اي سياده قانونيه لها عليها في ظل غياب اي عقوبات دوليه لكبح جماح الاطماع التركيه في المتوسط .
لذلك اصبحت هناك دوما محاولات متكرره لابتلاع البحار وثرواته المحيطه بها عبر اكبر عمليه تزوير وتلاعب في الواقع الجغرافي والتاريخي للمتوسط لذلك حرصت تركيا علي تجهيز ارضيه لهذا الوطن الازرق ولو بجغرافيا مزيفه واعتبار اجزاء من اليونان وجزر رودس وكريت وليسقوس وخيوس وساموس واعتبارها اجزاء من الدوله التركيه وصولا الي اجتزاء اجزاء من المياه الاقليميه الليبيه والشاهد علي ذلك تلك الاتفاقيات المعيبه التي ابرمتها تركيا مع المجلس الرئاسي الليبي السابق وتحت اسم (( مذكرة تفاهم )) ومحاولة تمريرها وادخالها حيز التنفيذ ترسيخا لمفهوم الوطن الازرق من خلال التلاعب بالجغرافيا البحريه وخرق القانون الدولي واختراع حدود بحريه بين تركيا وليبيا علي خلاف الواقع الجغرافي .
هذه الاتفاقيات او مذكرات التفاهم الموقعه مع بعض الساسه الليبين لا تتجاهل الحقوق اليونانيه فحسب بل والحقوق الليبيه والمصريه في مياه المتوسط وهذا هو لب الخلاف المصري التركي في ليبيا حيث تحاول الدوله المصريه المحافظه علي حقوقها وحقوق ليبيا التي لم تكن ولن تكون ارثا عثمانيا ولم تكن جزءا من الجغرافيا التركيه التي انهت دورها بترك ليبيا والليبيين لمصيرهم في معاهده (( اوشي لوزان )) عام ١٩١٢ حيث سلمت تركيا الاراضي الليبيه الي محتل اخر هو ايطاليا في ذلك الوقت .
فعلي تركيا ان تخرج من الجغرافيا والفضاء الليبي وتكف عن مناكفة مصر في شرق المتوسط فليس لهذا (( الوطن الازرق )) او الوهم الازرق مكان الا في اذهان بعض من الساسه والعسكريين الاتراك ولن تستطيع تركيا فرضه علي مصر او حتي دفعها للاعتراف به .
مع تحياتي
محمود صلاح قطامش
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *