يعرض اليوم خلال فعاليات مهرجان أيام قرطاج المسرحية 14 عرضا مسرحيا، منها عرضان مسرحيان بالمسابقة الرسمية تشاهدهما لجنة التحكيم الدولية ، ومن تلك العروض العرض الفلسطيني ( لغم أرضي ) إنتاج مسرح القصبة، وإخراج جورج إبراهيم، والنص المسرحي لإيلي كمال، والبطولة لأميرة حبش وغسان أشقر، ومدة العرض (60 دقيقة)
والعرض يتناول حياة رجل وامرأة في مكان وزمان غير محددين، يعيشان في حصار فرضاه على نفسيهما بسبب هواجس ومخاوف من انفجار لغم أرضي تحت قدميهما، وتذهب محاولتهما في الابتعاد عن دائرة الحصار سدى فقد ينفجراللغم في اللحظة التي يفكران فيها بالتحرر من هذا القيد، ولم يكن أمامهما من حل وحيلة لقتل الوقت وتبديد شبح الخوف سوى النقاش معا في شتى المواضيع وتبادل أطراف الحديث في كل المجالات شيئا فشيئا تكشف المواجهة وجها لوجه بين المرأة والرجل أن اللغم قد لا يكون مزروعا تحت الأرض فحسب، بل قد تثقل الأحاسيس والأفكار عشرات الألغام النفسية التي هي بدورها على وشك الانفجار في أي لحظة فهل أن الموت هو خسارة الفرد لحياته؟ أم أنّ موت الشغف بالحياة هو في حد ذاته أحد أنواع الموت؟
أما العرض الآخر المشارك في المسابقة الرسمية أيضا هو العرض المغربي( حدائق الأسرار) إنتاج مسرح أكون، وإخراج ودراماتورجيا محمد الحر، وسينوغرافيا مصطفى العلوي/محمد الحر، وموسيقى شيجورو أومباياشي، وأداء جليلة التلمسي – هاجر الحامدي – ياسين أحجام ، ومدة العرض( 80دقيقة) ، وتستمد تلك المسرحية حبكتها من أحداث واقعية تروي ثلاثة مسارات لثلاث شخصيات تتقاطع فيما بينها لتنسج خيوط حكاية واحدة يرويها صوت خارجي… هي حكايات تنتمي لشخصياتها التي لا تحمل أسماء، إلى طبقة بورجوازية غامضة فالزوج الأب هو رجل غني فرضت عليه تقاليد العائلة أن يتزوج من ابنة أحد الأثرياء. والزوجة/ الأم تعيش حالة من الفراغ الوجداني مع زوج لا تحبه، وتكرر محاولات الانتحار مـرات عـديدة بلا جدوى.
أما ابنة هذه الأسرة فقد تم إجبارها على الزواج بنفس الطريقة بعد أن بلغت ربيعها العشرين، لكنها تهرب ليلة زفافها لتلقى حتفها في حادثة أليمة تطرح مسرحية «حدائق الأسرار» موضوع الفراغ الذي تتقاطع فيه هشاشة الكائن بتفاهة الراهن. فعندما يعيش الأشخاص فراغا يتحولون إلى مجرد أشباح على سطح الحياة.
