آراء وتحليلات

كلمة العدد ١٣٢٠.. “”هل غيرت اثيوبيا نهجها ام خطابها؟””

يكتبها د. محمود قطامش

قال رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد :-

⁃ الملئ الرابع لن يمثل ضررا الي مصر .

⁃ لن يتم توظيف حرب السودان سياسيا.

⁃ المصريون والسودانيون اخوتنا ونأخذ في الاعتبار مخاوفهم .

⁃ ايقاف استفزاز القاهره وايجاد قواسم مشتركه معها .

⁃ الاستعداد للتشاور والوصول الي حلول ومشروعات مشتركه .

رسائل كثيره جاءت من اثيوبيا تنبأ عن طريقه جديده في التعاطي مع ملف سد النهضه بدت وكأنها اكثر انفتاحا علي الحوار مع مصر والسودان علي الرغم من ان المرحله الحاليه من الملئ الرابع هي اخطر المراحل واشدها ضررا …… فهل دخلت عناصر جديده علي هذا الملف ? جعلت الخطاب يتغير علي الرغم من انه قد استتب الامر لرئيس الوزراء الاثيوبي بعد انتصاره وحسمه لملف حرب التيجراي وبعد خروج السودان مرحليا انشغالا في ازمته بحيث لم تعد تشكل ضغطا علي اثيوبيا .

لكن الملاحظ ان كميه المياه المزمع حجزها في هذه المرحله هي ٢٧ مليار متر مكعب بعد ان تمكنت في كل مراحلها السابقه من ملئ

١٤ مليار متر مكعب من المياه فقط خلال المراحل الثلاث السابقه فهل هذه استراتيجيه جديده بعدم الاستفزاز واظهار اثيوبيا نفسها كطرف يراعي حقوق ومصالح جيرانه كمية المياه كبيره وهي تحجز مايعادل نصف كمية المياه المتاحه والوارده في النيل الازرق والبالغه ٥٠ مليار متر مكعب .

نعود فنقول انه علي الرغم من ان القاهره تتعامل بشكل هادئ مع كل التصريحات الوارده من اثيوبيا ولا تستجيب لاي اثاره وحافظت علي اقصي درجات ضبط النفس عندما لم تذهب لفكرة ضرب السد بعد ان حصلت علي الضوء الاخضر من الرئيس ترامب وايضا لم توظف القاهره ازمة التيجراي سياسيا لصالحها وهي لازالت تامل في الوصول الي اتفاق مرضي ينظم عمل السد علي الرغم من غياب السودان وذلك الذي سوف يجلب تغيرات كثيره في المنطقه قد تعيد رسم التوازنات في المنطقه ايضا وقد تاتي بلاعبين جدد علي الرغم من محاولات اعادة التموضع التي تحاول اثيوبيا فعلها ضمن التغييرات المنتظره …لكن العنصر اللافت والذي ربما يكون خافيا علي كثير من المراقبين وربما كان سببا في تغيير الخطاب الاثيوبي ونهجه في التعامل مع ملف سد النهضه هو الحضور الهندي المميز بعد تلك الزياره التاريخيه من رئيس الوزراء الهندي الي مصر حيث تسهم الهند بدور فعال في النواحي اللوجستيه لسد النهضه وتريد الهند الحفاظ علي علاقات متميزه وقويه مع القاهره واديس ابابا مما جعلها تتدخل لنزع فتيل الازمه وتنمية فكرة التعاون بدلا من الصدام … كما ان علينا نحن في مصر ان نغير من النهج في التعاطي مع هذا الملف واستحداث عناصر ضغط جديده ومنظومه ايضا جديده من الحوافز وتغيير النهج وعدم الاستناد الي فكرة ان التحرك مرتبط بحدوث الضرر وذلك النهج قد يكون قد منح اثيوبيا بعض الحريه في الملئ معلنه دوما انه لم يحدث ضرر وذلك النهج ايضا قد اعفي كثير من الدول المتعاطفه معنا من الحرج لعدم التدخل متعللين بعدم حدوث الضرر .

مع تحياتي …..

محمود صلاح قطامش

مصر تلاتين – [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *