آراء وتحليلات

سقوط اتفاقية أوسلو

كتب د. السيد مرسي

عزيزى القارئ نحن نعيش مقدمات عصر جديد بدايته السابع من أكتوبر الفائت وظهور امة تتحلى بالشجاعة غذاء التحرير لا يستعذبون العبودية وان لم تفرض عليهم يدافعون عن حقوقهم المشروعة، ومن آثار ذلك سقوط اتفاقية أوسلو والتي كانت أول اتفاق رسمي بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والتي تنص على إقامة سلطة حكم ذاتي انتقالي فلسطيني، وغيرها من البنود الاخرى وقد وقّعت عليها منظمة التحرير الفلسطينية يوم 13 سبتمبر 1993.
وهذه الاتفاقية نتاج اتفاقيه سايكس بيكو السرية بين فرنسا وانجلترا في 1916 و الانتداب ( الاحتلال ) البريطاني على فلسطين و عاصمتها القدس و كان التعامل التجارى أنذاك بالجنية المصرى في بداية الانتداب و سُرعان ما تم تشكيلُ مجلسٍ يقوم بدور مصرفٍ مركزي لإصدار العملة المحلية سُمّي بمجلس فلسطين للنقد عام 1927 وتم اصدار الجنيه الفلسطيني ، وفي 11 سبتمبر 1922أصبح هذا الانتداب رسميا بمباركة عصبة الأمم المتحدة بناء على اتفاق دول الحلفاء بغية تنفيذ تصريح ملكى بريطاني صدر في 1917 والمعروف باسم وعد بلفر وابتهجت أوربا وأمريكا إذ وقعت القدس مؤخرا تحت سيطرة الاوربيين بعد تحريرها من الصليبيين في أكتوبر 1187 على يد صلاح الدين الأيوبي ، ومع بداية فترة الانتداب فتح المندوب السامى البريطاني باب الهجرة ليهود العالم وكان هذا الدعم البريطاني السياسى والعسكرى والذى تلاه الدعم الأمريكي اللا متناهي لإسرائيل وأصبحت اتفاقية اوسلو حبر على ورق والني كانت تدعو الى إقامة دولة مستقل لفلسطين وهذا ما يزعمه الامريكان الأن ويرفضه نتنياهو ، والتي كانت أحد الأسباب الرئيسة لعملية طوفان الأقصى والذى أصابه بعدم الاتزان وسعيه لاستغلال الاخرين ويتهمهم بالتامر عليه بما ذلك زملاؤه من أجل تحقيق النجاح الشخصى ، وفى هذا السياق فإنه يعتبر نفسه أكثر فهما للأمور من الأخرين ، وبالتالي فإنه يرى من لا يتفقون معه على انهم لا يفهمون السياقات التاريخية أو السياسية فهما صحيحا هذا ماورد فى دراسة لشخصيته اجراها شاؤول قمحى أستاذ علم النفس بجامعة تل ابيب ،وهذه الشخصية تذكرنى بكلمات مضيئه سطرها أحد الكتاب المصريين البارزين منذ سنوات مضت و فيها يتساءل ماذا يحدث لو قعت حشرة في فنجان قهوة ؟ والاجابة كانت من خلال الشخصيات التالية:
الرجل الإنكليزي: سوف يلقي بالفنجان في الشارع ويترك المقهى، والامريكي: يستخرج الحشرة ويشرب القهوة والصيني: يأكل الحشرة ويلقي بالقهوة، و الفلسطيني المحاصر: سوف يأكل الحشرة و يشرب القهوة ، أما الإسرائيلي فإنه: سوف يبيع القهوة للأمريكي و الحشرة للصيني، ثم يبكي في كل وسائل الإعلام بأن أمنه في خطر، ثم يتهم الفلسطينيين وحزب الله و السوريين و الإيرانيين باستخدام أسلحة ميكروبية. ، ثم يواصل البكاء على عذاب اليهود في محارق هتلر و العداء للسامية و الاعتداء على حقوق الإنسان. ، ثم يدعو رئيس الفلسطينيين بالكف عن إلقاء الحشرات في فناجين القهوة. ، ثم يعيد احتلال الضفة الغربية و قطاع غزة و يجرف الحقول و يهدم البيوت و يقطع الماء و الكهرباء و يطلق الرصاص على أي فلسطيني، ثم يطلب من أمريكا دعما عسكريا عاجل و قرضا بمليار دولار يسدده على مائة سنة ليتمكن من شراء فنجان آخر.، ثم على صاحب المقهى أن يدفع له تعويضا بان يشرب القهوة مجانا حتى نهاية القرن ! وأخيرا يتهم العالم كله بأنه وقف يتفرج عليه ولم يحزن لما أصابه مع أنه إنسان جلس في هذه المقهى لأول مرة في حياته ليشرب القهوة منذ خروج اليهود من مصر من 33 قرنا! أليس هذا أعجب العجاب؟! مأ أشبه اليوم بالبارحة

 

مقالات ذات صلة