آراء وتحليلات

من لدية أذنان للسمع فليسمع

 

كتب: الإعلامي محمد عبد المعز حميد

لماذا لا أكتب كثيرا ؟ فقط لأنني لا أجلس مع نفسي كثيرا ! لكن لم لا أجلس مع نفسي كثيرا ؟ لأنها لا تريد أن تجلس معي..فهي دائما مشغولة..تبحث في إشكالات و مواضيع جديدة !

اليوم..سحبت نفسي من تلك المنطقة الحساسة رغما عنها و رغم أنف أبيها و ذلك لكي أكتب هذا المقال الهام جدا بحيث لم آخذ من وقتها الثمين سوى دقيقة واحدة..فاصغوا إلي جيدا إذن !

هل نحن اليوم في حاجة إلى كتاب و مفكرين ؟

لا أظن ذلك.. فاالمفكر و الكاتب هو شخص فضولي.. هو شخص يدخل أفكاره في أفكار الآخرين.. لذلك فهو شخص يخلق الحيرة لأبناء الحياة..

هل نحن اليوم إذن في حاجة إلى قراءة الكتب ؟

قطعا لا.. ما نحتاج إليه هو أن نقرأ أنفسنا و أن نقرأ كتاب الحياة و كتاب الآخرين..

إن الحياة شئ وجدنا فيه لكي نحياه لا لكي نحلله و نناقشه كأطروحة..فالهدف من الحياة هو الحياة في حد ذاتها..

هناك من سيقرأ هذا التعريف للحياة و سيتذاكي و يقول في نفسه بأن الحياة يجب أن نحللها و نناقشها و إلا كنا نحن كباقي الحيوانات !

لكن إذا علمنا أن كثرة المعارف تتعس الإنسان و أن الحكمة تجعلك تقول مثل سليمان.. كل شئ باطل تحت الشمس.. و إذا علمت أن الإنسان يفضل أن يكون سعيدا غبيا من أن يكون حكيما تعيسا.. فإنني أقول لك أن تكون حيوانا سعيدا خير من أن تكون سبرمانا تعيسا

وكما تقول الحكمة.. كن حمارا.. تجني ثمارا !

و جوابا على السؤال المطروح ..لكي تعيش سعيدا على هاته الحياة إذن يجب أن تكون علاقتك بالكتب علاقة مصلحة.. و أن تكون علاقة ثانوية !

لكي تعيش سعيدا يجب أن تكون شخصا غير مهتم..لا مبالي..غبي أو أن تتظاهر بالغباء.. تعيش اللحظة كأنها آخر لحظة.. في جملة واحدة مختصرة تعبر عن كل هذا.. يجب أن تكون شخصا يستعلي فوق كتب الفلاسفة .. تعبير مجازي يعني لا مبالي و ضارب الدنيا بحذائه ..

نعم.. أفتخر أن أكون أول شخص يستعلي فوق كتب الفلاسفة.. هؤلاء الرجال بعقول الأطفال اللذين لم يجدوا شيئا يفعلونه سوى تدريس الجنون باسم المنطق !

لذلك أنصحك أن تبتعد عن الكتب و عن الكتاب و المفكرين و أن تقرأ أهم كتاب و هو الحياة فهي الشئ الوحيد الذي يستحق القراءة..

لكن..لحظة..ماذا أفعل أنا الآن ؟ أوه تبا أكتب.. عذرا.. ابتعد.. ابتعد حالا عن الكتب و الكتاب و المفكرين.. و ابدأ بقراءة الحياة.. هيا انطلق احيا الحياة.. من لدية أذنان للسمع فليسمع !

مقالات ذات صلة