أرفعوا أيديكم عن السودان
دكتور / السيد مرسى
تتمحور الأزمة السودانية الحالية، حول صراع يدور بين جيش بقيادة عبد الفتاح (البرهان) وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) ، والتي تعكس واحدة من أخطر الأزمات السياسية والعسكرية التي تواجه البلاد منذ عقود و بدايتها كانت في 15/4/ 2023، بعد توتر طويل بين السلطة والسيطرة على الدولة السودانية ، وتولد عنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، واصبح سكان السودان الذين يمثلون 10 % من مجموع الأشخاص المحتاجين لمساعدات إنسانية في العالم، رغم أنهم يشكلون أقل من 1 % من سكان العالم وفق التقارير الدولية والتي تقول بأن هذه المجاعة سوف يفر بسببها المزيد من السكان إلى البلدان المجاورة، وسيتعرض الأطفال للمرض وسوء التغذية، وستواجه النساء والفتيات المزيد من المعاناة والقهر والاغتصاب، و هناك نحو 18 مليون شخص يعانون من الجوع الشديد، ويعاني 3.6 مليون طفل من سوء التغذية الحاد،
هذا الصراع شهد تحالفات خارجية مختلفة ومعقدة ومتغيرة باستمرار، والتي تختلف تبعًا لتطورات الوضع السياسي والأمني، وتلعب دورًا كبيرًا في توجيه مسار النزاع ، فقوات الدعم السريع تعتمد على قواعدها القبلية، خاصة في غرب السودان (إقليم دارفور)، حيث ينتمي قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى قبيلة الرزيقات، تدعمها بعض الفصائل المسلحة السابقة في دارفور، وجهات إقليمية ودولية مهتمة بإضعاف الجيش السوداني أو دعم طرف من يحقق مصالحها ،وكذلك دول الخليج (مثل السعودية والإمارات) تسعى إلى الوساطة، لكنها تفضل طرفاً يُبقي على مصالحها ، ومصر تميل نحو دعم الجيش السوداني نظرًا لعلاقات تاريخية واستراتيجية ، وروسيا و تركيا تدعمان الدعم السريع بناءً على طرف لمصالح جيوسياسية واقتصادية
وفى الأخير: الحل موجود بشرط ان يرفع أصحاب المصالح المذكورين وغيرهم كثر أيديهم عن السودان ويبتعدوا تماما عن الحلول العسكرية، وتم إجراء مفاوضات شاملة بمشاركة كل الأطراف السودانية، ودعم كامل من المجتمع الدولي لضمان وقف إطلاق النار، والعمل على بناء مؤسسات مدنية وعسكرية سودانية قوية تعمل تحت سيادة القانون، بعيدًا عن المصالح الشخصية كالزعامة أو الفئوية مثل الذهب وخلافة.
وإلى اللقاء: دكتور / السيد مرسى