آراء وتحليلات

تحية إلى المرأة المصرية

بقلم / سهام عزالدين جبريل :

سهام جبريلالمرأة المصرية صانعة الحضارة وحافظة التاريخ والتراث ، ومن عطائها إستمدت المعانى العظيمة والقيم ومعايير الضبط الاجتماعى ، فهى قصة كفاح إنساني على مر العصور وفى كل أنحاء مصر في المدن والحضر والريف والصحراء ، فهى نموذج فريد للتصدى والصمود ،والعزيمة والمثابرة والتحدى والصبر وقوة الإحتمال، ولن يصلح حال المجتمع ويستقر الابوجودها وإظهار دورهاالعظيم ، والحقيقى المخلص في كافة مناحى الحياة ، وإحترام وتقدير المجتمع لهذا الدور ،
والمرأة المصرية عمارة حضارية عظيمة وتجربة إنسانية تحمل كل العانى النبيلة فالمرأة تعني “وطن” يضم تحت مظلتة كل أركانه التي تقوى بأفراد مجتمع .. والمجتمع الذي يُجنب المرأةعن المشاركة في بنائه هومجتمع :
يري بعين واحدة … يمشي بقدم واحدة … يكتب بيد واحدة …
وتظهر الضرورة الهامة لدور المرأة في ظل التحولات الإجتماعية والسياسية والثقافية ، التي يشهدها العالم والمنطقة العربية والمجتمع المصرى ،
فماهو واقع المرأة المصرية والتحديات التي تواجهها ؟
وأي دور ريادي يمكن أن تؤديه بجانب الرجل ؟
في مجتمع ما زال يتحفظ من دورها القيادي والسياسي؟
وعلى الرغم من كل المعوقات والمعيقات التاريخية والمنهجية والتقليدية !!!ّ
فان المرأة المصرية كانت ومازالت حاضرة وبقوة ، في العديد من القضايا السياسية والوطنية التي شهدها العالم وكان لها الأثر الهام في التاريخ المصرى ومنذ فجر التاريخ وحتى العصر الحديث ومشاهد الألفية الجديدة وأحداث القرن العشرين بدءا من مناهضة الاستعمار والاستقلال ومقاومة الإحتلال الصهيوني والدفاع عن الوطن وترابه الغالى ومقدراته وصولا الى مكافحة الاٍرهاب ، والحفاظ على الكيان الوطنى والنسيج الإجتماعى ،،،
ومما لاشك فيه أن التمييز ضد المرأة يشكل عامل كبح كبيراً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع وأن مشاركة المرأة المصرية في المجال السياسى والاقتصادي وقضايا الشأن العام ، هي الأضعف في العالم بأسره ، حيث أن نهوض المرأة وتمكينها على جميع الاصعدة ، هو شرط ضروري لازم للنهضة في مصر ومنطقتنا العربية ، ويجب على حكومات الدول التي تعانى من تدنى مشاركة المرأة في الحياة العامة ، إعتماد إجراءات «دعم تفضيلي موقت او تمييز إيجابي في إطار زمني محدد» لمصلحة المرأة وفتح الأبواب أمامها في جميع المجالات ولإتخاذ خطوات لإيجابية في هذا المجال ،
والتاريخ يؤكد ان دور المرأة ومشاركتها الإيجابية هو قيمة إيجابية مضافة للمجتمع ودعم قدراته وإستثمار طاقات كافة أبنائة من الرجال والنساء والشباب للنهوض به وإدارة شئون الوطن بكفائة وإقتدار.
ولما لا !!! فمكانة المرأة المصرية ودورها في قيادة البلاد وإدارة شئون الوطن ، ضاربة في جذور التاريخ ومنقوشة على جدران المعابد ومجسدة في نقوش المتاحف فهى تقلدت اعلى المناصب في تأسيس الحضارة المصرية والدولة التاريخية لمصر كأول دولة أسست في التاريخ ، وتقلدت ملكات كان لهن أدوارهن البارزة مثل “حتشبسوت ، نفرتيتى ، تى ، نغرتارى ، إيزيس ” وأول ملكة مصرية في العالم هي الملكة المصرية ميريت ،،،
وإستمر الدور القيادى للمرأة المصرية في الحياة السياسية والإجتماعية مؤثرة في التاريخ المصرى عبر نماذج عديدة على مر حفبات التاريخ مثل كليوباترا ، وشجرة الدر ، وبصرف انظر عن اصولهم الغيبر مصرية لكنهن كان لهن دورا شهد له التاريخ المصرى ،
وعلى مر التاريخ أثبتت المرأة المصرية دورا وطنيا مميزا فمن خروج نساء رشيد لمواجهة الحملات الصليبية على مصر وحتى خروج المرأة المصرية في ثورة 1919م ، في 16مارس حيث أثبتت ابنة النيل أنها جزء لايتجزأ من نسيج المجتمع المصرى ومن الحركة الوطنية المصرية حيث شاركت في التظاهر ضد الاحتلال الإنجليزى مطالبة بالإستقلال ، وإستشهدت السيدة حميدة خليل كأول شهيدة مصرية من أجل الدفاع عن حقوق الوطن ، ولذلك اعتبر هذا اليوم”16مارس ” من كل عام يوما خاصا للإحتفال بيوم المرأة المصرية
ومن ثورة 19وحتى ثورة يوليو 1952م ، شهدت الساحة المصرية العديد من المشاركات القوية للمرأة المصرية ومساهمتها في مجالات عدة فمن تبرع الاميرة فاطمة لبناء جامعة القاهرة وحتى الدور الخير لبناء المؤسسات الخيرية والمستشفيات والمؤسسات التعليمية والجهد المبذول والسعى المتواصل للإندراج في الحياة العامة وصولا إلى الدور السياسى فقد كانت توجد ثلاثة أحزاب نسائية خاصة بالمرأة المصرية هي :
1-حزب بنت النيل السياسى ، 2-الحزب النسائى الوطنى ، 3-الحزب النسائى السياسى وكانت كلها تطالب بحق المرأة في دستور عادل يدرج المرأة في قوائم الناخبين وهو أبسط حقوقها وحقها بأن ترشح نفسها في الإنتخابات النيابية …
وبعد الثورة صدر أول دستور في مصر في يناير عام 1956م حيث منح المرأة المصرية حقوقها السياسية ، وتضمن مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق السياسية وأصبح للمرأة حق الترشح والانتخاب ، حيث أجريت أول إنتخابات برلمانية عام1957م وفازت السيدة راويةعطية في الانتخابات لتصبح أول نائبة برلمانية في تاريخ مصر،
ومن الدور الوطنى والفدائى للمرأة ومقاومة الاحتلال الإنجليزى ودعم فدائى القناة وحتى الجلاء عام 1954م ودورها البارز في العدوان الثلاثى ومقاومة المحتل في سيناء ومدن القناة ، وتصديها لقوى البغى والعدوان في يونيو 1967م ، وإشتراكها في منظمة سيناء العربية ، ودعمها للقوات المصرية المرابطة على الجبهة ودورها الهام في حماية الجبهة الداخلية وتأمين مجتمعها ، ودعم أبنائها ورعاية اسرتها ، فهى الام والاخت والزوجة التي ربت الأبطال ودفعت بأبنائها الشهداء لرفع لواء الوطن والدفاع عن أرضة وترابة الغالى ، إلى جانب مساهماتها الجادة والمخلصة وإندراجها في العمل التطوعى لدعم قواتنا المسلحة خلال فترة الاستنزاف ، والتبرع بالدماء والمال لصالح المجهود الحربى ، ومتابعتها وزياراتها المتعدة لدعم أبنائها على خطوط القتال في اصعب الفترات من تاريخ الوطن ، وحتى عبور أكتوبر العظيم والإنتصار المشرف لأبنائها أبطال العبور،،،
وشاركت بقوة بدورها الوطنى في إعادة البناء والإعمار في سيناء ومدن القناء ، وثورة التعمير وإدارة عجلة التنمية في كل ربوع مصر وتصديها لكل محاولات تغيير الهوية وهز القيم والثوابت المجتمعية ، ومشاركتها في نجاح الإستحقاقات الإنتخابية الثلاثة الخاصة بخارطة الطريق ،،،
فتحية إلى المرأة المصرية على طول وعرض مساحة الوطن ،
تحية لكل رموز بلادى الحبيبة فى العاصمة والمحافظات
تحية للمرأة فى فى الريف والمدينة
تحية للمرأة فى البوادى والحضر
تحية للمرأة فى االصحراء فى الوديان والتجمعات
تحية للمرأة المصرية ابنة العاصمة وابنة المحافظات
تحية للمرأة المصرية صمام أمن المجتمع ومفتاح أمانة
وإستقراره على مر السنين ومنذ فجر التاريخ .
—————————
خالص تحياتى / سهام عزالدين جبريل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *