بالصور.. عجوز تقضى 50 عامًا فى غرفة مظلمة بالوادى الجديد

“كأن أمى كانت عارفة أن اسمى هيكون على مسمى، أنا منسية وعايشة فى أوضة ضلمة وفاضية والمرض ملكنى وبقعد أيام من غير أكل وما حيلتيش غير توبى اللى لابساه”، بهذه الكلمات بدأت الحاجة منسية أبو رحاى والبالغ عمرها 81 عاما حديثها وهى تتألم، بعد أن نسيها الناس والمسئولون وسقطت من حسابات العالم لتعيش فى وحدة وعزلة تنتظر الموت فى غرفة ورثتها عن أمها منذ 50 عاما، ليكون اسمها على مسمى، فتقضى ما تبقى من عمرها فى عزلة فرضتها عليها الظروف، فليس لها أبناء أو أقارب بعد أن وفدت من محافظة قنا منذ طفولتها وتعيش على ما يجود به أهل الخير، راضية برزق الله، وليس من الصبر والإيمان ما يفتديه من يكنزون الملايين لتسطر لنا ملحمة إنسانية تحتضنها إحدى حوارى مدينة الخارجة القديمة.

تقول الحاجة منسية فى تصريح خاص لــ”اليوم السابع” منذ 50 عاما أعيش فى هذه الغرفة التى لا تحتوى على أثاث أو أجهزة، فأنا لن أحتاج دولاب لملابسى فليس لدى سوى ثوب واحد أغسله وأرتدىه دوما حتى يبلى، وأعيش على ما يجود به أهل الخير رأفة بحالتى، ولا أريد من الدنيا سوى الستر، فالدنيا لا تستحق هذا العناء، وأتمنى أن تعيش البلد فى أمن واستقرار.

وتضيف “منسية” أعيش فى هذه الغرفة المظلمة والتى تم سقفها بالجريد، ولا أستطيع الحركة بعد أن حاصرنى المرض وشل حركتى ولا أجد من يغلق عليا باب الغرفة ولا أعرف كيف أتصرف وأنا أعيش وحيدة وأنتظر الموت فى كل لحظة، ولا أحد يسأل عنى بعد وفاة أمى منذ 50عاما، وأنا أعيش فى هذا المنزل بمفردى، ولا أمتلك أى أجهزة أو أثاث، فليس لدى سرير أنام عليه أو دولاب أضع فيه ثوبى الوحيد، وأحيانا أظل أياما بلا طعام حتى يجود أهل الخير عليا، وأحمد الله على أن منحنى لسانا أذكر به نعمه وأقول لنفسى إن الدنيا لا تساوى شيئ، والصبر على ذلك سوف يكون جزاؤه عند الله.