آراء وتحليلات

غربان الإعلام.. كفاكم إفسادا !!

فلاحبقلم فلاح العتيبي

من المنطقي ألا يتفق حتى الإخوة على رأي واحد أو قرار واحد في جميع الأحوال.. وهكذا هي المجتمعات منذ خلقها الله تعالى، ومن باب أولى الدول والحكومات ..

هذا الحديث دفعنا إليه تلك السحابة السوداء العابرة التي مرت على العلاقات الأخوية بين مصر والمملكة العربية السعودية فسببت خلافا لا يلبث أن يزول بإذن الله فهو ليس أول الأزمات ولن يكون آخرها طالما هناك حياة.. فالله تعالى يقول عن الناس في حياتهم (ولايزالون مختلفين ولذلك خلقهم..).. وهو الخلاف بين البلدين الشقيقين الذي نتج من سوء التفاهم الذي وقع بين القاهرة والرياض، وما تردد عن اعتزام المملكة وقف الإمدادات النفطية لمصر.

والذي تلقفته بعض وسائل الإعلام في البلدين سباً وشتما، والذين صاروا كما يقول المصريون..( خايبة واشتهت نايبة)، فهم جالسون ينتظرون النوائب فقط للصراخ عليها ولطم الخدود وشق الجيوب، للفت نظر العالم لما عدوه كارثة .. كيف يحدث هذا ولماذا.. وصار كل جانب يعاير الآخر بما قدمه له يوما من الأيام لزيادة الاحتقان، ومن لا يشتري يتفرج ويشمت!!

الخلاف الذي حدث بين البلدين في رأي العقلاء هو خلاف بين إخوة في اللغة والدين، في العروبة والإسلام، سوف يزول سريعا، لأن من كبَّره وهلل له فرحا به هم إعلاميون في البلدين بهم من السفاهة الشيء الكثير، وهم يجمعون بين الجهل وسوء إدراك نتيجة ما يقومون به من إشعال فتنة في منطقتنا التي يكفيها ما فيها من فتن وأزمات وحروب وقلاقل، أو هم مأجورون وجدوا ضالتهم فيما حدث ليصنعوا منه مجالا لجمع الدولارات من أولئك المتربصين بأمتنا وبأمننا في البلدين، سواء من إيران التي يسعدها كثيرا هذا الخلاف العربي العربي لتكيد للمملكة وتتآمر أكثر ظناً منها أنها يمكن أن تنال من المملكة أشد حينما تبتعد عن مصر، أو من جماعة الإخوان في مصر الذين يتلقفون أي كارثة أو مصيبة للحكومة المصرية ليطيروا بها ناعقين كالغربان شماتة وتفجيرا وتهويلا لتسخين الخلافات بين الحكومة المصرية والمملكة العربية السعودية التي وقفت إلى جانب مصر في أزمات كثيرة بعد خلع الإخوان من الحكم!!

فعلى الرغم من التقارب الذي بدأ يظهر بين الجانبين، كما أعلنت مصادر دبلوماسية، اعتزام المملكة صياغة مشروع قرار جديد حول سوريا في مجلس الأمن بالتنسيق مع القاهرة، وإعلان المصادر نفسها اعتزام مصر إرسال وفد رفيع المستوى للمملكة للتشاور وتقريب وجهات النظر، ومناقشة سبل توحيد الصوت العربي في المحافل الدولية، وبلورة حلول جديدة للأزمات التي تتعرض لها دول عربية وفى مقدمتها سوريا، إلا أن الإعلام الإيرانى اختار أن يحول مظاهر الاختلاف إلى نقاط خلاف، حيث زعم التلفزيون الإيرانى أن مغادرة السفير السعودي لدى القاهرة أحمد قطان، تأتى على خلفية انزعاج المملكة من موقف مصر في الملف السوري، برغم إعلان مصادر عدة من داخل المملكة أن سفر القطان لن يدوم لأكثر من 3 أيام، وأن الهدف منه هو العمل على تقريب وجهات النظر بين البلدين.

إن قيادة المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه- بحنكتها المعهودة تملك من الفهم والإدراك الشيء الكثير لهذه المحاولات الخبيثة للوقيعة بين مصر والسعودية والتي يقوم بها هؤلاء المرتزقة من الإعلاميين ومن يمولونهم ممن يصبون الزيت على النار، وكذلك الحكومة المصرية والشعب المصري الذي يعي هذا الدور الخبيث من بعض الإعلاميين والتصدي له، لأن الرياض والقاهرة هما جناحا الأمة للنجاة من هذه الأزمات الطاحنة التي تعيشها..

حفظ الله علينا بلادنا وأمننا وقادتنا، ووفقهم لكل خير إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *