أخبار مصر

أول شهداء سيناء في رمضان : «أنا في حماك يا رب»

الأربعاء, 31 مايو 2017 00:34

بينما الجميع في انتظار انطلاق مدفع الإفطار أول أمس الاثنين ثالث أيام رمضان.. جلس «عماد» في غرفته، يتذكر حواره الأخير مع شقيقه الأصغر «يحيي»، الذي سافر قبل أيام قليلة من رمضان إلى سيناء، بعد اجازة قصيرة من التجنيد قضاها معهم.

شعور بالقلق بدأ يتسلل فجأة إلى قلب «عماد»، ربما لأنه أول «رمضان» يقضيه بدون شقيقه، فسارع بالدخول إلى صفحة أخيه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، باحثاً عما يمني به نفسه، حتى يطمئن على «يحيي»، وهنا كانت المفاجأة الصادمة غير المتوقعة، عندما وجد صورة شقيقه منشورة قبل ساعة، وكتب عليها: «الله يرحمك يايحيي… في الجنة يا شهيد».

ظن «عماد» لأول وهلة أن ما رآه غير صحيح، وأن هناك شيئاً ما خطأ، لكنه بمجرد إعادة فحص المنشور، بدأ الأمر يتأكد في قرارة نفسه رويداً رويداً، خاصةً وأن كاتب المنشور هو أحد أصدقاء «يحيي» المقربين في الجيش، ويخدم معه في نفس وحدته.. وفي هذه الأثناء وبينما مازال يساوره الشك، يدق جرس هاتف والده، ليجد أحد زملاء الابن الأصغر، يخبره بنبأ استشهاده.

استشهد المجند يحيي حمدي إبراهيم سعدان، جراء انفجار عبوة ناسفة «عن بعد» استهدفت مدرعة، في أثناء سيرها على طريق العريش الساحلي، عصر ثالث أيام رمضان، ليكون بذلك أول شهداء الوطن خلال هذا الشهر الكريم.

« أول رمضان يعدي عليا من غير ما أفطر في البيت.. لكن الجيش يحكم.. أنا في حماك يارب».. اخر كلمات كتبها «الشهيد الصائم»، على حسابه الشخصي، ليلقى ربه بعدها بساعات قليلة.

ينتمي «الشهيد الصائم» ذو الـ22 عامًا، إلى قرية صغيرة بمحافظة القليوبية، تسمى مساكن الثروة المعدنية، وعلى الرغم من أنه فقد أمه في سن مبكرة، حيث كان عمره وقتها لا يتعدى الأربع سنوات، إلا أن والده زرع بداخله منذ نعومة أظافره حب الوطن، وكان التحاقه بقوات الجيش في سيناء بمثابة حلم تمنى كثيراً لو يتحقق، وتكلل بتكريم الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، لأعماله الجليلة في محاربة الإرهاب بسيناء.

«كان فاضله 3 شهور ويخلص جيشه، بس ما يغلاش على اللي خلقه».. هذا ما قاله حمدي سعدان، والد الشهيد، مضيفًا: «كان حاسس بقرب استشهاده، وآخر مرة كان فيها هنا فضل يحكيلنا عن بطولات الجيش ضد الإرهاب في سيناء».

ويكمل: «كلمني قبل استشهاده بساعتين، وقالي انه كان نفسه يكون موجود معانا في رمضان، وإن الفطار مع زمايله في الميري بيصبروا على غيابنا».

قبل أيام قليلة، كتب «يحيي» على صفحته الشخصية ناعياً قائده الذي سبقه في الشهادة: «الله يرحمك يا فندم كنت قائد محترم.. قضيت معاك 90 يوم في رفح كانوا أحسن أيام ليا في الخدمة.. ربنا يجمعنا بيك في الجنة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *