الأدب

المنع يطارد مسرحيات شكسبير فى عام 2017

يبدو أن عام 2017 لن يكون عاما سعيدا على الكاتب المسرحى الأشهر فى العالم وليم شكسبير، فقد تعرضت مسرحياته لعدد من المضايقات.

رغم بيع كل تذاكر مسرحية ريتشارد الثالث لوليام شكسبير، منذ أيام قليلة، إلا أنه كانت هناك محاولات جادة لـ وقف العرض الذى سيقام أمام قبر “ريتشارد الثالث”، وأعيد دفن ريتشارد الثالث، أحد أكثر ملوك إنجلترا إثارة للجدل، فى كاتدرائية ليستر فى 2015 بعد اكتشاف رفاته تحت مرآب سيارات بعد نحو 530 عاما على مقتله فى معركة بوسورث فيلد عام 1485.

وصور شكسبير الملك فى مسرحيته ملكا أحدبا يتسم بالقسوة والسادية والاستبداد وكان مسئولا عن واحدة من أبشع الجرائم فى التاريخ الإنجليزى وهى قتل ابنى أخيه الصغار فى الواقعة التى تعرف باسم “أميرا البرج”.

ويعتقد المدافعون عن ريتشارد أن سمعته كملك مستنير تلوثت بشكل مجحف بسبب مسرحية شكسبير التى يقولون إنها كانت عملا دعائيا من أسرة تيودور التى أطاحت بريتشارد من العرش.

ووقع نحو 1300 شخص على عريضة لوقف العرض المسرحى فى الكاتدرائية قائلين، إنه لا يجوز إقامة العرض على مقربة من القبر.

يوليوس قيصر

وفى شهر يونيو الماضى، أعلنت شركتان أمريكيتان كبيرتان وقف رعايتهما لإنتاج مسرحية “يوليوس قيصر” لـ شكسبير، التى تعرض فى نيويورك، ويُمَّثل فيها دور الزعيم الرومانى القديم بصورة تشبه الرئيس الأميركى دونالد ترامب، حسبما نقلت وكالات إخبارية.

وقالت شركة “دلتا إيرلاينز” إن الجهة المنتجة للمسرحية أى “مؤسسة المسرح العام” (Public Theater)، تخطت معايير الذوق السليم، “بسبب الطريقة التى قُتلت بها الشخصية الرئيسية التى تشبه ترامب”، وفق ما ذكر موقع “هيئة الإذاعة البريطانية”. وأعلنت الشركة إنهاء فترة امتدت لأربع سنوات، كانت خلالها شركة الطيران الرسمية للمسرح العام.

فى المقابل، دافعت كاتبة المسرحية جويس كارول عبر تويتر عن العمل مشددة على أنّ شركة “دلتا” يجب “ألا تتدخل فى عروض المسرح”، وحثت الجمهور على “عدم التعامل معها”.

من جهته، أعلن “بنك أوف أميركا” عن لسان متحدثة باسمه، الذى رعى مسرحيات شكسبير طوال 11 عاماً فى “سنترال بارك”، وقف تمويله لـ “يوليوس قيصر”، من دون التطرّق إلى تمويله لبقية مسرحيات الأديب الراحل.

وفى المسرحية التى تعرض فى حديقة “سنترال بارك” فى نيويورك، صُوّر يوليوس قيصر على أنه رجل أعمال قوى صاحب شعر أشقر، ويرتدى بذلة زرقاء فيها دبوس يجسد علم أميركا، بينما زوجته “كالبورنيا” ترتدى ملابس مصمّمة أزياء، وتتحدث بلكنة سلافية.

وتجسّد المسرحية مشهداً طويلاً لحادث اغتيال، يقاوم فيه قيصر مهاجميه، قبل أن يتلقى طعنات عدّة من رفقائه السابقين، ويصف منتجو المسرحية الشخصية الرئيسية بأنّها “قيصر معاصر وجذاب، وغير موقّر ومصمم على ممارسة سلطة مطلقة، ولم يستجب المسرح العام والبيت الأبيض على الفور لطلبات بالتعليق على الموضوع.

من ناحيته، انتقد دونالد ترامب الابن العمل، متسائلاً ما إذا كان قد جرى تجاوز الحدود، حين يتحوّل الفن إلى خطاب سياسى، وفى إعلانه عن المسرحية فى وقت سابق من العام الحالى، قال “المسرح العام” إنها “لم تبد أبداً أكثر معاصرة من تلك المرّة”، واصفاً القائد الرومانى بأنه “جذاب وشعبوى وغير موقر، ويبدو متمسكا بالسلطة المطلقة”.

وكان العرض التجريبى قد بدأ فى 23 مايو الماضى، فيما تستمر العروض حتى 18 يونيو الحالى على “مسرح ديلاكورت” فى سنترال بارك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *