آراء وتحليلات

بطولات من سيناء

كاتب صحفي وباحث بالشان السيناوي
كاتب صحفي وباحث بالشان السيناوي

كتب: عبد القادر مبارك
الشعوب العظيمة هى التى يتحول أبناؤها إلى ألغام فى وجه المغتصب.. وتتحول أرضها إلى لهيب تحت أقدامه ونار تشعل ملابسه.. هنا نستعيد ذكرى كفاح الشعب السيناوى ضد الاحتلال الصهيونى عقب حرب 67..
وإليكم قصة الملحمة التى بدأت مع الهجوم الإسرائيلى الغادر عام ١٩٦٧، ولم يكن موسى هو بطلها الوحيد وإنما شاركه فيها أهله وأقاربه وأصدقاء عديدون له.. منهم من استشهد ومنهم من أصيب، وكلهم سجلوا أسماءهم بأحرف من نور فى تاريخ الوطن.
عندما بدأ صوت الطيران الإسرائيلى يخرق الأسماع صبيحة الخامس من يونيو كانت عائلة موسى رويشد تقطن بمنطقة الخروبة التى تضم أكبر عدد من المواقع العسكرية، من قلب هذه المواقع قامت المدفعية المصرية المضادة للطائرات والدبابات بمقاومة قوات العدو، فى دحرها على أعقابها مما اضطر قادة العدو إلى تكثيف هجومها، لكنها خسرت معدات من أكثر الأنواع تقدما، ولم تستطع دخول العريش إلا بعد إنزال مظلات خلف الخطوط العسكرية، وبالتالى محاصرة المقاتلين المصريين حتى اضطروا إلى الاستسلام فتم صفهم وسحلهم على الأرض لتمر فوق أجسادهم الدبابات، بهذه المشاهد المرعبة ترسخ فى صدور ابناء المنطقه جبل من الكراهية ضد الصهاينة ، ليبدأ الانتقام السريع لكرامة أبناء وطننا الشهداء لان دماء المصريين لا يمكن أن تذهب هدرا، وأن روح عربى واحد قتل فى أى حرب تستحق أن ينتقم له من إسرائيل كلها.
لقد خلفت قواتنا وراءها الدبابات والمدرعات والأسلحة والألغام، وفى ليلة مظلمة كان يسير موسى وأخيه محمد فسمعوا صوتا ينبعث من تحت شجرة عنب، فاتجهوا نحوه بحذر حتى تأكدو أن صاحب الصوت رجل من رجالات قواتنا المسلحة هو العميد مجدى محمد على …. قائد المنطقه والذى نجا من الإعدام الجماعى بأعجوبة، لكنه أصيب بطلق نارى فى فكه الايمن، قدموا له الإسعافات الأولية، ثم سألوه عن الطريقة التى يستطيعوا بها منع العدو من الاستفادة من الأسلحة المصرية فطلب منهم أن يحضروا له لغما، وعلى هذا اللغم علمهم القائد المصاب كيفية فك وتركيب الألغام، فكان ذلك الدرس مقدمة لأول عملية لهم حيث قاموا بوضع لغمين متوازيين على طريق ترابى يمر بالقرب من أربع دبابات مصرية.. وكم كان المشهد رائعا عندما جاءت ثلاث سيارات صهوينة فى اليوم التالى فانفجر اللغمين وقتل كل ركاب السيارة الأولى بينما أصيب الباقون فى السيارات الأخرى وعلموا فيما بعد أن جنرالا فى جيش العدو لقى حتفه فى هذه العملية الأولى، وتم التأكد من ذلك بعدما كتبوا اسمه «شموئيل آررام» على مشاهد قبره
كان طبيعيا أن يسعى الصهاينة لسحب الدبابات ولذلك تم تلغيمها حتى حضرت قوة كبيرة فانفجرت فيهم وقتل كل المتواجدين بالمكان وهكذا استطاعوا ان يتعلموا من خبرة القائد المصاب لينتققموا من الصهاينة
بعد الانتهاء من معالجة القائد قام والد البطل موسى رويشد من نقله فى رحلة شاقة من الخروبة شرق العريش حتى وصل إلى بحيرة البردويل ومنها إلى بورسعيد ويعود الى اهله سالما معافا
وسنروى لكم اعزائى المتابعين قصة نضال البطل موسى رويشد ضد الصهاينة فيما بعد … عندما نصل من خلال هذه السلسلة ” بطولات من سيناء ” الى كفاح ابناء سيناء ضد الاحتلال لتحرير سيناء
هولاء هم ابناء سيناء يا ساااااده …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *