أخبار دولية

 الجانبان العربي والياباني يؤكدان على أهمية تعميق التشاور والتنسيق بينهما حول القضايا محل الاهتمام المشترك

كتبت: هناء السيد
قال وزير الشئون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل إن الجولة الأولى من الحوار السياسي العربي الياباني اليوم الاثنين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تم خلالها التطرق إلى دعم وتعزيز التعاون في مختلف المجالات والاستفادة من الخبرات اليابانية في الميادين الاقتصادية والتكنولوجية مع التأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين اليابان والدول العربية في قطاعات الثقافة والتعليم وتنمية الموارد البشرية .

جاء ذلك في كلمة الوزير عبد القادر مساهل في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد مساء اليوم عقب انتهاء الجولة الأولى من الحوار السياسي العربي الياباني مع وزير خارجية اليابان تارو كونو والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وأضاف مساهل إنه تم التطرق أيضا إلى أهم القضايا العربية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمات العربية في ليبيا وسوريا واليمن ، كما خصصنا حيزا مهما لمواضيع التطورات في شرق آسيا ومكافحة الإرهاب وقضايا حظر الانتشار النووي ، وأكدنا على أن الحوار السياسي هو السبيل الوحيد لفض النزاعات .

وأوضح أن الحوار شهد تأكيدا على ضرورة تحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط ودعونا المجتمع الدولي إلى العمل مع الأطراف المعنية من أجل إنهاء الإحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967.

وأشار “مساهل” إلى أنه بخصوص الوضع في كل من سوريا وليبيا والعراق واليمن ، أكدنا على أهمية احترام وحدة وسيادة هذه الدول وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شئونها الداخلية وتكثيف الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة في هذه البلدان ، كما تم الاتفاق على ضرورة وأهمية مكافحة آفة الإرهاب واجتثاثها من جذورها وتجفيف منابع تمويلها .

وأضاف مساهل “أنه تم التأكيد كذلك على الالتزام بنزع السلاح وعدم انتشار الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل الأخرى وتنفيذ القرار المتعلق بإقامة المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط .

وأوضح أنه تم الإعراب عن قلق الطرفين العربي والياباني البالغ إزاء التطورات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية والتي يمكن أن تؤثر على السلام والاستقرار في المنطقة وعلى المستوى الدولي ، ودعونا إلى إصلاح شامل لمجلس الأمن الدولي من خلال توسيع نطاق العضوية الدائمة وغير الدائمة ، معربا عن تقديره لإلتزام اليابان بدعم الدول العربية في جهودها الاقتصادية من خلال حزمة مساعدات خلال الفترة من2016 وحتى 2018 ولمبادراتها الهادفة إلى تعزيز الشراكة بين اليابان والدول العربية .

ووصف وزير الخارجية الياباني تارو كونو منتدى الحوار العربي الياباني الذي عقد الْيَوْمَ بجامعة الدول العربية بأنه “حوار تاريخي بين اليابان والدول العربية”.

وأعرب “كونو” عن امتنانه لوزير خارجية الجزائر عبد القادر مساهل لإدارة الاجتماع وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية التي استضافت الاجتماع ، مؤكدا أن التعاون بين الجانبين كان دوما في السابق في مجال الطاقة، موضحا أن هدف هذا الحوار هو توسيع النقاش ليشمل المجالات السياسية.

وقال”كونو” إنه في الوقت الحالي يوجد قضية كوريا الشمالية في شرق آسيا وهناك قضايا متعددة في الشرق الأوسط مثل العراق وسوريا واليمن وفلسطين وكان أمرا مهما تبني وثيقة سياسية بشأن هذه القضايا.

وتابع”كونو”:”إننا تبادلنا الآراء بشأن كوريا الشمالية وأهمية تعزيز وحدة المجتمع الدولي لتعزيز الضغط لكي تلتزم بالقرارات الدولية” .

وأضاف”كونو” إن كوريا الشمالية نفذت ستة تفجيرات نووية وهو أمر غير مقبول ، ويعرض الأمن للخطر ويجب الضغط على كوريا الشمالية والالتزام بعقوبات مجلس الأمن”، وأردف قائلا “اشعر بالامتنان لتفهم ودعم الأصدقاء العرب لذلك”.

وقال “كونو” :خلال جولتي في المنطقة حظيت بحوار معمق مع وزراء الخارجية وتناولنا فيه قضايا دولية واقليمية وشرحت وجهة نظر اليابان تجاه الأزمات .”

وأضاف إن اليابان سعيدة بأصدقائها في المنطقة وبيننا علاقة قوية، مشيرا إلى  أن الشرق الأوسط شريك مهم لليابان .

وأشار “كونو” إلى أن اليابان يجب أن تؤدي دورا أكبر في بالمنطقة، مستعرضا المبادئ التي توجه السياسية الخارجية اليابانية في المنطقة ومن أبرزها الدعم الانساني والاستثمارات والتفاعل السياسي القوي وتأكيد عملية السلام والتعاون في مجال تفعيل الموارد البشرية.

 

وردا على سؤال حول متى تعترف اليابان بالدولة الفلسطينية؟، قال وزير الخارجية الياباني تارو كونو ” إن بلاده تقدم مساعدة دائمة لفلسطين”، مستعرضا البرامج التي تقوم بها بلاده لصالح الشعب الفلسطيني.

وأضاف”كونو” نريد تجديد هذه البرامج، ونحاول أن ندعم الاقتصاد الفلسطيني للتقدم في المستقبل”.

وقال “كونو” إننا نتحدث مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الشأن واليابان ستدلي بدلوها في سياسة ترامب إزاء القضية الفلسطينية عندما تتبلور ، كما تريد اليابان  تعزيز الاستفادة من البرامج الاقتصادية التي تقدمها لفلسطين وأن يكون لها فائدة سياسية”.

وردا على سؤال حول سبل مواجهة الإرهاب ، أكد الوزير الياباني ضرورة معالجة المشكلات التي تحبط الشباب مثل البطالة وكذلك معالجة مشكلة التعليم.

ونوه “كونو” ، في هذا الإطار ، بالشراكة بين مصر واليابان في مجال التعليم ، وقال “إنه بهذه الشراكة سيتم تقديم الطريقة اليابانية للتعليم في مصر، ونود تقديم التعليم الهندسي الذي سيتم تدرسيه بالطريقة اليابانية، كما أن هناك برنامجا لدعوة 2500 طالب مصري لليابان خلال السنوات الخمسة المقبلة، مشيرا إلى أنه من خلال هذه البرامج نحاول مساعدة التعليم في مصر.

ولفت إلى أن هناك قدرا من التشابه بين التعليم بالطريقة الاسلامية التقليدية والطريقة اليابانية.

وقال”كونو” إنه عندما تكون الثقافة الإسلامية هي الأساس مع إضافة التعليم الياباني نأمل أن نتجنب بذلك التطرف بين الشباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *