المجتمع

صورة اليوم .. معلق أنا على مشانق الصباح وجبهتى بالنوم محنية

“صبح الصباح فتاح يا عليم والجيب مفهش ولا مليم”، سعى على الرزق ونهار طويل وعرق يسيل من الجباه وليل قصير لا يكفى للنوم والراحة من مشقة تفاصيل يوم “الجرى على الرزق”، شارع يستقبل السيارات بمختلف أشكالها وأناس يترجلون على عملهم فى الصباح الباكر وماركات سيارات فارهة وهذا يغلق زجاج سيارته منفرداً بنفسه فى عالمه الخاص، ولكن تجد عيناك تأخذاك بعيداً عن كل تلك المشاهد المألوف رؤيتها عند كل صباح لتسجل مشهدا رائعا لهؤلاء النسوة اللاتى صعدن على ظهر عربة النقل فى تلك الساعات المبكرة من الصباح ليذهبن إلى مكان البحث عن لقمة العيش مهما اختلف شكل كسبها.

صوره اليومصوره اليوم

استندن جنبا إلى جنب بألوان جلالبيبهن “الحلوة” مكونات تلك اللوحة التى التقطتها عدسة الكاميرا، استندت ظهورن إلى الجوالات لا تعلم ما تحويه بدخلها ولكنها تحوى “سند الرزق” وسند للجلسة على ظهر العربة طوال الطريق.

الفجر شقشق واستيقظن من النوم وحضرن العدة لشق غيوم السوق، تقابلن على مدار يومهن أصنافا وأشكالا ووشوشا منها المألوف ومنها الزبون الدائم ومنها الضيف “الطيارى”، تطرق الشمس باب رؤوسهن ومشهد من ينتظرونهن فى المنازل يشتد طرقه على قلوبهن، تنتهين من بيع السلع التى من الممكن أن تكون من صنع أيديهن وتجمعن فى “البوك القماش” المعلق فى صدر كل منهن “الغلة”، تفكر فى بيتها وفى أولادها وأحفادها ممن ينتظرون عودتها لتبدأ معرفة أخبارهم أثناء تواجدها خارج المنزل طوال النهار، هذا يريد وتلك تطلب منها فتلبى بكل انصياع.

تجرى الساعات ولا يوجد من يوقفها ينزل سواد الليل فلا تجد أمامها إلا ساعات قليلة لتريح ظهرها حتى يأتى موعد انطلاقها مرة أخرى فى الصباح الباكر، وتكرر رسم تلك اللوحة فى صباح اليوم التالى تصعد على ظهر العربة فيغلبها النوم ويجذبه إليها لتخطف لنفسها سويعات قليلة حتى الوصول لمكان عملها.

فإذا كانت تنبع عظمة لوحة الموناليزا العالمية من كونها تنظر لك أينما ذهبت، فلوحة “الست المصرية النائمة” تذهب معك أينما ذهبت وتحفر بعرق السنين فى ذاكرتك، فلن تقدر على نسيان تلك الوشوش الصافية التى صادفتها مرة فى طريقك، داعياً لها بنومة تسند ظهرها وتعينها على استكمال شقاء اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *