منوعات

صورة اليوم.. ساعات بشتاق ليوم عشته وأنا صغير

نستيقظ كل صباح منا من يذهب إلى عمله ومن يرتب أوراقه لبداية يومه الدراسى ومن تهيأ نفسها لإشراق يوم جديد فى مشوارها كأم مسئولة عن بيتها ترعى أبنائها، تختلف أشكالنا ورحلاتنا فى الحياة لكن هناك شيئا وحيد قد نتفق عليه وهو احتياجنا للبساطة وافتقادنا لها خلال تفاصيل يومنا، رتم سريع ووشوش كثيرة تقابلها كل يوم لكن بداخلك نداء يلح عليك دائماً فى العودة لأيام زمان، صورة اليوم تفوح بالذكريات وأهم ما فيها “البساطة” ذلك الولد الذى تمكن من تلخيص  صباح يوم جديد فى أسرة مصرية أصيلة “مرتاحة البال”.

صورة اليومصورة اليوم

أتخيل سيناريو يومه وكأننى واحدة من أفراد أسرته يستيقظ فى الصباح ممتلئ قلبه بالشعور بالمسئولية فبرغم صغر سنة إلا أنه “رجل البيت” يشق طريقه لشراء فطار الأسرة، قفص بسيط للعيش والبيض وفول و”عجينة طعمية” حتى تضمن والدته صحتها وتحضرها فى البيت، فطار مصرى لا يخلو دم أى مصرى منا من تناوله فى يوم من الأيام.

بالرغم أنها رحلة قصيرة وقد يكون أتقنها ذلك الولد وأصبح “حريف تحضير الفطار” كل صباح لكن ما قابله فى رحلته لالتقاط ذلك المشهد هو الأهم.

فبمجرد أن ينزل من بيته ويقف فى طابور العيش ينظر لذلك ويتدبر ملامح تلك فيعرف كيف يميز الوشوش الطيبة التى تسكن منطقته ويذهب لبائع الفول والطعمية فيرى كيف العرق والشقاء من أجل لقمة العيش الحلال، ويعود لمنزله وروحه ممتلئة شعوراً بالمسئولية لما جلبه لأسرته، ربما يستمد ذلك المشهد من والده ودخوله عليهم فى آخر اليوم وفى يده بعض الطعام، لكن هى كلها خطوات ودروس علامات يبقى أثر نورها فى تكوين شخصية ذلك الولد، التقطت عدسة الكاميرا تلك اللقطة ومضى الطفل مكملاً رحلة الفطار المصرى وتركنا نحن نفكر فى افتقادنا لتلك الأيام ولسان حالنا ينطق “يرحم أيام زمان.. وناس أيام زمان.. وبساطة زمان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *