انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي لسلامة الغذاء والرعاية الصحية بالرياض غدا
كتبت: هناء السيد
تحت رعاية لدكتور/ توفيق بن أحمد خوجة أمين عام
اتحاد المستشفيات العربية ورئيس الجمعية السعودية للوبائيات تنظم الإدارة العامة للتغذية بوزارة الصحة وبرنامج الوبائيات الحقلي بوزارة الصحة والجمعية السعودية للوبائيات بالتعاون مع مؤسسة البتول المتكاملة لتنظيم المعارض والمؤتمرات المؤتمر الدولي لسلامة الغذاء والرعاية الصحية خلال الفترة من 29-31 أكتوبر 2017م بفندق هوليداي إن القصر بالرياض
على الرغم مما طرأ على التغذية من تحسينات كنتيجة للنمو الاقتصادي، وكحصيلة طبيعية لتطور القطاع الصحي والخدمات، فإن النظرة العامة السريعة على برامج التغذية في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية ، تدلُّ على أن عبء المرض المصاحب لعدم كفاية المدخول الغذائي، يعتبر العامل المباشر المتسبب في سوء التغذية، وأن هذا العبء آخذ في التزايد في العديد من بلدان إقليم شرق المتوسط. وتشهد العديد من البلدان أيضاً عبئاً مزدوجاً للمرض. ففي الوقت الذي لم تتم فيه السيطرة على الأمراض السارية سيطرة كاملة، نجد أن عبء الأمراض غير السارية آخذ في التزايد. ويبعث هذا التحول في التغذية على القلق، نظراً لتأثيره السلبي على النُظُم الصحية. وتتمثَّل أهم مشكلات التغذية في الإقليم في سوء التغذية بالبروتين والطاقة، وازدياد معدل انتشار وزن الولادة المنخفض، وعَوَز المغذّيات الزهيدة المقدار، بما في ذلك الاضطرابات الناجمة عن عَوَز اليود، وفقر الدم الناجم عن عَوَز الحديد لدى الأطفال والسيدات في سن الإنجاب، فضلاً عن عَوَز الفيتامين» أ« ، » د« وعَوَز الكالسيوم، والزنك.
ولايزال سوء التغذية من أهم المشكلات الصحية، ذات العواقب الوخيمة التي يصعب تجاهلها، إذ إنه يمثِّل أكبر عامل يسهم بمفرده في وفيات الأطفال. ومن المعروف أن 15 % من العبء العالمي لوفيات الولدان والأطفال، يقع في بلدان الإقليم. وعلى مستوى العالم، يقدَّر أن 30 % من وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر، يُعزى إلى سوء التغذية الخفيف أو المعتدل. وقد زادت النسبة الإجمالية لنقص الوزن لدى الأطفال دون سن الخامسة من العمر في الإقليم من 14 % في عام 1990 إلى 17 % في عام 2004.
وتفرض الأمراضُ غيرُ السارية المرتبطة بالغذاء تكلفةً باهظة، وتسهم في زيادة معدلات الوفيات والمراضة في الإقليم، نظراً لزيادة عبء زيادة الوزن والسمنة وسائر الأمراض غير السارية المرتبطة بالغذاء. ويقدَّر أن الأمراض غير السارية في الإقليم، قد تسببت في 52 % من ، جميع الوفيات، وفي 47 % من عبء المرض في عام 2005 والذي يُتوقع ارتفاعُه ليصل إلى 60 % في عام 2020.
إنه ليس يخفَى أن للسياسات الخاصة بالصحة والتغذية والسكان دوراً محورياً في التنمية الاقتصادية والبشرية، وفي التخلص العديد من الأمراض ومن وطأة الفقر. ويذكر البنك الدولي أن تحسُّن النمو الاقتصادي قد جَعَل من الممكن الارتقاء بالحصائل الصحية، مما ولَّد دورة حميدة فحواها أن الصحة الجيدة تعزز النمو الاقتصادي، والنمو الاقتصادي يمكِّن من تحقيق المزيد من المكاسب الصحية.
تظل التغذية وسلامة ومأمونية الغذاء عنصراً أساسياً لضمان الأمن: فالغذاء السليم الآمن الكافي» ** حيوي ** بكلّ ما في الكلمة من معنى للإبقاء على حياة الناس وجودتها ، بوصفه أحد الاحتياجات الأساسية وحقاً من حقوق الإنسان – ومع هذا تُظهر الدراسات بشكل متزايد أن زيادة الثروة لا تؤدي بالضرورة إلى التخفيف من وطأة الجوع أو من سوء تغذية الأطفال، أو إلى التقليص من عَوَز المغذيات الزهيدة المقدار ، فسوء التغذية يتواجد مع المعدلات المرتفعة مع زيادة الوزن، والسمنة، والسكري، والأمراض القلبية الوعائية وبعض أنواع السرطان.
وعلى الرغم من أن لدى كثير من بلدان إقليم شرق المتوسط سياسات وخطط عمل للتغذية، فإن معظمهما لم يتم تنفيذه تنفيذاً كاملاً ولم يدرج ضمن الإٍستراتيجات وقانون الصحة العامة الوطني، وتفتقر هذه البلدان إلى طريق استراتيجي واضح تستهدي به في التنفيذ. ولايزال الإقليم يواجه العديد من التحدِّيات في صياغة وتنفيذ الاستراتيجيات وخطط العمل التي تعتمد أسلوباً شاملاً في تعاطيها مع التغذية.
إن مؤتمرنا هذا يحاول مع زمرة من الخبراء والباحثين الإجابة على العديد من هذه المحاور الحيوية الهامة ويؤكِّد المؤتمر على أهمية اعتماد إستراتيجية وطنية للتغذية وسلامة الغذاء ووضع خطة عمل زمنية حتى عام 2020 وكذلك وضع المحاور والأهداف الإستراتيجية الوطنية لتضمينها في الرؤية الوطنية 2030 مع مؤشرات الأداء اللازمة لذلك والتي تحدد مجالات العمل ذات الأولوية، بما فيها الرصد، والتوعية، وتقوية تنفيذ برامج التغذية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وحشد الموارد ، كما وينبغي تحديداً، ومن أجل تقليص عبء الأمراض المرتبطة بالتغذية، التعاطي مع الأنماط الغذائية غير الصحية، وقلة النشاط البدني. ولابُدَّ من الارتقاء بمستوى الوعي العام بمحدِّدات وتأثير الأمراض غير السارية، بما فيها زيادة الوزن، والسمنة، من خلال التوعية الرسمية بالتغذية على جميع المستويات، وإجراء حملات التسويق الاجتماعي، وإدماج الرسائل الإيجابية في الإعلام….
إن هذا التوجه هو المطلب الوطني الملح، ذلك إن تحسين التغذية وسلامة الغذاء يُنظر إليه بشكل حيوي ومحوري بوصفه تدخلاً مهماً لتحقيق الأهداف الإنمائية الألفية والأهداف الإنمائية المستدامة وتتضمَّن التدابير التي ينبغي اتّخاذُها توفيرَ المغذيات الزهيدة المقدار من خلال إغناء الأغذية المطحونة، أو توفير تلك المغذيات الزهيدة المقدار مباشرةً من خلال المضافات التكميلية ووضع القوانين الفاعلة والصارمة اللازمة للحد من استخدامات الزيوت المهدرجة والمتحولة وكذلك تخفيض وتحديد مقدار تواجد ملح الطعام والسكر في كافة المأكولات والأطعمة و الوجبات السريعة التحضير بناء على ما صدر من منظمة الصحة العالمية مؤخرا من تحذيرات وأنظمة بهذا الصدد وهذا كله مع توفر القوانين والأنظمة فإن الأمر يتطلَّب الاعتماد على عاملين صحيِّين مدربين جيداً بالتعاون والشراكة الوطنية مع كافة الجهات ذات العلاقة من مؤسسات وجهات حكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وبذلك تساعد هذه الإستراتيجية والخطة الوطنية على تحديد وإعداد وتبنِّي وترتيب أولويات التدخلات التغذوية وسلامة ومأمونية الغذاء التي ستساعد في تحقيق المرامي 1، و 4، و 5 من المرامي الإنمائية للألفية… كما أن الإستراتيجية الوطنية تتعاطى مع القضية المستجدّة المتّصلة بالسمنة والأمراض غير السارية المرتبطة بالقوت ، ولاشك في أن تبني القطاع الصحي لأسلوب دورة الحياة الخاص بالتغذية، يصب في مصلحة الجميع ويحقق المفهوم الجديد ( الآ وهو : الصحة في جميع السياسات الوطنية ).
علما بأنه سيناقش المؤتمر العديد من الأهداف والمحاور من خلال الخبراء المتحدثين حيث سيتحدث الدكتور روبرت فونتين استاذ الصحة العامة بأمريكا عن دور المعاهد الوطنية للصحة العامة في الوقاية من الأمراض المنقولة بالغذاء ومكافحتها وسيتحدث البروفيسور توفيق بن أحمد خوجه رئيس المؤتمر عن أبرز الإنجازات بشأن الاستراتيجية الإقليمية للتغذية للفترة 2010-2019 وخطة العمل وأما الدكتورة رجاء بنت محمد الردادي رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر ستتحدث عن التعرض الغذائي لأفلاتوكسين ، بينما سيتحدث الدكتور مشاري الدخيل المشرف العام على الإدارة العامة للتغذية عن سلامة الغذاء بمواقع التغذية بمستشفيات وزارة الصحة – المملكة العربية السعودية – الاخفاقات .. التحديات .. الحلول
والجدير بالذكر أن الاستعدادات لهذا المؤتمر قد خطت خطوات كبيرة لانعقاده في الموعد المحدد له، كما تم التجهيز والاستعداد للمؤتمر على أعلى المستويات، مع توقع حضور لافت، من المسؤولين، والمهتمين، وحضور قرابة 3000 من أعضاء الفريق الصحي من الأطباء والمختصين من كافة القطاعات الصحية والجهات ذات العلاقة.
ونتطلع بمشيئة الله في نهاية المؤتمر إلى تعاون بناء ومستمر، ومد جسور تواصل بين جميع الجهات المعنية، وأن تتظافر جهودهم للوصول للهدف المنشود وهو جعل الغذاء والصحة في كافة السياسات والأنظمة التنموية الوطنية إنطلاقا من الرؤية الوطنية 2030 بحول الله تعالى و لقناعتنا بأن النجاح هو نتيجة طبيعة لاستمرارية تطبيق الركائز الأساسية الهادفة البناءة في أي مجال.
وعن أبرز المشاركات أجاب رئيس المؤتمر أ.د توفيق خوجة بأن المشاركات الدولية والإقليمية والمحلية إيجابية تعزز العمل العلمي الوطني السعودي ومن أبرزهم منظمة الصحة العالمية ، واتحاد المستشفيات العربية ، وكلية الصحة العامة ببريطانيا ، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية ( أرادو ).
ومن أبرز المشاركين أيضا الإدارة العامة للتغذية بوزارة الصحة السعودية والجمعية السعودية للوبائيات وبرنامج الوبائيات الحقلي بوزارة الصحة وشركة منارة الأفق وشركة إيديال بروتين و شركة الخليج للتموين و مؤسسة قطرات اللؤلؤ لخدمات الإعاشة ومؤسسة عبدالله قياض للتغذية وغيرها من الجهات والهيئات الهامة والكبرى