“عمل من الفسيخ شربات” مثل دائما ما يتردد على كل من يستطيع تحويل شىء قبيح إلى شىء آخر مختلف فى الصفة تماما بشكل عكسى أى التحويل إلى أفضل شىء، وكلما كان تحويل ذلك الشىء صعبا كلما زادت المثابرة وزاد الإصرار لمن حاول فى الأمر بجد.

ولكن حينما تكون امرأة تتحدى العادات والتقاليد تقوم بهذا العمل فهنا الأمر أصبح مضاعفا، لكونها امرأة فى الصعيد، والمختلف أيضا هو أن تقوم هذه المرأة لأول مرة بالصعيد بتحويل الخردة ومخلفات الحديد إلى أشكال هندسية وفنية رائعة وتحف وأنتيكات.

تقول فاطمة بكر صاحبة أول مشروع ورسالة ماجستير بالصعيد عن تحويل الخردة إلى تحف وانتيكات، إنها خريجة كلية التربية النوعية قسم النحت، وبعد تخرجها بدأت فى تمهيدى الماجستير عام 2012 واستمرت الدراسة لمدة عام ثم بدأت بعد ذلك التجهيز لرسالة الماجستير.

وأضافت بكر أن الدكتور منصور منسى عميد كلية الفنون الجميلة كان المشرف على رسالة الماجستير الخاصة بها، واختار بحثا عنوانه صعب جدا لأى سيدة وخصوصا إذا كانت سيدة صعيدية وهو “المقومات التشكيلية بخردة الحديد وكيفية الاستفادة منها لعمل نماذج نحتية”، ولكن بعد فترة وجدت أن الفكرة متميزة وموضوع البحث جديد ولم يتم عمله بالصعيد قبل ذلك سواء فى المجال العلمى أو العملي، ولكن مع التفكير وجدت أن الموضوع مختلف ومميز فبدأت أبحث بنفسى عن الخردة وأحاول عمل نماذج مختلفة وأشكال معبرة، منها نموذج لنحت عضوى لجسم الحصان، حيث تم تجسيده بالكامل من الخردة بعرض 2 متر فى ارتفاع 80 سم.

وأشارت بكر إلى أنه توالت الأفكار إليها بعد ذلك وبدأت النزول إلى أماكن تجميع الخردة وسط العاملين بالروبابيكيا أو العاملين بتجميع الحديد من المخلفات، وهو أمر غير مقبول بالنسبة للمرأة خاصة فى الصعيد، وبدأت البحث عن مكونات جسم الحصان وإبراز الجمال فى عضلاته من تجميع قطع الخردة المختلفة.

ومن هنا بدأ الانطلاق الحقيقى لتوظيف الخردة ومخلفات الحديد فى أشكال أخرى جمالية كالتحف والانتيكات، بالإضافة إلى أنها قامت بتركيب بعض الأشكال نفسها التى تم عملها على موتور، فأصبحت أشكال زينة متحركة وهو ما يعد أسلوبا جديدا فى عمل الديكورات بشكل مختلف.

وحصلت فاطمة بكر على رسالة الماجستير من جامعة أسيوط، كأول سيدة صعيدية تعمل بمجال المقومات التشكيلية بخردة الحديد وكيفية الاستفادة منها لعمل نماذج نحتية.