لم يكن مشهد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأن القدس عاصمة إسرائيل هو مشهد البداية لضياع المدينة المقدسة، والدخول فى كابوس جديد للعرب، لكن مشاهد البداية تنوعت وتعددت على مدار سنوات التاريخ المعاصر، الذى شهد انشقاق وتفتت الدول العربية وانقسام أهلها، والدخول فى صراعات داخلية، كالتى تشهدها دول فلسطين بعد خروج حركة حماس عن الصف وادعت إحيائها للمقاومة والدفاع عن الأقصى، فى حين أن الانشقاق قاد لاعتداء أبناء الشعب الفلسطينى على بعضهم البعض والاقتتال بدلا من مواجهة العدو الصهيونى.
انتقلت المشاهد وازدادت وحشية وجهل بين الدول العربية الأقوى فى المنطقة، من العراق التى سقطت فى 2003 بعد احتلال أمريكا لها وانسياق العراقيين خلف أوهام الحرية، وتحطيمهم لتمثال الرئيس الراحل صدام حسين، الذى تم إعدامه يوم عيد الأضحى.
ومن العراق إلى ليبيا، التى دمرها التفكك والانقسام، تحولت ثورة الشعب إلى حرب أهلية وهمجية كان أصعب مشاهدها قتل الرئيس الليبى معمر القذافى، وهو نفس المشهد الذى تكرر فى اليمن هذا العام بقتل الرئيس السابق على عبد الله صالح، على يد الجماعات الحوثية المسلحة، بعد أن انقسم الشعب اليمنى والجيش، ودخلت الدولة فى حالة اقتتال لا يعرف أحدا متى ينتهى.
كل تلك المشهد التى كان مخطط لها أن تتم فى كل الدول العربية، كانت فصولا فى مسرحية كتبت أمريكا أحد مشاهد النهاية لها، يوم أن أعلن رئيسها دونالد ترامب اعترافه بأن القدس عاصمة إسرائيل، وقراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس معلنًا انهزام العرب فى مخطط بدأ منذ سنوات على يد أمريكا وإسرائيل
