أخبار دولية

قطان يؤكد موقف السعودية الثابت تجاه القدس والقضية الفلسطينية

القاهرة هناء السيد
أكد وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان على موقف بلاده الثابت فيما يتعلق بالقدس الشريف عاصمة أبدية لدولة فلسطين ، مشددا على أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب الأولى والتاريخية.
جاء ذلك في كلمة الوزير أحمد قطان أمام الجلسة الافتتاحية للدورة الـ149 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب التي انطلقت أعمالها اليوم الأربعاء بمقر الأمانة العامة للجامعة برئاسته .
وقال قطان إن المملكة العربية السعودية ستبقى قيادة وحكومة وشعبا كما كانت دائما تعتبر القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى والتاريخية وعلى استعداد دائم لبذل كل الجهود الممكنة والتواصل مع جميع أطراف المجتمع الدولي لحل هذه القضية من أجل الضغط على إسرائيل وإلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة .
وأضاف قطان أن القضية الفلسطينية تأتي في أولوية اهتمامات المملكة ومحورا رئيسيا في مناقشات قياداتها للوضع العربي داخليا وخارجيا ، ولاتحتاج المملكة استعراض مابذلته من جهود حثيثة في هذا الشأن ، وماتزال تبذله بالتعاون مع أشقائها في سبيل الوصول لحل عادل وشامل يحفظ للفلسطينيين حقوقهم التاريخية .
وتابع قطان:” وفي الوقت الذي تمسكنا فيه بالمبادرة العربية على مدار السنوات الماضية واعتبرناها برهانا لايقبل الشك في نوايانا وآمالنا في العيش بسلام مع الآخر ، وترحيب المجتمع الدولي بها بقيت الأمور لاتراوح مكانها في ظل الموقف الإسرائيلي المقوض لأي فكرة أو مبادرة من شأنها تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في استرداد الحقوق المشروعة بما في ذلك حقه المشروع في إنشاء دولته المستقبلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية ، قال قطان إن المجتمع الدولي لايزال عاجزا عن اتخاذ القرارات الحاسمة لإنقاذ الشعب السوري وتخفيف معاناته نتيجة تردي الأوضاع الأمنية والإنسانية “.
وأضاف قطان ” نحن في المملكة العربية السعودية نرى بأنه لاسبيل لإنهاء هذه الأزمة إلا من خلال حل سياسي يقوم على إعلان “جنيف 1” وقرار مجلس الأمن 2254 الذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البلاد وصياغة دستور جديد والتحضير للانتخابات لوضع مستقبل جديد لسوريا يضمن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وترك المجال للسوريين لتحديد مستقبلهم بأنفسهم وبمساعدة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية “، مؤكدا أن المملكة ستظل سندا وعونا للإخوة في سوريا لتلبية احتياجاتهم الإنسانية وتخفيف معاناتهم.
وأشار إلى أن دول التحالف العربي تبذل كل الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق تحت القيادة الشرعية ليتمكن من تجاوز أزمته ويستعيد مسيرته نحو البناء والتنمية وتحقيق الحل السلمي بناء على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن رقم 2216 .
وقال قطان إننا نطمح إلى جمع اليمنيين بمختلف أطيافهم السياسية ممن لديعهم الرغبة في المحافظة على أمن واستقرار اليمن للاجتماع في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب وبما يكفل عودة الدولة لبسط نفوذها على كامل التراب الوطني وتخلي الميليشيات التابعة لإيران عن السلاح لصالح الجيش الوطني والكف عن تهديد أمن جيرانها .
وأشار قطان إلى المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي أكدت أن حربها موجهة أولا وأخيرا إلى الميليشيات الحوثية الإنقلابية وأن الشعب اليمني سيبقى دوما محل رعاية واهتمام ، منوها إلى أنه من أجل ذلك قدمت المملكة مساعدات لليمن بقيمة تجاوزت 10 مليارات دولار شملت المساعدات الإنسانية والإنمائية والتنموية والحكومية .
وعبر قطان عن شكره لمبعوث الأمم المتحدة لليمن السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد ، على جهود المبذولة خلال الفترة التي تولى فيها هذه المهمة ، مرحبا بخلفه مارتن غريفيث ومتمنيا له التوفيق في مهمته الجديدة خلال هذه الفترة الحالية التي تمر بها الأزمة اليمنية.
وفيما يتعلق بالأوضاع في ليبيا ، أكد قطان ضرورة دعم الجهود السياسية المبذولة والتي تسعى للخروج من الأزمة بحل يحافظ على سلامة ووحدة الصف الليبي ويكون المرتكز الأساسي للحوار اتفاق الصخيرات الموقع من قبل الأطراف الليبية ودعم حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج.
وقال قطان إن المملكة العربية السعودية حريصة على دعم واستقرار العراق والذي يتطلب منا التعاون والتكاتف من أجل حشد الدعم والإسراع في تمويل مشاريع إعادة الإعمار للعراق باعتبار أمن العراق ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة وأمنها.
وجدد قطان التهنئة للعراق على الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي وحيا وأشاد بجهود الحكومة العراقية والشعب العراقي الشقيق.
وقال قطان إنه أصبح من الضروري أكثر من السابق أن نولي التصدي للإرهاب اهتماما بالغا على مختلف المستويات وأن نقوم باتخاذ خطوات جادة في مكافحته وأن نسهم بفعالية في التصدي له وفق الأنظمة الدولية وأن تشمل الجهود المبذولة تعزيز التعاون الدولي لمحاربته ومواصلة العمل لمكافحته بجميع أشكاله ومظاهره بالعمل على تفكيك خلاياه وإحباط عملياته ومحاربة الفكر المؤدي إليه وقطع مصادر تمويله وتجفيف منابعه ، مؤكدا أن تهديد الإرهاب هو من بين أخطر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي.
وأضاف قطان إن المملكة العربية السعوية لازالت تطالب باتخاذ إجراءات حازمة تجاه التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية والأعمال السلبية التي تقوم بها إيران من دعم للإرهاب ومحاولة زعزعة أمن بعض الدول في المنطقة وزرع الخلايا الإرهابية في دولنا وكذلك انتهاك الاتفاقيات الدولية فيما يخص الصواريخ الباليستيه والذي يعد انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي .
وأكد قطان أن إقامة علاقات طبيعية مع إيران يعتمد على امتناعها عن التدخل في شؤون دول المنطقة والكف عن الانتهاكات والأعمال الاستفزازية ومحاولات بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية .
وقال قطان إن إصلاح منظومة جامعة الدول العربية إصبح أمرا حتميا .
وإردف قائلا : وسوف تقوم بلادي بعرض وجهة نظرها في القمة العربية القادمة حيال كافة الأمور التي تحتاج الى إصلاح جذري سواء المتعلقة بالأوضاع المالية والتي أكدت تقارير المراقبة العامة على أن استمرارها على ما هو عليه سوف يؤدي في النهاية لعدم قدرة الأمانة العامة على الوفاء بالتزاماتها وتنفيذ أنشطتها وبرامجها مرورا باغلاق مكاتب وبعثات الجامعة التي لاجدوى من استمرارها وكذلك إعادة تقييم عمل المنظمات العربية المتخصصة على غرار ما قامت به اللجنة الوزارية المتخصصة التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لعام 1990 والتأكد من إنهاء جميع العقود المبرمة غير القانونية فق الصناديق والحسابات الخاصة وحسابات المجالس الوزارية والانتهاء منا النظام الإساسي للموظفين والنظام الداخلي للجامعة بمشاركة كَآفَّة الدول الاعضاء مع الأمانة العامة”.
وتابع قطان:” كما سنعمل على الانتهاء من اعتماد ميثاق الجامعة الجديد مما يجعلها قادرة على مواكبة آمال جميع الدول العربية”.
وأكد ضرورة أن تكون الثقة متبادلة بين الأمانة العامة والدول الأعضاء في عملية الإصلاح وآن تتم هذه العملية بمشاركة الجميع.
ونبه قطان إلى أن المنطقة تمر بواحدة من أخطر مراحل تاريخها الحديث وهي مرحلة تتطلب مواجهة من نوع خاص تليق بحجم المخاطر والتحديات التي باتت لاتكتفي بتهديد استقرار الدول فقط ولكنها تهدد وحدتها وبقائها ووجودها .
ونوه قطان بما أكدت عليه قيادة المملكة مرارا وتكرارا على أن التكاتف الصادق والعمل معا بإخلاص حقيقي ومد يد العون للأشقاء هو السبيل الوحيد من أجل مجابهة مثمرة لهذه المخاطر تحفظ استقرارنا وأمننا ووحدتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *