الأدب

قرأت لك.. الفلسفة والإرهاب.. ما الذى حدث فى العراق؟

الحديث عن الإرهاب فى مأزقه السياسى والاجتماعى أمر ملح فى راهننا الذى يشهد حالة إقصاء ممنهج للسلم، وهياج منقطع النظير للحرب، لكنها حرب قذرة كفت منذ فترة أن تكون حربا واضحة الملامح” هذه مقدمة كتاب “الفلسفة والإرهاب.. أو فى سلم السؤال وعنف الجواب.. سرد فى الجريمة المنظمة ضد العقل” لـ على عبود الحمداوى، والذى كتب مقدمته إدريس هانى، وصدر عن منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف.

وتقول المقدمة، يأتى كتاب الدكتور على عبود المحمداوى، الذى سماه “الفلسفة والإرھاب” فى سیاقه الطبیعى، وفى سیاقه السیاسى، حیث لا صوت يعلو ھذه الأيام على صوت الإرھاب، وفى سیاقه الفلسفى، حیث تعیش الفلسفة نوعا من الكساد والتدمیر الذاتى الذى يتولاه أصحابھا.

 فى السیاقین معا تبدو مبادرات الدكتور على عبود ملفتة، كما تشیر إلى ذلك جملة النشاطات المكثفة التى ينھض بھا، وھى جھد لا تنھض به مؤسسات بكاملھا، بحیوية شباب تشرب القول الفلسفى مع الكثیر من رائحة البارود فى مجال تكاد تكون الحرب تاريخا وجغرافیة له، والفلسفة فى زمن السلم لیست ھى الفلسفة فى زمن الحرب، ثمة مزاج يھیمن على ذائقة الفیلسوف فى السلم أو الحرب، لكن أن تحافظ على رباطة الجأش فلسفیا فى زمن الحرب والاستقطاب ھى مھمة صعبة لا يحتملھا إلا فیلسوف.

امتلك الدكتور على عبود، ھذه الجرأة وكذا اندفاعا قل أن تجد له نظیرا بھذه الجدية والجدوى، أقصد النھوض بأعمال موسوعیة فى حقل الفلسفة تستھدف تكريس الدرس الفلسفى العربى كجزء من الثقافة العربیة، فى زمن ألقى فیھا المشتغلون فى ھذا الحقل كل أسلحتھم واستسلموا للإنشاء الیومى، جدوى الفلسفة فى زمن انتھاك السیادة واحتلال الأرض والزمان الثقافى، مما يؤكد أننا أمام جیل عراقى مختلف، صعب المراس، لا يستسلم للاحتلال. فاحتلال الأرض يزول واحتلال العقل يتعذر زواله.

 وإذا كان لكل قول تاريخه ومكانه المرجعى والرمزى، فالعراق كان دائما ھو الإقلیم الذى عرف تنسیق كبرى الآراء الفلسفیة. كل نشاط فلسفى ھنا ھو ربط الوشائج مجددا مع تاريخ مديد من العطاء. الفلسفة فى العراق خلیة نائمة، نومتھا الديكتاتورية والقمع والإرھاب. والنھوض الفلسفى له ھناك معنى الیوم:

الثورة على ثقافة القھر والموت والإبادة، ھى صوت الحرية إذن.

فى ھذا الكتاب الذى يمكن اعتباره من جھة ما تأريخا للجريمة المنظمة التى ارتكبت ضد الفلاسفة، ويمكن اعتباره انتصارا للفلسفة من حیث ھى حقل للعقل والمعقول. كأنھا صیحة فى واد الحروب حیث يسود اللامعقول ويغیب العقل، على الأقل العقل النقدى. ولكننى سأجدھا فرصة لأضع استدراكا آخر على ھذه المطالب، أعنى بذلك لیس الإرھاب الذى مارسه خصوم الفلسفة ضد الفلاسفة فى تراثنا، بل الإرھاب الذى مارسه خصوم الفلسفة ضد الفلاسفة فى تراثنا، بل الإرھاب الذى مارسه منتحلو الفلسفة فى ثقافتنا العربیة. حظ المتفلسفة من إرھاب بعضھم بعضا.

1
الفلسفة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *