أخبار دولية

حملة للجامعة العربية على المنظمات والاتحادات ومراكز التحكيم الوهمية

أعلن المستشار محمد خير عبد القادر مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية أن الجامعة تقود حملة كبيرة لمواجهة المنظمات والاتحادات ومراكز التحكيم الوهمية التى انتشرت فى المنطقة العربية وتمارس النصب والاحتيال على المواطنين من خلال ادعائها العمل فى إطار الجامعة العربية.

وقال المستشار عبد القادر، فى بيان صحفى اليوم الثلاثاء، أن إدارة المنظمات والاتحادات العربية بالأمانة العامة للجامعة العربية سبق أن حذرت من هذه الفوضى وأعدت قوائم وأصدرت بيانات وشاركت فى برامج تلفزيونية وإذاعية لتوضيح خطورة هذه الظاهرة خاصة وأن بعض هذه الكيانات تدعى أنها تعمل فى إطار جامعة الدول العربية مما يساهم فى تضليل الرأى العام.

وأضاف أن هذه الكيانات تضع اسم وشعار الجامعة العربية فى مكاتباتها ومواقعها الإلكترونية وفى إعلاناتها التجارية بالمخالفة للقوانين والأنظمة المعمول بها، وذلك لتحقيق مكاسب تجارية ومصالح شخصية بما لا يتوافق مع توجيهات جامعة الدول العربية ويتنافى مع آليات منظومة العمل العربى المشترك.

ولفت إلى أن عدد الاتحادات العربية ازدادت فى الفترة الأخيرة ووصل عددها أكثر من 100 اتحاد عربى فى المنطقة العربية، مشيرا إلى أنه بالرغم من أن هناك اتحادات تاريخية وكبيرة وفاعلة لها إنجازات واضحة وملموسة فى مجال عملها ولها هيكلها التنظيمى السليم وقيادتها الرشيدة ومنتظمة فى اجتماعاتها، إلا أن هناك اتحادات عربية مسميات فقط ومكاتبها عبارة عن عناوين فقط وقيادات مظهرية تبحث عن المكاسب الشخصية والوجاهية الاجتماعية.

وتابع “عبد القادر”: ” كثير من هذه الاتحادات تدعى تبعيتها لجامعة الدول العربية وهى ليس كذلك وفيها من يمنح شهادات الدكتوراه الفخرية وألقابا دبلوماسية وكارنيهات مزيفة، أما الكيانات الأخرى والتى انتشرت بصورة واضحة فى الفترة الأخيرة وتمارس فوضى التلاعب بالألقاب القضائية والدبلوماسية فهى مراكز التحكيم أو ما يسمى بالهيئات الدولية للتحكيم أو مراكز التحكيم الدولية فكثير من هذه الكيانات توهم المواطنين بألقاب رفيعة المسمى مقابل رسوم مالية (المستشار الاقتصادى، المستشار الدبلوماسى، مستشار تحكم دولى، مستشار علاقات دبلوماسية).

وأشار إلى أن هذه المراكز تعلن فى مواقع التواصل الاجتماعى عن دورات تدريبية لفترة زمنية لا تزيد عن 3أو4 أيام فقط وبأسعار لا تقل عن 1500 جنيه للدورة الواحدة وفى النهاية تمنح وتوزع كارنيهات وشهادات وألقاب غير قانونية لا قيمة لها ما بين محكم ومستشار.

وقال أن هذه المراكز لا تشترط على من يشارك فى هذه الدورات أن يكون خريج أو حاصل على شهادة فى المجال القانونى أو حتى أى مجال أكاديمى آخر فى بعض الأحيان ويمكن لبعض المتدربين حضور الدورة عبر الإنترنت ويتم إرسال الكارنيهات لهم عبر البريد السريع مقابل (3000) أو (4000) جنيه وبذلك يعتقد المتدرب أنه أصبح قادراً على رفع قضية دولية والتحكيم فيها على أرض الواقع.

وأكد أن هذه المخالفات ما زالت مستمرة من جانب مراكز التحكيم الوهمية ويترتب عليها إثارة خطيرة من شأنها إلحاق الضرر بالمواطنين الذين يقعون فريسة للنصب والاحتيال.

وقال “عبد القادر”: “نحن فى جامعة الدول العربية خاطبنا بعض هذه المراكز وتحديداً التى تدعى تبعيتها لجامعة الدول العربية أو الادعاء باعتماد شهاداتها من الجامعة العربية وتم إحالة البعض منها لقطاع الشؤون القانونية بالأمانة العامة للجامعة لتأمين الحماية القانونية لاسم وشعار الجامعة العربية وتجنب إدخالها فى أى نزاع أو مشاكل تساهم فى الأضرار بالمراكز القانونية والعلاقات الوظيفية والتنظيمية التى تربط الجامعة مع بعض الجهات فى الدول العربية”.

وتابع “عبد القادر”: ” نحن وتنفيذاً لقرارات المجلس الاقتصادى والاجتماعى نقوم بصفة دورية بإعداد قائمة باسم الاتحادات والمنظمات والمراكز المخالفة ويتم إرسالها للمندوبيات العربية الدائمة لدى الجامعة العربية والمنظمات العربية المعتمدة”.

وأشار إلى أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على بعض الجهات المعنية فى الدول العربية للقيام بالدور الرقابى المطلوب منها مثل وزارات العدل والهيئات القضائية ونقابات المحامين والجهات الأمنية الأخرى باعتبار أن المخالفات التى تحدث من تلك المراكز تتعارض مع قوانين السلطة القضائية والهيئات القضائية بل حتى تتنافى مع القواعد القانونية والاعراف الدولية.

ونبه “عبد القادر” إلى أن هناك الآن اتحادات ومراكز عربية تنظم احتفالات رسمية وشبه رسمية وفى فنادق كبرى تمنح شهادات الدكتوراه الفخرية وتمنح ألقاب دبلوماسية وقانونية (سفراء النوايا الحسنة، وسفراء السعادة ووزراء مفوضين ومستشارين) لأنها شهادات وألقاب غير قانونية.

وأوضح أن شهادات الدكتوراه الفخرية مثلا لا تعطى إلا من خلال جامعات ومؤسسات أكاديمية وعبر لجان ومعاييـر وضوابط وقواعد معتمدة فى كل جامعة أو مؤسسة أكاديمية، كما أن الألقاب الدبلوماسية تحكمها معاهدات واتفاقيات دولية فى إطار منظومة الأمم المعتمدة، مشيرا إلى أن هناك أيضا مسؤولية كبيرة تقع على وزارات الخارجية ووزارات التعليم العالى بالدول العربية لمحاربة هذه الظاهرة وهذه التجارة التى للأسف أصبحت رائجة فى المنطقة العربية.

وأشار إلى أنه بجهود من إدارة المنظمات والاتحادات العربية والإدارة القانونية وبعض الإدارات الأخرى فى الجامعة العربية تم إعداد نظام خاص لحماية اسم وشعار وختم جامعة الدول العربية وتم اعتماده من مجلس الجامعة بموجب القرار رقم 7699 فى سبتمبر 2013، وأصبحت هناك عقوبات تطبق فى الدول العربية لهذه الكيانات المخالفة.

ولفت إلى أن المجلس الاقتصادى والاجتماعى أصدر قراراً فى 2012 طالب إدارة المنظمات والاتحادات العربية بالجامعة العربية بحصر وإعداد قوائم للكيانات المخالفة وإبلاغ الجهات المعنية فى الدول العربية بها.

وأكد ضرورة قيام الأجهزة الرقابية فى الدول العربية بدورها الهام فى رصد ومراقبة مثل هذه النوعية الخطيرة من المخالفات والحد منها باتخاذ الإجراءات القانونية والعقابية الرادعة لتحجيم تلك الظاهرة.

وأشار إلى الدور الكبير لأجهزة الإعلام للقيام بحملة إعلامية كبيرة لتسليط الضوء على هذه الاتحادات والهيئات والمراكز المخالفة وتوعية المواطنين وتحذيرهم من التعامل مع هذه الكيانات.

وأوضح أن الاتحادات العربية النوعية المتخصصة معروفة ومرجعياتها معلومة، ولكن إذا كان هناك اتحاد غير معروف أو مشكوك فى مرجعيته يجب على الجهات المعنية فى الدول العربية مخاطبة الأمانة العامة للجامعة (إدارة المنظمات والاتحادات العربية) لتوضيح الأمر خاصة إذا أدعى هذا الاتحاد أو المركز المعنى أنه يتبع جامعة الدول العربية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *