المجتمع

“فرحة الخير”.. زوجان يستبدلان مصاريف “الفرح” بالتبرع لدراسة طالبة يتيمة

 

حفل كبير، أنوار مضاءة، أغانٍ ومعازيم، ومصاريف عديدة، تلك هى المكونات الطبيعية لأى حفل زفاف فى أى بلد عربى، ولكن يبدو أن الشباب فى عمر العشرينات يريدون كسر توابيت تلك الأفكار، ويرسمون حياتهم بما يتوافق مع أفكارهم، واقفين فى وجه العادات والتقاليد التى ولدوا فوجدوها فى مجتمعهم.

“عبد الرحمن وتسنيم”، شابان أردنيان، تعرفا منذ سنوات قليلة وتيسرت الأمور حتى جاء وقت تحديد موعد حفل الزفاف، فوجد عبد الرحمن من تسنيم مبادرة بعدم إقامة حفل صاخب والاكتفاء بدعوة 20 شخصا بحد أقصى والفرحة معهم فى المنزل قبل الانتقال لمنزلهما الجديد.

عبد الرحمن وتسنيم
عبد الرحمن وتسنيم

يوضح عبد الرحمن لـ “اليوم السابع”، أن تكاليف الزواج فى الأردن تتراوح بين 6 آلاف دولار، و30 ألف دولار، وهو ما يعتبر تكلفة عالية ليسوا فى حاجة لها، والأفضل توجيهها لأحد أوجه الخير، ويوضح أنه على الرغم من صعوبة تقبل أسرهم للفكرة إلا أنه ساندها وتمكنوا من القيام بذلك بالفعل.

وفى الموعد المحدد ارتدت تسنيم فستان الزفاف، وجهز عبد الرحمن نفسه بالبذلة التى اختارها بعناية شديدة وتعالت الأغانى  فى منزل والدها وسط حضور 20 فردا من أقاربها وأقارب العريس مع التقاط الصور التذكارية السعيدة، موجهين تكاليف حفل الزفاف لتستكمل فتاة يتيمة دراستها الجامعية.

ويوضح عبد الرحمن كيفية اختيارهما لمن يستحق تكاليف الفرح قائلًا: “بحثتنا عن شخص يستحق حتى توصلنا لفتاة يتيمة تدرس بالمرحلة الجامعية، فى عامها الثالث، واستقررنا على أن تفرح هى باستكمال دراستها ، بدلًا من فرحتنا بحفل زفاف لمدة ساعتين يكلفنا الكثير هباءً.

دعوة الفرح
دعوة الفرح

صعوبات عديدة واجهت الزوجين عند طرح الفكرة على الأهل، والذين يتمسكون بضرورة وجود حفل زفاف كبير فى الأردن، ولكن اقتناعهما بالفكرة جعلهما يقنعان الأهل بشكل يسير، وتلقيا ردود أفعال إيجابية من بلاد عربية عديدة حرص شبابها على التواصل مع الزوجين لإبداء إعجابهم بالفكرة وحرصهم على تكرارها فى حفل زفافهم.

“آباء تواصلوا معانا للتشجيع ولإخبارنا بنيتهم فى القيام بذلك مع أبنائهم”، كلمات وصف بها عبد الرحمن ما تلقاه من ردود افعال إيجابية من داخل الأردن وخارجها، فإذا كان ذويهم يبحثون عن الإشهار وأن يعلم الجميع عن طريق حفل الزفاف أن الزواج تم، فبدونه تم الإشهار على نطاق أوسع، وهو ما أسعدهما كثيرًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *