أخبار دولية

تفاصيل انقلاب الـ6 ساعات في الجابون.. منشقون عن الجيش يسيطرون على مقر الإذاعة الوطنية ويذيعون بيانا.. مقتل ضابطين من المنقلبين واعتقال الرأس المدبر

– إفريقيا تستهل عام 2019 بمحاولة انقلاب فاشلة في الجابون
– انقلابيون ينتقدون “مسرحية” تأكيد أن “علي بونجو” بصحة جيدة بعد خطابه الأخير
– الانقلابيون طالبوا قيادات معارضة ونقابيين بالمجيء لمجلس الشيوخ لإنشاء مجلس إصلاح وطني
– الجيش والشرطة يتدخلان ضد الانقلابيين ويسيطران على الوضع
– فرنسا والاتحاد الأوروبي يدينان محاولة الانقلاب

يبدو أن عام 2019، قد يحمل بعض الأخبار غير السارة للقارة الإفريقية، مع وقوع أول محاولة انقلاب فاشلة في الجابون، بعد 6 أيام فقط من بدء العام الجديد.

ففي تمام الساعة الرابعة صباحا من الإثنين، سيطر عسكريون على مقر الإذاعة الوطنية في الجابون، مذيعين فيه بيانا يعلون تشكيل مجلس إصلاح وطني، في الوقت الذي يتلقى رئيس الجابون، علي بونجو العلاج في المغرب، بعد أن وقع ضحية سكتة دماغية.

– انقلاب عسكري لمدة 6 ساعات فقط

في الساعة الرابعة صباحا، وصل عسكريون إلى مقر الإذاعة، تحت قيادة نقيب في الحرس الجمهوري، أوندو أوبيانج كيلي، الذي قرأ البيان، معلنا نفسه “رئيسا للحركة الوطنية لشباب قوات الدفاع وأمن الجابون”.

وخلال الساعة التالية انقطعت الإذاعة، وكذلك الكهرباء عن العاصمة، ليبرافيل.

وفي البيان، أعلن العسكريون الانقلابيون أنهم يشعرون بخيبة أمل من الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية، علي بونجو للأمة، موضحين: “رسالة رئيس الأمة التي كانت تستهدف إنهاء النقاش بشأن صحته، عززت بالأحرى الشكوك حول قدرته على تحمل وظائف رئيس الجمهورية”، بحسب ما نقلت إذاعة فرنسا الدولية “إر إف إي”.

وأوضح البيان أن المحيطين بالرئيس نظموا عرضا مسرحيا مع رئيس “مريض وعاجز عن العديد من القدرات الجسمية والعقلية”، موجها انتقادا لقيادات الجيش والمشهد المثير للحزن الذي وصلت إليه البلاد “التي فقدت كرامتها”.

– دعوة لشخصيات عسكرية ونقابية ومعارضة

وأعلن الانقلابيون أنهم سيقيمون خلال الساعات التالية “مجلس إصلاح وطني”، مطالبين لبعض الشخصيات للذهاب إلى المجلس الوطني، من بينهم القائد السابق للحرس الجمهوري، الجنرال نتومبا ليباني، الذي سجن في عام 2009، عقب وصول علي بونجو إلى السلطة، وكذلك رئيس مجلس الشيوخ.

ومن بين الشخصيات التي تم دعوتها، نقابيون وأعضاء مجتمع مدني ورؤساء حركات الشباب في الأحزاب السياسية المعارضة، وحتى الحاكمة.

كما دعا المتمردون بقية الجيش لمشاركتهم والتحكم في وسائل المواصلات ومراكز المؤن والمطارات.

وتوجه المتمردون أيضًا إلى الشباب الجابوني قائلين: ” أعزائي الشباب، حان الوقت لتتحملوا مصيركم”.

– الشرطة والجيش يتدخلون ضد المتمردين

غير أن هذه الدعوة لم تلق آذانًا مصغية لدى قوات الجيش والشرطة، التي تدخلت سريعا للسيطرة على الوضع واعتقال الانقلابيين.

وعلى الفور، عقدت الحكومة الجابونية اجتماعا عاجلا من أجل معالجة الوضع وتوجيه القوات للسيطرة على الانقلابيين، في الوقت الذي أدان فيه الاتحاد الإفريقي محاولة الانقلاب هذه.

وشنت قوات الجيش والشرطة هجوم على مقر الإذاعة وتمكنت من اعتقال 4 من قيادات الانقلاب، بينما هرب كيلي أوندو أوبيانج، الذي قرأ البيان، بعدما تنكر في زي عامل في الإذاعة.

وعقب ذلك، أعلنت الحكومة في الجابون انتهاء محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذها ضباط منشقون عن الجيش، مؤكدة نجاح قوات الشرطة والجيش في استعادة السيطرة على الدولة واعتقال 4 ضباط من أصل 5 حاولوا تنفيذ خطة للإطاحة بنظام الرئيس الحالي على بونجو أودينمبا.

وقال المتحدث باسم حكومة ليبرفيل، جاي بيرتران مابانجو، أن القوات تمكنت من اعتقال أربعة من خمسة ضباط بالجيش نفذوا محاولة الانقلاب في الصباح الباكر، الإثنين، بمحاولة السيطرة على محطة إذاعية مملوكة للدولة لبعض الوقت وأذاعوا بيانا منها عن انهائهم لعهد بونجو وتشكيل مجلس وطني للإصلاح.

– الوضع يعود للهدوء

ونقلت إذاعة فرنسا الدولية عن مراسلها في ليبرافيل أن الوضع عاد للهدوء وتحت سيطرة الحكومة، حيث أقامت الشرطة نقطة أمنية بالقرب من الإذاعة، في حين تطوف طائرة هليكوبتر في السماء لمراقبة الوضع.

وأعلنت قوات من الجيش تشتيتها لعدد من المتظاهرين الذين احتشدوا لمناصرة محاولة الانقلاب.

– فرنسا تدين

وأعلنت فرنسا على الفور إدانتها لمحاولة الانقلاب العسكري، مؤكدة رفضها لكل محاولة تغيير نظام بطريقة غير دستورية.

– الحكومة تستعيد السيطرة وتقضي على محاولة الانقلاب

وأعلن مكتب الرئيس الجابوني، أن قوات الأمن قتلت ضابطان عسكريان متورطان في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت اليوم الاثنين، واعتقلت زعيم المنشقين عن صفوف الجيش.

ووفقا لوسائل الإعلام المحلية في ليبرفيل، صرح متحدث باسم حكومة الجابون أن أربعة من العسكريين متورطين في محاولة الانقلاب وقد جرى اعتقالهم من قبل أجهزة الأمن في البلاد، في حين تمكن فرد واحد من الفرار.

وقال المتحدث إن السلطات استعادت السيطرة على مكاتب الإذاعة الحكومية والطرق السريعة الرئيسية في العاصمة ليبرفيل، وهي المناطق الوحيدة التي استولى عليها الضباط المنشقين.

,وقعت محاولة الانقلاب المذكورة في وقت مبكر من يوم 7 يناير، عندما استولى ضباط منشقون عن الجيش الجابوني على محطة البث التابعة للدولة بعد أن قالوا إنهم أصيبوا بخيبة أمل بسبب خطاب 31 ديسمبر للرئيس علي بونجو اونديمبا ووصفه بأن أداءه كرئيس يرثى له وأنه يحاول بشراسة الاحتفاظ بالسلطة» .

وأفاد بأن جيش الجابون، بدوره، لم يدعم الضباط المنشقين واستمر في السيطرة على جميع المرافق الاستراتيجية، في حين تم محاصرة محطة الإذاعة المضبوطة حتى تمت استعادة السيطرة عليها بعد موجة من تبادل إطلاق النار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *