أخبار دولية

محمد بن زايد: . والإمام الأكبروالبابا فرانسيس يبذلان جهدًا مستمرًا في الدفاع عن القضايا العادلة

هناء السيد

وصل البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات العربية ليصبح أول بابا للفاتيكان تطأ قدمه شبه الجزيرة العربية وذلك بعد ساعات فقط من إعلان أقوى إدانة له حتى الآن للحرب في اليمن حيث تضطلع دولة الإمارات بدور عسكري بارز.

وقبيل مغادرته متوجها إلى أبوظبي، قال البابا في مدينة الفاتيكان إنه يتابع الأزمة الإنسانية في اليمن بقلق بالغ. وحث كل الأطراف على تنفيذ اتفاقية سلام هشة والمساعدة في توصيل المساعدات إلى ملايين الجوعى.

وقال أمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس إن ”بكاء هؤلاء الأطفال وآبائهم يصعد إلى الرب.

وأضاف البابا قبل صعوده إلى الطائرة التي أقلته ”فلنبتهل بإخلاص لأن هؤلاء الأطفال جوعى وعطشى ولا يملكون الدواء ويواجهون خطر الموت“.

استقبل ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مساء الأحد، البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي يقوم بزيارة تاريخية إلى الإمارات هي الأولى من نوعها إلى منطقة الخليج العربي.

ولدى وصول البابا فرنسيس إلى مطار أبوظبي قدمت مجموعة من الأطفال باقات من الورود وقدمت فرق الفنون الشعبية أهازيجها ترحيبا بضيف الإمارات، كما شارك شيخ الأزهر، أحمد الطيب، في استقباله، وتعانقا في فور دخوله إلى قاعة المطار.

ورحب الشيخ محمد بن زايد بزيارة البابا فرنسيس، معربا عن بالغ سعادته بهذه الزيارة التي تكتسب أهمية خاصة على صعيد تعزيز قيم ومفاهيم الأخوة الإنسانية والسلام والتعايش السلمي بين الشعوب إلى جانب أهميتها في ترسيخ روابط الصداقة والتعاون لما فيه خير الإنسانية.

وأكد ولي عهد أبوظبي أن دولة الإمارات ستظل منارة للتسامح والاعتدال والتعايش وطرفا أساسا في العمل من أجل الحوار بين الحضارات والثقافات ومواجهة التعصب والتطرف أيا كان مصدرهما أو طبيعتهما تجسيدا للقيم الإنسانية النبيلة التي تؤمن بها وما يتميز به شعبها منذ القدم من انفتاح ووسطية،

وأشار الشيخ محمد بن زايد، إلى أن البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الشريف يحظيان باحترام وتقدير شعوب العالم كافة لما يقومان به من دور إنساني كبير في تعزيز الحوار والتفاهم على الساحة الدولية وما يبذلانه من جهد مستمر في الدفاع عن القضايا العادلة ونبذ الصراعات والحروب وتعزيز التعايش بين البشر على اختلاف انتماءاتهم الدينية والطائفية والعرقية.

وأضاف أن «زيارة البابا فرنسيس تأتي خلال العام الذي أعلنه رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للتسامح لتؤكد أن الدور الإماراتي في نشر التسامح والعمل من أجله يتجاوز الإطار المحلي إلى الإطار العالمي وأن تجربة الدولة الرائدة في هذا المجال جعلتها وجهة عالمية لإطلاق المبادرات الحضارية لدعم الإخاء الإنساني».

وأكد الشيخ محمد بن زايد أن الزيارة التاريخية لدولة الإمارات تحمل رسالة إلى العالم كله بأن المنطقة العربية مهبط الديانات السماوية الثلاث، التي عاش أهلها على اختلاف دياناتهم وطوائفهم في وئام وسلام عبر قرون طويلة، وليست هي تلك الصورة المشوهة التي يصدرها المتطرفون والإرهابيون عنها وإنما هي ملايين من البشر الذين يؤمنون بالتعايش والحوار وينبذون العنف والتطرف وينفتحون على العالم وينخرطون بقوة في مسار الحضارة الإنسانية.

وسيجتمع ولي عهد أبو ظبي وشيخ الأزهر مع البابا يوم الاثنين.، وتحاول الإمارات تنفيذ هدنة واتفاق تم التوصل إليهما في محادثات جرت في ديسمبر كانون الأول كخطوة لبناء الثقة يمكن أن تمهد الطريق أمام إجراء مفاوضات سياسية لإنهاء الصراع.

وسيقضى البابا أقل من 48 ساعة في دولة الإمارات حيث يلتقي مع مجلس حكماء المسلمين ويقيم قداسا في الهواء الطلق لنحو 120 ألف كاثوليكي. وقال إن هذه الزيارة فرصة لكتابة ”صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الديانتين“

وتقول دولة الإمارات، التي اعتبرت عام 2019 عاما للتسامح، إن الزيارة تعكس تاريخها بوصفها ”مهدا للتنوع“.

ويصف قساوسة ودبلوماسيون الإمارات بأنها واحدة من أكثر البيئات انفتاحا في الخليج بالنسبة لممارسة المسيحيين لعباداتهم. لكنها، شأنها شأن جيرانها، لا تسمح بمعارضة أو انتقاد القيادة.

ويعيش في شبه الجزيرة العربية نحو مليوني مغترب كاثوليكي نصفهم في الإمارات وحدها.

وتسمح كل دول الخليج باستثناء السعودية للمسيحيين بممارسة عباداتهم في كنائس أو مجمعات كنسية .

وولي عهد أبوظبي حليف لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي سعى للتواصل مع ممثلين مسيحيين في الخارج في إطار النهج الانفتاحي الذي تتخذه المملكة المحافظة.

وزار البابا فرنسيس ست دول ذات أغلبية إسلامية منذ توليه البابوية، واستخدم رحلاته للدعوة للحوار بين الأديان وللتنديد باستخدام العنف باسم الدين.

وقال سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة في مقال رأي بمجلة بوليتيكو يوم الأحد إن زيارة البابا تبعث برسالة تعايش واحترام في مواجهة ”خطر التطرف“ في أنحاء الشرق الأوسط.

وقبل اقتراب موعد وصول البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى دولة الإمارات، تتدفق رسائل المحبة والسلام من كل حدب وصوب، وكان آخرها تصريحات النائب الرسولي لجنوب شبه الجزيرة العربية، المطران بول هيندر، لموقع “سكاي نيوز عربية”.
وأعرب المطران هيندر عن سعادته بهذه الزيارة التاريخية، مشددا على أهمية مثل هذه الزيارات، والمبادرات التي تقوم بها دولة الإمارات، في تعزيز الحوار بين الأديان ومحاربة التشدد والإرهاب.
وقال: “لطالما كان البابا فرنسيس حاملا للسلام، فتواضعه وانفتاحه يجعل من السهل عبور الحدود ومقابلة أشخاص من مختلف الديانات”.
وتابع: “في عام 2017، شارك البابا في مؤتمر ديني في العاصمة المصرية القاهرة، ليشجع على الحوار بين الأديان، ويوضح في الوقت نفسه أن هذه ليست مجرد محادثات، وإنما لإرسال رسائل قوية بشأن كيفية تحقيق السلام، والتأكيد على الرفض الحازم للعنف”.
واستشهد المطران هيندر بمقولة للبابا فرنسيس، قال فيها: “دعونا نقول مرة أخرى (لا) لكل شكل من أشكال العنف والانتقام والكراهية التي تتم باسم الدين أو باسم الله”.
وفي هذا الإطار، اعتبر المطران هيندر أن حكومة دولة الإمارات “تبذل قصارى جهدها للحد من أي عنف أو جرائم كراهية في البلاد، وذلك من خلال قوانينها وتشريعاتها، مما سيشجع أيضا دولا أخرى في المنطقة على أن تحذو حذوها”.
وتأكيدا على هذا، تطرق المطران في حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إلى مبادرة “عام التسامح” التي أطلقتها دولة الإمارات، وقال: “إنها مبادرة جديرة بالثناء، وهي صدى للتعايش السلمي بين العديد من الأديان والثقافات والجنسيات التي تعيش في الإمارات. إنها بلا شك برهان على إرث المغفور له الشيخ زايد في بناء مجتمع إماراتي سلمي”.
كما أشار إلى أن مثل هذه المبادرات “تساعد في تشكيل نظرة الأطفال عن العالم الذي يعيشون فيه”، مضيفا: “أصبحنا الآن نعيش في قرية عالمية، حيث يكون قبول الآخرين أمرا بالغ الأهمية للتعايش السلمي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *