حوادث وجرائم

ربة منزل تقتل صديقتها دفاعًا عن ابنها بـ”فيصل”

 

“الصديق وقت الضيق” مقولة طالما رددتها الألسن، ليعبروا بها عن قوة الصداقة وأهميتها فى حياة كل منا، خاصة فى وقت الشدائد، ولكن تلك المقولة التى لقت صدى واسع بين الناس خاصة فى المناطق الشعبية، وبين الطبقات المتوسطة، لم تكن لها قيمة بين سيدتين يقيمان فى منزل واحد لأشهر عديدة، وتربطهما علاقة صداقة طيبة.

الجريمة بدأت ببكاء الطفل وانتهت بقتل ربة منزل لصديقتها بـ”مولة” سرير

فى إحدى الشقق السكنية المستأجرة بمنطقة فيصل بالجيزة، كانت تقيم “إجلال” رفقة طفلها الصغير الذى لم يتجاوز عاماه الثانى بعد، وفى الحجرة المجاروة لها تقيم صديقتها “لمياء”، كانت حياتهم تمر بشكل طبيعى، كلًا منهما يذهب لعمله فى الصباح، وفى المساء يعودان إلى المنزل لممارسة حياتهم، وفى إحدى الليالى حدث شجار بينهم، كان كفيلًا بأن يقلب حياتهما رأسًا على عقب.

دخل الطفل الصغير نجل “إجلال” فى نوبة بكاء، كغيره من الأطفال، ولأسباب ربما تتعلق برغبته فى الطعام أو الشراب، أو الارتماء فى أحضان أمه ليستغرق فى النوم، ولكن ذلك البكاء أزعج “لمياء” التى عادت منذ ساعات قليلة من العمل منهكة، مما جعلها تستشيط غضبًا، وتصب غضبها على الطفل الرضيع فنهرته حتى يهدأ، ولكن هذا لم يحدث.

لم يكن الموقف الذى اتخذته “لمياء” تجاه طفل صديقتها، ليمر مرو الكرام، فعنفتها صديقتها “إجلال” وبدأ سيل من الشتائم والسباب بينهما، وتناسى كلًا منهما ما كان بينهما من ود، ولما كان كلًا منهما تحركه دوافعه، فلم يهدأ بل تطور الأمر أكثر فأكثر، حتى تحول إلى شجار بالأيدى، دفع “إجلال” لالتقاط “مولة” السرير، وضربت غريمتها على رأسها فسقط على الأرض، ثم تركتها غائبة عن الوعى وخرجت بالطفل، وهى لم تعلم أن صديقتها “توفت”.

الشارع الذى شهد الجريمة
الشارع الذى شهد الجريمة

صاحب العقار:”عثرنا على جثة المجنى عليها ملقاة بجوار السرير ولا يوجد بها إصابات”

فى البداية يقول “محمد.ص” مالك العقار السكنى الذى شهد الواقعة، أنه لا يعرف لا المتهمة ولا المجنى عليها، وأن من استأجر منه الشقة السكنية هو رجل يحمل جنسية إحدى الدول العربية يدعى “عبد العظيم”، وأنه أجر الشقة بالغرفة للسيدتين، على غير الاتفاق المبرم بينهما، وحينما سأل عن هويتهم أخبره بأنهم أقاربه.

وتابع “محمد” والذى يملك ورشة لتصنيع “الألوميتال” أنه يوم اكتشاف الجريمة، فوجئ باتصال هاتفى من “عبد العظيم” أخبره فيها بعثوره على ربة منزل مغمى عليها داخل الشقة، فعاد على الفور إلى المنزل وعثر على جثة المجنى عليها ملقاة بين السريرين، ولا يوجد به أى إصابات ظاهرة، فاعتقدنا فى البداية أنها مغمى عليها، وحاولنا إفاقتها دون جدوى، فاضطررت للاتصال بشرطة النجدة، وتم نقل جثمان الضحية إلى المستشفى وبعدها علمنا أنها توفت.

المنزل الذى شهد الجريمة
المنزل الذى شهد الجريمة

زوجة صاحب العقار:”ما كانش ليهم علاقات بالجيران وعرفت انها ماتت مقتولة بـ”مولة” سرير

فيما تقول “س” ربة منزل وزوجة صاحب الشقة السكنية التى شهدت الجريمة، لم أكن على علاقة لا بالضحية ولا بالمجنى عليها، فلغتهم كانت غريبة ولذلك لم يكن بيننا تواصل، حتى أنهم لم يرغبا فى الاندماج مع الجيران، كانوا يذهبان لعملهم صباحًا ونشاهدهم عائدين فى الليل، ومع أحدهما طفل صغير لم يتجاوز عمره العامين.

وتابعت “س”، أن “عبد العظيم” استأجر الشقة من زوجها منذ عام تقريباً، هو رجل أسمر اللون يتكئ على عكاز نتيجة معانته من عجز فى إحدى قدميه، وأنه أتى بالسيدتان ليسكنا فيها بعدما أخبر زوجها بانهما أقاربه، وانها علمت فيما بعد أن مشاجرة نشبيت بين السيدتين داخل المنزل اعتدات أحدهما على الأخرى بـ”مولة” سرير” فسقطت على الأرض غارقةً فى دمائهأ.

العقار الذى شهد الجريمة
العقار الذى شهد الجريمة

أحد سكان العقار:”ماحدش سمع لهم حس يوم الجريمة وما كناش نتخيل أنها اتقتلت”

يقول “سيد.ص” 61 عامًا موظف وأحد قاطنى العقار الذى شهد الجريمة، انه يقطن فى المنطقة منذ عام 1989، وأنها خلال تلك الفترة التى تجاوزت الـ30 عامًا، لم يحدث أى مشاكل أو جرائم، حتى انهم يتركون أبواب منازلهم مفتوحة دون خوف أو رهبة، ويوم وفاة المجنى عليها لم نسمع صوت أى شجار أو أى شيئ يشير إلى الجريمة، حتى انه فى اليوم التالى، حينما جاءت سيارة الشرطة، اعتقدنا أن هناك مشاجرة حدثت فى المنطقة، وليس جريمة قتل.

ويتابع “سيد”، بعدما علمنا أن أحدى السيدتان توفت، اعتقدنا أنها توفت نتيجة إصابتها بحالة تسمم أو إعياء، ولم نتخيل أن هناك جريمة قتل وقعت، ولكننا علمنا بعدها أن صديقتها اعترفت فى التحقيقات، أنه حدثت مشاجرة  بينهما داخل المنزل بسبب الطفل، واعتدت خلالها على صديقتها بالضرب على رأسها بقطعة خشب، وتركتها وغادرت المنزل، ولكنها لم تكن علمت بعد أنها توفت.

المتهمة
المتهمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *