آراء وتحليلات

صفحات سيناوية

كتب الاستاذ / محمد عبده الرطيل

الانتقال، من مرحلة طباعة وتوزيع المنشورات، المناهضة للاحتلال الصهيونى، إلى مرحلة الكفاح المسلَّح، ليس بالأمر الهين أو البسيط أبداً؛ فالأمر ليس مجرَّد رغبة عارمة، تدفعك للانتقال من نقطة إلى أخرى، ولا هو مجرَّد تحوّل فى مسار الأحداث..
إنه – فى الواقع – منعطف بالغ الحساسية والخطورة، والانتقال بالأحداث كلها، من مواجهة محدودة، قد تثير فى نفس العدو قيراطاً من الغضب، إلى مواجهة عنيفة، ستفجِّر فى أعماقه آلاف الأفدنة من الثورة، وستجعله يضاعف وحشيته وشراسته ألف ألف مرة، ليبحث عن أولئك المسلحين بأى ثمن..
والكل يعلم ما الذى يمكن أن يعنيه مصطلح (أى ثمن)، فى ظروف وأيام سوداء عسيرة كهذه!!..
لذا، فالقرار الذى اتخذته مجموعة (العريش)، بالانتقال إلى مرحلة الكفاح المسلَّح، كان قراراً مصيرياً وخطيراً..
وإلى أقصى حد..
فمن الناحية العملية، وباستثناء خبرة (عبد الحميد) المحدودة، كمجَّند سابق، ومتطوِّع فى الدفاع المدنى، كانت المجموعة كلها تجهل كل شئ عن الأسلحة أو المتفجرات، واستخداماتها الآمنة والفعَّالة..
ثم أنها كانت تفتقر إلى الأسلحة والذخائر اللازمة، للانتقال إلى هذه الخطوة الحاسمة الحازمة..
ولكن القاعدة تقول: “اسع يا عبد، وليكن الله (سبحانه وتعالى) فى عونك”..
ففى نفس الوقت، الذى تقرَّر فيه الانتقال إلى تلك المرحلة المسلَّحة، عثر أحد أفراد المجموعة على عدد من قذاف الهاون، مدفونة فى أرضية مبنى مهجور، على ساحل البحر..
واجتمعت المجموعة كلها، وقرَّرت الحصول على تلك القذائف، واستخدام المتفجرات داخلها ؛ لصنع القنابل التى يحتاجون إليها، فى مرحلة الكفاح المسلَّح..
وفى الصباح التالى، اتجهت المجموعة كلها إلى الشاطئ، وبدت أشبه بفريق من الشباب العابث، يعدو ويمرح على الرمال، فى حين كان الواقع أن معظم الأفراد يجذبون انتباه العدو بعبثهم المصطنع، فى الوقت الذى يفحص فيه (عبد الحميد) القذائف، وينقلها إلى الحقائب، بمعاونة صديق عمره وزميله (سعد)..
ويضحك الحاج (سعد)، عندما يصل بروايته إلى هذه النقطة، قبل أن يعلِّق قائلاً: ” كنا مجانين بحق، عندما حملنا قذائف الهاون فى حقائبنا العادية، التى عبرنا بها نقاط التفتيش الإسرائيلية، لنصل سالمين إلى منزل والدتى، التى أخفوا لديها القذائف (دون علمها بالطبع) “..
ومع اطمئنانهم إلى توافر المتفجرات ، بدأ أفراد المجموعة يخططون لأوَّل عملية مسلحة، تعلن عن وجودهم، وعن انتقالهم إلى تلك العملية الجديدة..
وبخبرة (عبد الحميد)، ومعاونة خاله وصهره الحاج (عطا الله محمد الرطيل)، أخرجت المجموعة المادة المتفجِّرة من قذائف الهاون، وحصلت على الصواعق الناسفة، وبعض أنواع الفتيل المختلفة، استعداداً لنسف الهدف الأوَّل..
ففى تلك الفترة، كان العدو قد افتتاح مكتباً فى مدينة (العريش)؛ لجلب العمال للعمل فى قلب (إسرائيل)، بأجور مغرية للغاية، فى وقت لم تكن هناك فيه عمالة كافية، فى (إسرائيل) نفسها..
وقرَّرت المجموعة نسف مكتب العمل الإسرائيلى، كرمز لرفض التعاون مع العدو، وتحذير لكل من تسول له نفسه العمل لديه..
ودوى أوَّل انفجار، فى قلب (العريش)، بعد سقوطها فى قبضة العدو الصهيونى..
وتم نسف مكتب العمل الإسرائيلى ليلاً، حتى لا يصاب فى العملية مدنى واحد من أبناء (العريش)، ولو بالمصادفة البحتة..
وفهم العدو الرسالة، واشتعل غضبه أكثر وأكثر، وانطلق جنوده كالوحوش الكاسرة، يقتحمون المنازل، ويعتقلون المواطنين، ويهددون ويتوعدون الكل بالويل والثبور، و…
ووسط كل هذا، قامت مجموعة العريش بالعملية الثانية..
كان مكتب بريد (العريش) يقوم بصرف رواتب العمال، الذين يعملون فى قلب (العريش)، لذا فقد قام بعض أفراد المجموعة، ومنهم (فضل عبد الله)، و(سعد عبد الحميد)، بإلقاء عبوة شديدة الانفجار ليلاً، داخل مكتب البريد، لتنفجر انفجاراً عنيفاً، أيقظ (العريش) كلها، وأعلن مرة أخرى أن (مجموعة العريش) ما زالت قوية صامدة، تبر بذلك القسم، الذى أقسمته يوماً، على ألا يهنأ للعدو بال فى (سيناء) أبداً..
وجن جنون سلطات الاحتلال فى (العريش)، وراحت مرة أخرى تهدِّد وتتوعَّد، وتعتقل، وتستجوب بمنتهى العنف والشراسة والوحشية، فى نفس الوقت الذى بدأت فيه تتبع سياسة جديدة، تعتمد على نقل الأعمال الإسرائيلية إلى (العريش)، بدلاً من نقل العمالة إلى (إسرائيل) ….
كان هذا، بالنسبة لها، حلاً مثالياً ، لامتناع أبناء (العريش) عن السفر إلى (إسرائيل)، وتوفيراً لنفقات رجال الأعمال الإسرائيليين، فى الوقت ذاته..
وبدأت المصانع الإسرائيلية تنتقل إلى (العريش)، ومن بينها مصنع أثاث إسرائيلى شهير، يُدعى (كاستلا)..
وانتظرت مجموعة (العريش)، حتى استقر المقام للمصنع، واستعد لإخراج أوَّل إنتاجه، ثم هاجمته فجأة بمتفجراتها، فى نفس الوقت الذى هاجمت فيه مبنى الإدارة المدنية للعدو، والذى يقع فى المنطقة نفسها..
وقبل أن يبدأ العدو تحقيقاته، بشأن نسف المصنع، وانفجار مبنى الإدارة المدنية، فاجأته مجموعة (العريش) بعملية أخرى، أكثر جرأة وخطورة..
لقد نسف بعض عناصرها قاعدة برج اتصالات رئيسى، يحمل الكابلات التى تربط العدو بقياداته، فى قلب (إسرائيل)..
وأصلح العدو البرج، ووضع عليه حراسة مشدَّدة، ولكن أبطال مجموعة (العريش)، الذين ذاقوا حلاوة النضال والنصر، قرَّروا تحدّى العدو، وإفقاده الشعور بالأمان تماماً، فنفذوا عملية ثانية ناجحة، ونسفوا قاعدة البرج نفسه مرة أخرى.
ويبتسم (فضل عبد الله)، عندما يتذكَّر تلك المرحلة، ويقول: ” إن نجاح عمليات المجموعة، ضاعف من حماسها ونشاطها، وجعل كل فرد من أفرادها يفكِّر طوال الوقت فى هدف جديد، يمكن تدميره، لإثارة غضب العدو وحنقه، وبث الرعب فى عروقه، وإقناعه بأن أيام الأمن والهدوء والاستقرار قد ولّت إلى الأبد، ولن تعود مرة أخرى.. أبداً..” ..
وفى كل مرة، كانت المجموعة تجتمع، فيطرح كل فرد من أفرادها الهدف الذى اختاره، وتدور بينهم محاورات ومناقشات، حتى تتفق الآراء كلها على هدف واحد..
ثم يتم التنفيذ..
وفى كل عملية، كان أفراد مختلفون يقومون بالمهمة، فى حين يتولَّى الآخرون مهام الحماية، والتغطية، وتنظيف الأرض بعد العودة..
ويضحك الحاج (سعد)، وهو يقول: “كنت القاسم المشترك، فى معظم العمليات”، ويضيف (فضل) أنه كان يشعر دوماً بالاطمئنان، عندما يصحبه فى العملية عم (سعد)، الذى يكبره بعشر سنوات تقريباً..
وعلى الرغم من الحملات المسعورة، التى قام بها العدو؛ للبحث عن المسئولين عن هذه التفجيرات، ومحاولاته المستميتة لكشف أمرهم، نفذت مجموعة (العريش) عملية أخرى، ونسفت برج كهرباء مجاور لمحطة التوليد الكهربى شرق (العريش)، كان يقوم بتغذية معسكرات العدو، وثلاجات حفظ الأطعمة، الخاصة بالجيش الإسرائيلى..
وفى هذه العملية، استخدم أفراد المجموعة، ولأوَّل مرة، مؤقتاً زمنياً بسيطاً، ابتكرته قريحة (عبد الحميد)، من أدوات بسيطة للغاية..
وبدأ الإحباط واليأس يتسلَّلان إلى أعماق سلطات الاحتلال، التى عجزت تماماً عن كشف أفراد المجموعة، أو إيقاف عملهم، على الرغم من وصول فريق تحقيق خاص من (تل أبيب)، بذل جهداً خرافياً، واستخدم أساليباً غاية فى العنف والوحشية، لاستجواب كل من وقع فى يده، دون طائل..
ومع عنف العدو، وشراسته المتزايدة المتصاعدة، قرَّرت المجموعة نقل عملياتها خارج نطاق (العريش) ؛ لتشتيت انتباهه، وإبعاد أنظاره عن المدينة لبعض الوقت..
فى تلك الفترة، كان العدو يجهِّز الأرض؛ لإقامة قاعدة جوية، فى منطقة (الجورة)، بالقرب من قرية الشيخ (زويد)، التى تبعد خمسة وثلاثين كيلو متراً عن (العريش)..
وبعقلية منظمة، وأسلوب دقيق مدروس، يستحق الاحترام والإعجاب، راقبت المجموعة المنطقة لعدة أيام، قبل أن يقوم بعض أفرادها بزرع لغم مضاد للسيارات، فى مدق ترابى، يستخدم العدو لبلوغ المنطقة يومياً..
وانفجر اللغم، لينسف واحدة من سيارات (الجيب) العسكرية للعدو، ويقضى على من فيها تماماً..
وفى الوقت نفسه، وقبل أن يلتقط العدو أنفاسه، قامت المجموعة بنسف خط مياه رئيسى، يمد مطار (العريش)، ومنطقة (بغداد)، و(الجفجافة) ووسط (سيناء) بالحياة..
وفى هذه المرة، تم استخدام عبوتين ناسفتين، من مادة شديدة الانفجار، بحيث يتم انفجارهما فى آن واحد..
ونجحت العمليتان، على الرغم من حراسات العدو واحتياطاته، وأصدرت القيادة العسكرية الإسرائيلية بياناً بهما، كما أصدرت بياناتها عن كل العمليات السابقة أيضاً..
وانتشى أفراد المجموعة بتلك البيانات، التى اعترف فيها العدو بخسائره وببطولتهم، على الرغم من وصفه لهم بالإرهابيين..
ويهزّ الحاج (عبد الحميد) رأسه، وهو يقول: “إن ما يقال عن تفوّق جهاز المخابرات الإسرائيلى مجرّد وهم، فقد تم استجواب أفراد المجموعة عدة مرات، من قبل محترفين إسرائيليين، دون أن يوجه لنا اتهام واحد، مما يعنى أنهم لم يكونوا بالكفاءة اللازمة لكشف أمرنا.”..
ومع الانتصارات المتوالية، قرَّر قائد المجموعة (عبد الحميد الخليلى)، ضرورة إجراء اتصال مباشر، مع المخابرات الحربية المصرية..
وكان هذا يعنى ضرورة السفر إلى (القاهرة)، فى أقرب وقت ممكن..
وبوساطة خطابات سرية، واتصالات غير مباشرة، تلقّى (عبد الحميد) دعوة من بعض أقاربه، لزيارتهم فى (القاهرة)..
ولأن ملفه لم يكن يحمل أية اتهامات لدى الإسرائيليين، حصل (عبد الحميد)، قائد مجموعة (العريش) وعقلها المفكِّر، على تصريح بالسفر إلى (القاهرة)، عن طريق منظمة الصليب الأحمر..
وفور وصوله إلى (القاهرة)، اتجه (عبد الحميد) مباشرة إلى اللواء (محمد عبد المنعم القرمانى)، محافظ (سيناء)، ليشكره على كل ما قدّمه ويقدِّمه لأبناء المدينة المحتلة، والذى لم تنسه مجموعة (العريش) أبداً، ولم تتوقَّف عن تقديم الشكر والاحترام والتقدير من أجله، حتى هذه اللحظة..
وبعدها، وبأقدام ثابتة، وصورة واضحة جلية، اتجه (عبد الحميد) إلى المخابرات الحربية المصرية..
وكان اللقاء هناك حاراً بالفعل..
فالمخابرات كانت تتابع عمليات (مجموعة العريش)، بكل الاهتمام والتقدير، وتسعى بكل طاقاتها، وبكل إمكانياتها، لتحديد أفرادها، وإيجاد وسيلة للتعاون معهم، ومدهم بكل ما يحتاجون إليه، من خبرة وعتاد ومعدات..
وكانت صعوبة كشفهم هى أكبر دليل، لدى المخابرات الحربية، على براعة أفراد المجموعة، والتزامهم، وقدرتهم على مراوغة العدو الصهيونى، فى قلب الأرض المحتلّة..
أما (عبد الحميد)، فيقول: “لقد انبهرت تماماً، عندما وجدت فى المخابرات الحربية المصرية ملفات كاملة عن كل أفراد المجموعة، مع إشارة إلى احتمال كونهم ضمن (لجنة أبناء سيناء الأحرار) “..
لحظتها شعر (عبد الحميد)، على حد قوله بالفخر والزهو والاعتزاز، لأن مخابرات وطنه كانت أبرع من مخابرات العدو، على الرغم من وجودها على بعد آلاف الكيلومترات من (العريش)..
ولحظتها أدرك أيضاً أن التعاون سيكون حتماً مثمراً..
وإلى أقصى حد..
وفى المخابرات الحربية، تحدَّث الرجال مع (عبد الحميد) طويلاً وكثيراً؛ ليضعوا النقاط على الحروف، ويرسمون معاً خطوات المرحلة القادمة، وقواعد العمل فى فترة الانتظار، وعندما تحين ساعة الصفر، الذى ينتظرها كل مصرى بفارغ الصبر..
كانت المعلومات عديدة وغزيرة ومرهقة، ولكن عقل (عبد الحميد) المدرَّب بالفطرة، والمنمَّق بدقة مدهشة، استوعب الأمر كله، وعاد إلى (العريش)، وهو يحمل الأنباء الطيبة لأفراد المجموعة..
إنهم يعملون الآن تحت علم الوطن، وتحت إشرافه ورعايته أيضاً..
وكانت مفاجأة قوية وسعيدة للجميع..
مفاجأة جعلتهم يقررون القيام بعملية جديدة، أكثر قوة وتأثيراً، لإعلان أنهم كفء لما اختارهم له الوطن..
ومع ما وصلهم من إمدادات، وما أتيح لهم من إمكانيات جديدة، وقع اختيار أفراد المجموعة على معسكر هام لجيش الاحتلال، يقع خارج المدينة، فى منطقة تعرف باسم (الأبطال)..
كان ذلك المعسكر الهام هو نقطة التقاء خطوط السكك الحديدية، القادمة من (غزة)، و(إسرائيل)، ومركز تشوين هام وخطير جداً لجيش الاحتلال، وتحيط به منطقة خالية كبيرة، لا تسمح بالاقتراب منه، أو الهجوم عليه، بأية وسيلة من الوسائل..
ولكن الأبطال وجدوا وسيلة، لتدمير معسكر منطقة الأبطال..
فبعد مراقبة شديدة وطويلة، تم رصد وتحديد سيارة الخدمات الخاصة بالمعسكر، والتى تتردَّد على سوق المدينة بصفة شبه يومية، وتم تحديد مسارها، وأماكن توقّفها لفترات طويلة..
وبعد فترة ليست بالقصيرة، تم وضع خطة العمل، وقام (عبد الحميد) بإعداد عبوة شديدة الانفجار، وتزويدها بمؤقِّت زمنى، معد بحيث ينفجر مع دقات منتصف الليل؛ لضمان تواجد السيارة داخل المعسكر، ثم أضاف إلى العبوة لاصقاً مغناطيسياً، لتثبيتها أسفل جسم السيارة..
وفى اليوم المحدَّد للتنفيذ، توقَّفت السيارة فى شارع 23 يوليو كعادتها، فقام بعض أفراد المجموعة بالإحاطة بها؛ لحجبها عن الأنظار تماماً، فى حين قام أحدهم بتثبيت العبوة الناسفة أسفلها، بوساطة اللاصق المغناطيسى، وعندما تأكَّد من أن لديه المزيد من الوقت، أخرج من جيبه حبلاً متيناً، وأحكم به تثبيتها فى موضعها..
وانتهت السيارة من مهمتها، وعادت إلى المعسكر، الذى اطمأن العدو إلى تأمينه وحمايته، نظراً للعراء والفراغ المحيطين به..
وعند منتصف الليل تماماً، انفجرت العبوة شديدة الانفجار، ونسفت السيارة، بل سحقتها سحقاً، قبل أن تمتدّ إلى ما حولها، وتكبِّد العدو خسائر فادحة، وتقضى فى دقائق معدودة على ثقته فى نفسه، وفى إجراءاته الأمنية كلها..
السؤال الذى ظلّ يشغلنى، وأنا أسمع هذه القصة، من أفواه أبطالها، هو كيف تحوَّل هؤلاء المدنيين، إلى فدائيين مدربين على هذا النحو، بحيث يتعاملون مع الأسلحة والذخائر والقنابل، كما لو كانوا من المحترفين؟!
وببساطة مدهشة، يجيب الحاج (عبد الحميد): “لقد قمت بتدريبهم، على استخدام المتفجرات وإلقائها..”.
وعندما سألته، أين كان يفعل هذا، وكيف، ابتسم (فضل)، وهو يجيب: “ربما لن تصدق، ولكننا كنا نتدرَّب على إلقاء القنابل، على شاطئ البحر، وتحت سمع وبصر العدو الصهيونى نفسه”..
تُرى هل أدهشك هذا الجواب، وأثار انبهارك أيضاً، كما حدث معى؟!..
الواقع أن الأمر بسيط للغاية، وجرئ للغاية أيضاً، فالحاج (عبد الحميد) اصطحب أفراد المجموعة إلى شاطئ البحر، وراح يدرِّبهم على إلقاء الأحجار، بنفس الأسلوب الذى سيتبعونه لإلقاء القنابل، والعدو الصهيونى يراقبهم فى لا مبالاة، باعتبارهم بعض الشبان، الذين يتقاذفون الأحجار للهو والعبث على الشاطئ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *