أخبار دولية

خلال اعمال قمة تونس “العزم والتضامن “:الملك سلمان يطالب العالم بمواجهة ارهاب ايران ويرفض المساس بالسيادة السورية على الجولان

ابو الغيط يهاجم طهران وتركيا.. ويشدد لا مجال لأن يكون لقوى إقليمية جيوب في داخل بعض دولنا باسم” مناطق آمنة”

هناء السيد

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن القضية الفلسطينية لها الأولوية في اهتمامات المملكة حتى يحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مجددا التأكيد على الرفض القاطع لاي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان .
وأعرب الملك سلمان ـ في كلمته أمام القمة العربية العادية في دورتها الثلاثين المنعقدة في تونس اليوم الأحد ـ عن شكره لجمهورية تونس الشقيقة بقيادة الرئيس السبسي على استضافتها لهذه القمة ، معربا عن شكره للأشقاء في الدول العربة والأمانة العامة لتعاونهم مع المملكة خلال رئاستها القمة العربية التي حرصنا فيها على الدفع العمل العربي المشترك وتحقيق تطلعات شعوبنا.
وجدد الملك سلمان الرفض القاطع لاي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان، مؤكدا على أهمية التوصل الى حل سياسي للازمة السورية يضمن أمن سوريا وسيادتها ومنع التدخل الاجنبي وفقا لاعلان جنيف 1 وقرار مجلس الامن 2254 .

وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، دعم المملكة لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي ، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف المليشيات الحوثية المدعومة من إيران عن ممارستها العدوانية التي تسببت في معاناة الشعب اليمني وتهديد أمن واستقرار المنطقة .
وأضاف أن المملكة مستمرة في تنفيذ برامج المساعدات الإنسانية التنموية للتخفيف عن معاناة الشعب اليمني الشقيق.
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، قال الملك سلمان ، إن السعودية حريصة على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها ،مؤكدا أن المملكة تدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي يحقق أمن واستقرار ليبيا والقضاء على الإرهاب.
وأوضح ” إن المملكة تواصل دعمها للجهود الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف على كافة المستويات” ، مشيرا إلى أن العمل الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا يؤكد أن الإرهاب لا يرتبط بدين أو عرق أو وطن .
وحول الملف الإيراني ، أشار الملك سلمان إلى أن السياسات العدوانية للنظام الإيراني تشكل انتهاكات صارخة لكافة المواثيق والمبادئ الدولية، مطالبا المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه تلك السياسات والتصدي لدعم النظام الإيراني للإرهاب في العالم .
وقال الملك سلمان ” إنه على الرغم من التحديات التي تواجه أمتنا العربية فإننا متفائلون لمستقبل واعد يحقق آمال شعوبنا ، متمنيا أن تكلل أعمال القمة العربية الحالية بالنجاح والتوفيق .

من جانبه أعلن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي عن تسمية القمة العربية العادية الثلاثين بقمة “العزم والتضامن” كما اعلن الرئيس التونسى، الباجى قايد السبسى، عن تقديم مبادرة للحل السياسى للأزمة الليبية ، بالاشتراك مع مصر والجزائر ، مؤكدا أن تداعيات الأزمة فى ليبيا لها تأثير على الأمن والاستقرار في المنطقة، مشددا علي أن البُعد العربى من أهم الثوابت الأساسية فى سياسة تونس الخارجية، داعيًا لتجاوز الخلافات وتنقية الأجواء وتنمية التضامن بين الدول العربية.

وأكد الرئيس التونسي – في كلمته في الجلسة الافتتاحية بعد تسلمه رئاسة القمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية – ضرورة أن يكون هناك وقفة عربية لتحديد مواطن الخلل في العمل العربي المشترك ، وضرورة إعادة ترتيب الأولويات على قاعدة الأهم فالمهم.
وقال إن تخليص المنطقة من بؤر التوتر أصبحت حاجة ملحة لا تحتمل التأجيل، كما يجب تأكيد أولوية القضية الفلسطينية في العمل العربي المشترك وتسليط الضوء عليها في الساحة الدولية.
وأكد ضرورة توجيه رسالة للمجتمع الدولي بأن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم بأسره ، يمر عبر تسوية عادلة للقضية الفلسطينية ، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف على الأراضي المحتلة عام 1967 ، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ، ومبدأ حل الدولتين .
وشدد على أن الجولان أرض عربية محتلة باعتراف المجتمع الدولي ، مؤكدا ضرورة بذل الجهود لإنهاء احتلال لتحقيق الاستقرار على المستويين الأمني والدولي، وليس تكريس الاحتلال ومخالفات القرارات الدولية التي تؤكد أن الجولان أرض سورية محتلة.
وثمن الرئيس التونسي نتائج القمة العربية الأوروبية التي عقدت في شرم الشيخ بمصر في فبراير الماضي، مشيرا إلى أنها أسست لمرحلة جديدة للتعاون بين العالم وأوروبا.

من جانبه اكد أحمد أبو الغيط
الأمين العام لجامعة الدول العربية،
إن التدخلات، من جيراننا في الإقليم – وبالأخص إيران وتركيا- فاقمت من تعقد الأزمات وأدت إلى استطالتها، بل واستعصائها على الحل، ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية.. مشددا علر رفض كافة هذه التدخلات وما تحمله من أطماع ومخططات ونقول بعبارة واضحة إن ظرف الأزمة هو حال مؤقت، وعارض سيزول طال الزمن أم قصر أما التعدي على التكامل الإقليمي للدول العربية ووحدتها الترابية، فهو أمر مرفوض عربياً بغض النظر عن المواقف من هذه القضية أو تلك ، مضيفا أنه لا مجال لأن يكون لقوى إقليمية جيوب في داخل بعض دولنا تسميها مثلاً مناطق آمنة ومن غير المقبول أن تتدخل قوى إقليمية في شئوننا الداخلية بدعم فصيل أو آخر تحت غطاء طائفي لا يكاد يخفي ما وراءه من أطماع امبراطورية في الهيمنة والسيطرة.
إن أزماتنا -وبعضها وليس كلها من صنع أيدينا للأسف- تكاد تستدعي منتهزي الفرص ومقتنصي الغنائم.

و عبر في كلمته امام القمة عن عميق التقدير لما قام به جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، من جهود مشهودة، وما قامت به المملكة العربية السعودية تحت قيادته الحكيمة من اتصالات وإجراءت خلال عام القمة العربية التاسعة والعشرين .. في مختلف القضايا والأزمات العربية التي واجهتها أمتنا.

وقال تنعقد هذه القمة ومنطقتنا العربية تسير على خيط مشدود.. تتشبث شعوبها بأهداب الأمل والرجاء وترفض الإنجراف إلى اليأس .. عارفة بأن مكانة هذه المنطقة، ودورها في صناعة الحضارة يؤهلانها لمكان أفضل مما هي عليه اليوم.
وقال ما زالت بعض دولنا تنزف، وبعض أبنائنا يُكابدون مرارات الصراع وآلام التشريد … في سوريا واليمن وليبيا .. بعض من أعز الحواضر وأغلى المدن العربية على نفوسنا، لا زالت تعيش في ظلال الخوف، وتحت تهديد الميلشيات والجماعات الطائفية والعصابات الإرهابية .. وجميعنا يعرف أن الحلول السياسية هي الكفيلة وحدها -بنهاية المطاف- بإنهاء النزاعات وجلب الاستقرار.. فلا غالب في الحروب الأهلية، وإنما الكل مغلوب .. المهزوم مغلوب والمنتصر مغلوب.
واضاف لقد تعرض الأمن القومي العربي خلال السنوات الماضية إلى أخطر التحديات، وأشرس التهديدات في تاريخه المعاصر، حتى صارت جراحنا النازفة تُغري كل طامح بالانقضاض، وتدفع كل طامع للتدخل في شئوننا.

وانتقد إعلان أمريكا بشان الجولان معتبرا انه مناقض لكافة الأعراف القانونية المستقرة بل ولأسس النظام الدولي الراسخة- يمنح المحتل الإسرائيلي شرعنة لاحتلاله لأرض عربية في الجولان السوري.. إن الجولان هو أرض سورية محتلة .. بواقع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن .. إن الاحتلال جريمة .. وشرعنته خطيئة .. وتقنينه عصف بالقانون واستهزاء بمبادئ العدالة.

واصاف إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى اغتنام المكاسب، سواء في سوريا أو فلسطين المحتلة، بتثبيت واقع الاحتلال وقضم الأراضي .. وللأسف فإن مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة تُشجع الاحتلال على المضي قدماً في نهج العربدة والإجتراء .. وتبعث بالرسالة الخطأ للشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية.. وكأنها تحملهم عبئا فوق عبء الاحتلال، ومعاناة فوق معاناة القمع والاستيطان ونهب عوائد الضرائب، بالتضييق المالي والسياسي على المؤسسات الفلسطينية -وهي عصب الدولة المستقبلية- وخنق وكالة الأونروا التي تُعالج مأساة اللاجئين .. وهكذا يهدف الاحتلال وداعموه إلى تقليص المكتسبات الضئيلة التي حققها الفلسطينيون من خلال التفاوض.. ويتلاشى أي أمل لدى الشعب الفلسطيني في أن يصير حل الدولتين -وهو الحل الوحيد الممكن لهذا الصراع الطويل- أملاً بعيد المنال.. بكل ما ينطوي عليه ذلك من تهديد لأمن واستقرار المنطقة كلها.

وشدد علي ان العمل العربي المشترك -ولو في حده الأدنى- يظل طوق نجاة وسط هذه الأنواء العاصفة .. فدعونا نتمسك به ونوسع مساحته قدر الإمكان.. وقد شهدنا جميعاً الصدى الطيب للقمة العربية- الأوروبية التي انعقدت للمرة الأولى في شرم الشيخ الشهر الماضي .. وقامت الجامعة، وتقوم بإذن الله، باحتضان منتديات مماثلة مع عدد من الشركاء الدوليين والتجمعات والتكتلات العالمية الكبرى.

واكد إن الجامعة تظل العنوان الأبرز والرمز الأبقى لكل ما يجمع العرب، وما يوحد كلمتهم، ويُسمع الآخرين صوتهم الجماعي حيال كافة القضايا التي تتعلق بمصيرهم ومستقبلهم.. وأثق تماماً في حرصكم على الحفاظ على دورها وزيادة تفعيله مع منحها دائماً الموارد والإمكانات التي تسمح لها بالنهوض بمسئولياتها المتعددة في سبيل رفعة الأوطان ورفاهية الشعوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *