الأقتصاد

عضو بـ«الصناعات المعدنية»: 870 جنيهًا خسائر مصانع الدرفلة في طن الحديد

 

تدخل أزمة فرض رسوم على خام البليت بنسبة ١٥٪، أسبوعها الرابع على التوالي، في ظل توقف إجباري لمصانع الدرفلة عن الإنتاج، بسبب عدم توافر الخامة لدى المصانع المتكاملة التي تستكمل احتياجاتها منه لتشغيل الطاقة الإنتاجية لديها في مصانعها من الدرفلة، إلى جانب ارتفاع سعر البليت المستورد مضاف إليه الرسم ١٥٪، ليصل سعره إلى نحو ١٠٨٨٠ جنيها.

 

 

وأكد ونيس عياد، عضو غرفة الصناعات المعدنية، أحد أصحاب المصانع المتضررة من القرار، أن فرض رسم على خامة غير متوافرة محليا هي سابقة أولى من نوعها، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي «ترامب» عندما قرر حماية صناعة الصلب في الولايات المتحدة الأمريكية لم يشمل قراره خام البليت تشجيعا منه لمصانع الدرفلة الاستمرار في العمل لحين تحقيق التكامل الصناعي.

 

 

وشدد «ونيس» على أن فرض مثل هذه الرسوم هو ضرر بالغ على الدولة، لأنه كان يتم دفع 1100 جنيه ضرائب لطن البليت، وبعد ذلك تدفع المصانع ضريبة للحكومة بعد تحقيق الربح، قائلا: «في النهاية هذه الأموال توجه في إطار عملية تنمية الصادرات ودعم المصدرين، وهذه الأرقام ستتوقف بعد فرض رسم حماية على البليت، وهذا المبلغ بين الأرباح وضريبة المبيعات وصل لأكثر من 6 مليارات جنيه».

 

 

وأوضح طارق الجيوشي، عضو غرفة الصناعات المعدنية، أن مصانع الدرفلة عندما استعانت بالمصانع المتكاملة لشراء احتياجاتها من البليت فوجئ أصحاب المصانع بسعر غير منطقي صدر من مصنع واحد، والذي يتوافر لديه فائض من البليت من ضمن 4 مصانع، وهو ١٠٧٠٠ جنيه شامل القيمة المضافة، لافتا إلى أن هذا السعر ليس الهدف منه سوى الظهور أمام وزارة التجارة والصناعة أن الصناعة المتكاملة قامت بتوفير المنتج.

 

 

ودعا «الجيوشي» الوزارة إلى مراجعة تكاليف الإنتاج داخل مصانع الدرفلة وفقا لهذا الذي أعلن عنه أحد المصانع المتكاملة «السويس للصلب»، موضحا أنه بعد إضافة مبلغ ١٢٠٠ جنيه قيمة الدرفلة شامل الهالك على هذا السعر، بجانب ١٠٠ جنيه نقل، و٢٥٠ فوائد بنكية، ليصل إجمالي التكلفة دون احتساب هامش ربح ووفقا للحسابات المدققة إلى ١٢٢٥٠ جنيهًا، في حين أن أقصى سعر بيع حاليا هو ١١٧٨٠ جنيها، وبالتالي تبلغ خسائر مصانع الدرفلة في كل طن ٤٧٠ جنيهًا، بالإضافة إلى ٤٠٠ جنيه متوسط فارق البيع بينها وبين المصانع المتكاملة، ليصل إجمالي الخسارة إلى نحو ٨٧٠ جنيها دون احتساب هامش ربحي لمصانع الدرفلة.

 

 

وقال أيمن العشري، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات المعدنية: إن «المصانع لم تتمكن من الإفراج عن البليت الموجود بالجمارك لتعنت قطاع المعالجات التجارية في إبداء الرأي في طلب الإفراج عن البليت بسداد رسم الحماية بموجب خطاب مصرفي، ولم ترد على الطلبات المقدمة لها منذ صدور القرار حتى الآن، على الرغم من أنه كان يتم الإفراج في كل الحالات السابقة بخطاب ضمان مصرفي، خاصة أن الرسم مؤقت وليس نهائيًا ويمكن وفقا للنتائج النهائية للتحقيق إلغاؤه أو تخفيضه».

 

 

وأشار «العشري» إلى أن رسم الحماية يفرض في حالات استثنائية ولظروف، خاصة أن التدابير الوقائية تفرض في حالات زيادة كمية الواردات وفقا لشروط وأوضاع معينة، وهي تجارة عادلة بأسعار صحيحة، وليست بأسعار أقل من القيمة الحقيقية، أي بأسعار مغرقة، ومن ثم فإن رسوم الوقاية لا تعود بأسعار السلعة إلى سعرها الحقيقي، لأنها تستورد بأسعارها الحقيقية العادلة، وبالتالي فإن اتفاقية الوقاية استثناء من التجارة الحرة العادلة سمح بها لإعطاء الفرصة للصناعة للتكيف وإعادة الهيكلة وتأهيلها للمنافسة، وهو ما لا ينطبق على مقدمي الشكوى الذين يدعون أن مصانعهم حديثة وتستخدم تكنولوجيا حديثة، وهو ما يتناقض مع الغرض من طلب إجراءات وقائية للتمكن من إعادة الهيكلة وفقا للاتفاق الدولي.

 

 

‎وأوضح حسام فرحات، عضو غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية، أن الإجراءات الحمائية التي اتخذتها بعض الدول، هي إجراءات تتيحها اتفاقية منظمة التجارة العالمية والإجراءات المزعومة لم تفرض على البليت، وطبقت معظمها على المسطحات وبعض منها على حديد التسليح.

 

 

‎وأشار إلى أن مصر طبقت منذ عام ٢٠١٤ حتى الآن إجراءات حماية على حديد التسليح ورسوم إغراق متعاقبة تسرى حتى عام ٢٠٢٢، ‎مؤكدا الإضرار العمدي بمصانع الدرفلة ودفعها للخروج من السوق، ‎محذرا من توقف متوقع لمصانع الدرفلة، والذي سيؤدي إلى انتهاء المنافسة تماما سواء الداخلية أو الخارجية والعودة إلى ظاهرة الاحتكار كما كان سابقا، واستحواذ ٣ مصانع على السوق، وتعظيم أرباحها على حساب المستهلك والمشروعات القومية، لافتا إلى أنه بدأت بالفعل هذه المصانع في رفع أسعارها عقب صدور قرار الرسم المؤقت، ‎موضحا أن مشكلة أصحاب الشكوى ترجع أساسا إلى ارتفاع أسعار الطاقة، بالإضافة إلى فوائد القروض البنكية بالدولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *