آراء وتحليلات

امسية المرأة على أرض الصمود والشهداء

بقلم / سهام عزالدين جبريل

ذكريات نابضة بالوطنية والتفانى فى خدمة الوطن شاركن فيها بكل حب واخلاص ،
هذه كانت خلاصة امسية المرأة التى نظمتها مديرية الشباب والرياضة فى مبادرة رائعة من مبادرات وزارة الشباب والتى شهدتها الخيمة الرمضانية فى مدينة العريش ، عاصمة محافظة شمال سيناء ، أرض الصمود والشهداء ،
ضمت الامسية نماذح متنوعة من المرأة السيناوية بكل ابداعاتها وعطائها واجتهادها وجهدها الذى يتحدث عنها بالعمل على أرض الواقع ، كان المزج بين الماضى المشرف لامهاتنا وجداتنا المناضلات وبين الحاضر وما تقدمة البنات والحفيدات من انجازات ومشاركات فى كافة ميادين العمل التنموى على ارض سيناء ، ذلك الجيل الذى حمل راية التنمية على أرض سيناء وشارك بكل قوته لدفع بعجلة التنمية فى شتى الميادين فى ريوع سيناء الحبيبة ،
ورصد لحركة المرأة على أرضها وحديث عن جيل الجدات والامهات وبنات وشابات ، حديث عن مستقبل قادم طموح لأجيال مازال تنتظر دورا محفوف بتاريخ تفخربه وانجاز لحاضر حى نصنعة ومستقبل قادم نستشرفه بطموحنا ، وطموح بناتنا الشابات وبناء صروح مستقبل نستشرفة لسيناء الحبيبة من خلال ادوار تترجم منظومة متكاملة لمسيرة انسانيىةعظيمة ،شاركنا بها جميعا بأدورانا لخدمة مجتمعنا ولخدمة اهلنا على أرض سيناء الحبيبة ورصد منظومة العطاءات التى تقوم بها المرأة السيناوية بادوارها وخبراتها المتنوعة والمتعددة وتواصل الاجيال والربط بين التاريخ الماضى والحاضر والمستقبل والدفع لإستشراف هذا المستقبل بما يليق بذلك الماضى العريق ،
وإن كان الحديث فى ذلك يتطلب الكثير من الفعاليات والامسيات التى تشرح وتترجم ذلك الدور العظيم للمرأة على أرض سينا ء واعطاؤه حقه وواجبة الحقيقى والذى يترجم دور شريحة من عظيمات مصر اخترن ان يكن مستقرهن ورهن حياتهن على بوابة امن الوطن على حدوده الشرقية وهى المكان الإكثر حساسية والإكثر إحتياجا ، لنظرة واعية وراعية من قبل كافة مؤسسات الدولة،
ولما لا فهو المكان الاعظم صمودا وثباتا بأهله المحافظين على ترابه الوطنى ، ولعل ذلك يكون بداية لتفاعل حقيقى لترجمة دور المرأة فى سيناء وابراز ادوراها العظيمة ورصد تاريخى لأدوار نساء ارض الصمود والتحدى ارض الشهداء أرض التين والزيتون ، الارض التى قدسها المولى عز وجل فى كتابه العزيز ، ومكامن سر هذا التقديس الإلهى على ارض تباركت بمسيرة أنبياء الله،
وان كنت اخترت حديث برصد تاريخى لبيان قيمة هذا المكان ومكانته العظيمة ،ومكانة المرأة على أرضه وإحترام مجتمعها لها وذلك التقدير الذى وجدتة من خلال تربيتها واحترامها واعلاء قيمتها ،
فكان إختيارى هذا الحديث الحميم عن جيل الامهات ومعاركهن المتعددة فى مجال التعليم والمشاركة المجتمعية وادوراهن الوطنية ، وتشجيع الاباء والاجداد لهن ودعمهن فى مسيرة التعليم وتبارى كبارالاسر والقبائل العريقة من بادية وحضر، والفخر بأن بناتهن متعلمات مثلهن مثل الاولاد هكذا هو مجتمع سيناء وثقافته العريقة التى ألفناها فى بيوتنا وتقديرة لبناته ونسائة واحترامهن واعطائهن مكانتهن الاجمتاعية التى تليق بهن ،،،
وقد برز ذلك منذ بدايات القرن الماضى والتى انطلقت مع حركة المرأة المصرية مع اطلالة ثورةة1919م وتلك الصحوة الوطنية التى عمت فى كل ارجاء الوطن ،
بل قد يعود بنا الزمن الى ابعد من ذلك بكثير ، فمن عهد الحضارات الاولى وكانت المرأة على ارض سيناء لها دورها العظيم فمن هاجر ام العرب الاميرة الفرعونية ابنة قرية بالوظة خطيبة قائد اقليم الوجة الشمالى والتى اسرت فى معركة بين الوجة القبلى والتى اهداها فرعون الى ضيفتة السيدة سارة زوجة الخليل ابراهيم ، والتى تزوجها ابو الانبياء فاصبحت ام اسماعيل والتى سكنت فى وادى غير ذى زرع فعمرت البيت المحرم وجعلت أفئدة من الناس تأتى اليه واسست لمناسك الحج وأركانة مابين الصفا والمروة وبئر زمزم ،
انها هاجر ام العرب الاميرة الفرعونية المصرية ابنة سيناء ، الى مسيرة انسانية طويلة لنساء كافحن من اجل الحياة وإعمار الارض ومواجهة شظف العيش والدفاع عن تراب الوطن خلال حروب طويلة وجولات عصفت بالمنطقة جيوش زاحفة وفتوحات مقبلة وقوافل قادمة فمن ينسى نساء سيناء ومدينة العريش حاضرة سيناء وادوارهن فى السقاية والضيافة والتمريض ،
ومن ينسى أميرات قلعة العريش وسيداتها وادوارهن الوطنية مع فرسان القلعة لمواجهة حملة نابليون بونابرت وإفشالة حلمة الاستعمارى للسيطرة على الشرق ،
ومن ينسى دور الجدة ام سليمان التى واجهت المحافظ الانجليزى جارفس الذى تولى ادارة سيناء بعد الاحتلال البريطانى لمصر وكيف جادلته فى امور تهم العامة ،
ومن ينسى القاضية العرفية العمة هانم التى كانت تقضى وتحكم فى امور وقضايا بين الناس ولها قيمتها واحترامها من قبل الرجال والنساء ومن ينسى الجدة حبة والجد فريدة والجدة ام حمدى والعمة فرحانة والخالة فاطمة ، وادوارهن الوطنية ومن ينسى كثير من ادوار لامهاتنا وجداتنا ومدرساتنا خلال اصعب المراحل التى مرت بسيناء ،
ومن ينسى الدور الهام للمرأة فى عملية التنشئة الاجتماعية والتربية فمسئولية تربية الابناء ورعايتهم وتهيئته حياة امنة لهم ولإعداد أجيال صالحة لخدمة مجتمعهاعلى قيم الثقافة العربية المصرية الاصيلة والحفاظ على الهوية المصرية ووجها العربى الأصيل والتى تتسم بالحب والولاء وتعميق مفهوم الانتماء لكل ابناء الوطن .
ومن ينسى طالبات الفتوة وتدريباتهن على فنون الرماية والقتال قبل حرب 1956م وحرب 1967م
ومن ينسى امهاتنا وتدريبهن على فنون التمريض والدفاع المدنى فى ذاك التاريخ
ومن ينسى معلماتنا طالبات معهد المعلمين بالعريش وحملات التوعية الوطنية للتلاميذ فى تلك الفترة ،
وبرغم كل تلك الاحداث من عمل وجهد ومعاناة فى كل مناحى الحياة وشظف العيش إلآ أن هذا قد اثر إيجابا على تكوين شخصية المرأة السيناوية التى تميزت بالجدية والشجاعة والابتكار للبدائل من خلال معطيات البيئة والتى ميزتها ايضا باجرئة والشجاعة فى مواجهة اقصى المواقف ، مما اكسبها مهارة كيفية مواجهة الصعاب والتغلب عليها بحلول بديلة ….
وقد برز ذلك جليا وبشكل واضح خلال فترات الحروب الحديثة والتى عصفت بإستقرارالمنطقة حيث عاشت المرأة اصعب الفترات واقساها خاصة فترة العدوان الثلاثى على مصر فى عام 56م والتى استمرت قرابة ثلاثة اشهر ثم الفترة الآكثر ضراوة هى فترة الإحتلال الإسرائيلى لسيناء عقب نكسة يونية67م والتى دامت قرابة اثنتى عشر عاما ونيف والتى ذاق مرارتها وتجرع سمها كافة فئات المجتمع السيناوى بدو وحضر،سواء داخل ارض التى احتلت اوفى الهجرة فى محافظات مصرالمختلفة .
ومثلت المرأة السيناوية رمزا عظيما وسدا منيعا ورفيقا وفيا واما رحيمة فى مواجهة كل هذه العواصف تشد من ازر الرجل وتدفعه للآمام للمواجهة والتحدى والنضال وتساهم فى العمليات الفدائية وفى حماية ابناء مصر وجنودها من ضباط ومجندين لجأؤا لدارها وقت الصدمة تقوم على خدمتهم وتسهر على حمايتهم هى وكل افراد اسرتها وتعالج المصاب منهم وتداوى الجروح ثم تؤمن مسارهم حتى يصلوا للضفة الاخرى من القناة بأمن وسلام ،،،
إلى جانب مااضيف عليها من مسئوليات واعباء خاصة بكيفية تدبير أبسط متطلبات الحياة الاسرة اليومية من طعام وشراب واٌعتماد على توفيركل ذلك من خلال ماتوفره المرأة وتدخره فى بيتها وماتثتثمره من امن غذائى فى حظيرة وحديقة منزلها من زراعات وتربية طيوروأغنام دون الإعتماد أو الإحتياج للشراء من السوق والتعامل مع منتجات العدواوشرائها حتى فى اضيق الحدود
برغم صعوبة محدودية الموارد وشحها وكيفية توفير متطلبات الآبناء وابسطها ، الى جانب مواجهة المعاناة فى ضيق العيش وقلة الدخل بسبب اتباع معظم الاسر سياسية الصمود والتحدى وعدم التعامل مع العدووالتى كان ينتهجها كل ابناء الاسر السيناوية ، لمواجهة وتحدى العدو الاسرائيلى ورفض وجوده بكافة اشكالها وعدم التعامل مع هياكله الوظيفية ،هذا ويضاف الى ذلك المعاناة من سياسة سلطات الاحتلال من اعتقال ابناء الاسرة من رجال وشباب بهدف اذلال رب الاسرة وخنوعة لآهواء سلطات الإحتلال بهدف إزهاق السكان وترحيلهم لتفريغ المنطقة من اهلها والتى رفضها ابناء سيناء كافة ورموزها والذى اكدته كل الشواهد والمؤتمرات ووسائل الاعلام العالمية ،
وهنا يتضح دورالمرأة البطولى الذى برغم كل هذه الاعباء والمعاناة ابدا ظلت قوية صلبة فى مواجهة كل هذة الصعوبات والتحدى لها والشد من ازر الرجل وتعضيده للمواجهة والرفض بقوة وصلابة دون خوف من عواقب ذلك على اسرته
وضربت المرأة السيناوية المثل الاعلى فى اعظم صوره فى اساليب التربية وغرس الانتماء فى روح ووجدان الابناء وفى نفوسهم منذ نشأتهم حيث ارضعتهم خلاصة حب الوطن فى ارقى صور للتربية والتنشئة الاجتماعية والسياسية والثقافية وبناء الوجدان الوطنى والقيمي لدى الصغارمنذ نعومة اظافرهم ، فكان منهاج تأصيل الإنتماء لدى الابناء تجاه الام الغالية مصر ،
كذلك نجد صورة اخرى للمرأة السيناوية التى عاشت فى مناطق التهجير ومعاناة العائلات السيناوية فى هذه الفترة معاناة المرأة زوجة المقاتل وام الشهيد واخت البطل وابنة الفدائى ،،
وفى وسط ذلك الظلام الدامس برزت نقطة ضوء منيرة حيت تمثلت فى الابناء من الفتيان والفتيات انها صورة الطالبة السيناوية ابنة وحفيدة تلك المجاهدات من الامهات والجدات ،
لقد اثمر جهدهم وصبرهم وعملهم عن صورة مشرقة لابنة سيناء الجديدة التى ورثت تلك الصفات العظيمة من التحدى والجلد والصبر حيث جسدت كل هذه الصور فى معنى جديد للتحدى والتسلح بالعلم فكان التحدى فىالإجتهاد والتحصيل الدراسى وتحديد هدف التعليم الجامعى للخروج من ذلك النفق المظلم الى رحاب العلم والبحث والحرية والفكرالمستنيرحيث تاقت نفسها شوقا للوصول لهذا الهدف الذى يستحق كل هذا الجهد والمعاناة والفوز بالقبول فى احدى جامعات مصر والإرتماء فى أحضان الوطن والاستمتاع بمعنى الحرية ، حيث كان شاغل اهتمامات معظم الفتيات حلم الحصول على الثانوية العامة والالتحاق بالتعليم الجامعى فى جامعة القاهرة او الاسكندرية !!!
وبدأت رحلة جديدة من المعاناة ولكنها فى سبيل تحقيق هدف سام وهوالسعى نحو العلم والتعليم ولاول مرة فى تاريخ الفتاة السيناوية تخرج وتسافرللبحث عن العلم والدراسة والتحصيل عن طريق رحلات الصليب الاحمر الدولى الذى كانت تنظمة هيئة الصليب الاحمرالتابعة للامم المتحدة والتى خصصت من اجل الطلبةالجامعيين
جمع شمل العائلات والتى بدأـ منذ عام 1972م حيث مثلت منفذ لتوافد الطلبة وجمع شمل العائلات بعد معاناة دامت سنوات من التشتيت والحرمان .
وبدأت رحلة جديدة للفتاة السيناوية من الجهد والجد والاجتهاد من اجل مستقبل افضل لها ولمجتمعها ، وبرغم معاناة البعد عن الاسرة والتجربة الجديدة فى حياة السيناوية وعاناة السفر والرحلة الشاقة الطويلة التى قد تدوم اياما للوصول للضفة الغربية من القناة إلآ أنها كانت فى نظر كل فتاة حلم ورحلة العمر لآرض تحقيق الآحلام والطموحات لمصر القاهرة العامرة لكل الاحباب والاصدقاء لتذوق عذوبة مياه النيل والارتواء من مياه العذبة التى تحتضن كل الافئدة والقلوب .
لقد كانت تلك الرحلة من اقسى واصعب مراحل التحدى التى خاضتها وتخططت اعتابها تلك الفتاة السيناوية التى هى إمرأة اليوم الجديدة ، والتى تحملت حينها معاناة لهل مذاق سحرى جديد يحمل بين طياته نشوة الانتصار وبرغم انها مازالت ابنة السابعة عشر طفلة على اعتاب الصبا و تطرق ابواب الشباب ، إلآ أنها استطاعت بتلك السنوات قليلة الخبرة ان تكسر حاجز التقاليد التى كبلت المرأة فيما قبل ، هاهى انفرجت عن إطلالة عظيمة لجيل من فتيات سيناء احرزن اعلى نسبة فى التعليم الجامعى فى هذه الفترة قياسا بسنوات الجدب والحرمان الماضية ، وإمتلآت جامعات القاهرة والاسكندرية والمنصورة والزقازيق بنخبة من فتيات سيناء الجامعيات المتميزات فى العديد من كليات القمة والتخصصات المتميزة ،
حيث تم تسكينهم فى فى المدن الجامعية برعاية القائمين على الطلاب فى المقر المؤقت لمحافظة سيناء بالقاهرة ودورها النشط فى ايواء الطلبة ورعايتهم ومساهمة ادارة شئون الطلبة بالجامعات المصرية وكلياتها المتعددة فى صرف مكافئات لهولاء الطلاب وتسكينهم مجانى على نفقة وزارة الشئون الاجتماعية بالمدن الجامعية وبيوت الطلبة والطالبات .
وكون ابناء سيناء طلبة وطالبات حينها مجموعات متماسكة ومتألفة فيما بينهم وبين اخوانهم واخواتهم من كافة اقاليم مصر ، كذلك ضربن مثل اعلى فى التكافل والتعاون لكل طالب جديد يأتى من سيناء المحتلة او من مناطق التهجير او حتى من يأتى من كافة اقاليم مصر لطلب العلم ، مكن بمثابة حلقة وصل بين ابناء مصر فى سيناء وبين ابنائها فىكافة محافظات الوادى حيث استطعن ان يزلن تلك الفجوة من سنوات الحرمان والتى باعدت بين سيناء والام مصر،
والحق يقال فقد لعب هذا الجيل من الطلبة والطالبات من فتيات وفتيان سيناء دورا حيوى هام فى خلق التواصل بين ابناء مصر فى سيناء وابنائها فى الوادى ، كما ارتبط ابناء هذا الجيل بصداقات قوية وأصيلة من مختلف محافظات مصر فكانت صورة مشرقة ومشرفة لسيناء شمالها وجنوبها ، مازالت قائمة حتى يومنا هذا وارتبطت كثير من العائلات بالوادى بعلاقات مصاهرة ونسب بينها وبين عائلا ت سيناء حيث ان كثير من ابناء سيناء فتيان وايضا فتيات استطعن ان يكسرن سلسلة من القيود القبلية البالية والتى كانت تحظر علىالفتاة ان تتزوج من غير ابن عمها الى جانب انهن ضربن اروع الآمثلة فى التفوق والمثابرة وقوة الشخصية والقدرة الفائقة على التعبيروالحوارإلى جانب حصيلة كبيرة من الثقافة والوعى بقضايا المجتمع وإحتياجاته بشفافية وصراحة مطلقة .
وهكذا استمرت المسيرة التى توجتها بشائر النصر والعبورالعظيم واولى خطوات التحرير فى مايو 1979م ثم تلاها استعادت كافة اراضى مصر وترابها الغالى فى سيناء والذى توج برفع العلم المصرى على حدودها الشرقية فى25ابريل 82م حيث بدأت كتائب التعمير من هذا الجيل الجديد بفكره المسنير وقوة وصلابة اراده التى حققت الكثير، فشاركت المرأة السيناوية فى ارساء اسس التنمية على ارض سيناء المحررة شاركت جيل المتعلمات بكافة تخصصاتهم المختلفة وبقلوبهم الغضة النضرة النابضة بحب هذاالوطن وامانة مسئولية وكم من العطاءالمخلص لردالجميل وتحقيق الاحلام التى كانت فيما قبل مستحيلة وتجسيد الامال التى كان تراود الاباء والاجداد فى إدارةعجلة التنمية على هذه الارض المباركة التى رويت بدماء الشهداء وحفظت بجهادالمخلصين من ابناء هذا الوطن الذى كان للمرأة السيناوية دورهاالذى لاينسى فى الحفاظ وتماسك نسيجه الاجتماعى وحماية من محاولات الغزو والتهويد ، ومواجهة الحروب الجديدة وظواهرها المستجدة المتمثلة فى التطرف والإرهاب ومواجهته واشكالة المتعددة ،
هذه هى المرأة السيناوية التى تخوض اليوم معركة جديدة من التحدى وهو تحويل تلك الصحرأء إلى بساط اخضر من الخير والنماء يغطى بخيره مساحة مصر ويعم على كافة ابنائها بالآمن والسلام ، وتحقيقا للحلم الذى كانت تستشرفه الامهات والجدات فى الماضى لتخفف عن نفسها وطأة المعاناة ، وانطلقت بشائر معركة طالما تاقت اليها قلوب كل ابناء سيناء وانتظروها دهور عدة وهى معركة التنمية التى خاضتها المرأة مع شقيقها الرجل يدا بيد ولحظة بلحظة ، معركة جديدة لها مذاق النصر والحرية تدار بيد المرأة السيناوية المتعلمة المثقفة والتى انضجتها معتركات الحياة واثقلتها مرارة المعاناة فأضحت امالها فى تلك المعركة هو التشييد والبناء واقامة الصروح لمجتمع حضارى فى بقعة من اجمل بقاع مصرواغلاها على نفس كل مصرى ومصرية واذخرها لكل شباب مصر ليقيموا فيها مدن مستقرة على اسس من الامن والسلام تنعم بالخير الوفير وتواصل مسيرة العطاء . هذا هو الجيل من فتيات سيناء بالآمس اصبحن اليوم زوجات صالحات وامهات فاضلات وقيادات مثقفة مستنيرة لديهن ذخرمن من اٌبداعات التى لاتنضب والكثيرمن كوامن العطاءات فى شتى مجالا ت الحياة الإجتماعية والاقتصادية والسياسية لتفعيل ادوار جديدة التنمية داخل سيناء فى مدنها وقراها وعبرمساحتها وصحراءها الزاخرة بكل الخير والنماء والتى تؤكد ذلك الإنتماء القوى المتين الضاربة جذوره فى أعماق التاريخ .
فالمرأة فى سيناء هى التى صنعت نفسها من خلال جهد وعمل شاق واجتهاد ولم تصنعها الاجهزة التنفيذية والمؤسسسات الحكومية بل إنها فى كثير من الأحيان كانت عائقا لها ومضلالا لجهودها بل بلغت قسوة هذه الاجهزة أنها اعطت لنفسها الحق فى فرض بعض الشخصيات واقصاء الاخريات ،
ويؤكد رأى هذا من خلال تجربتى ورصدى لمحيطى الإجتماعى فى سيناء لفترات متعددة ، أن الاهتمام بالمرأة صنعته المرأة نفسها وترجمه جهدها وعملها المتواصل وحضورها المجتمعى وتفاعلها الحى مع واقعها ، ولم تصنعه الاجهزة التنفيذية فالسيدات المكافحات والمجتهدات فى كافة مجالات العمل المختلفة خاصة الشعبى والسياسى هن اللاتى وضعن انفسهن علي الخريطة بأنفسهن فى مجالات المشاركة الشريفة وخدمة المجتمع والنحت فى الصخر ،
فالحقيقة الكاشفة لحال المجتمع فى سيناء تؤكد أن المرأة هى التى صنعت نفسها ، وأن بعض الاجهزة الحكومية والتنفيذية المحلية ، كانت فى كثير من الأحيان عائقا امام مسيرتها ، وتجاهل دورها من تهميش وتجاهل ومحاولات اقصاء الكفاءات وعدم أعطاءهن حقهن وإحترام مكانتهن الاجتماعية والسياسة ، وإختصار مسيرة نساء سيناء ومحورتها فى شخصية او بضع شخصيات حديثة العهد بالعمل العام ، وهذا حق لجميع المجتهدات ولكن الا يكون متعمد ومن اجل مجاملة البعض على حساب تاريخ من المجتهدات واللاتى يحملن رصيد من العمل الميدانى ومعايشتة اليومية والمشاركة فى إثراء تاريخ ممتد مرتبط بمجتع سيناء منذ اصعب السنوات وأشد قسوتها بسيناء واحداثها ،
فسيناءهى نحن جميعا نساء سيناء ومنظومة عمل متكاملة الادوار حملها ذلك الجيل الذى
تحمل كل هذه الصدمات والتجارب واكتوي بنار سلبياتها وامتصينا صدماتها نحمل على عاتقنا تلك المهمة وبكل فخر ومازل لدينا الكثير من العطاءات نمارس حقنا فى المشاركة الفاعلة وإفساح دائرة المشاركة للجميع وإعلاء قيم الإحترام والتقدير لكل المجتهدات فى كافة مجالات التنمية والتعمير ولدينا الطاقات والقدرات والخبرات التى لم تأخذ حظها حتى الان ، والتى يحتاجها وطننا وتتطلبها ضرورات التنمية على أرضنا ، فمسؤليتنا التاريخية والوطنية تتطلب منا أن نعمل ونجتهد ونبذر الخير ونرسى دعائم الامن والسلام ، فى كل ربوع سيناء التى مازالت تحتاج الى المزيد والمزيد من الجهد العطاء والشراكة فى كافة الميادين ومازل للمرأة دورا كبيرا فى هذه المسؤلية ، فهى صمام أمن الوطن وميزان إستقرارة ومازال هناك دورلأجهزة الإدارة المحلية ومجلسها التنفيذى ومديرياتها المختلفة داخل محافظتى شمال وجنوب سيناء على وجه الخصوص فى دعم هذا الدور ومساندته ،،،
هذه هى مجرد نبذه مختصرة للتعريف والتعرف على مسيرة المرأة على أرض الصمود والشهداء ، أرض سيناء المقدسة ، ولكن مازال للحديث بقية
خالص تحياتى / سهام عزالدين جبريل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *