الأدب

فى ذكرى رحيله.. طلعت حرب ألف كتابا ضد الإنجليز دفاعا عن مصرية قناة السويس

مرت هذا الشهر، ذكرى رحيل طلعت حرب (1867- 1941) أحد أهم الشخصيات المصرية فى القرن العشرين، والمعروف بدوره الكبير فى الاقتصاد المصرى.

وهناك جانب مهم فى حياة طلعت حرب العملية هو عالم الكتابة، ومن ذلك كتابه عن قناة السويس والذى نشره فى عام 1910.

فى البداية نؤكد أن طلعت حرب ألف هذا الكتاب، بعدما كانت بريطانيا تعد مشروعا لمد امتياز قناة السويس بعد انتهاء الفترة المقررة لها، وهو ما لاقى رفضا من عدد من الوطنيين فى مصر كان منهم طلعت حرب.

وفى الكتاب يستعرض طلعت حرب نشأة فكرة قناة السويس، وأنها مصرية صميمة منذ أيام الفراعنة، و قيام سنوسرت الثالث بتوصيل نهر النيل بخليج السويس، ثم قيام عمرو بن العاص بإعادة حفر نفس القناة لكن سُميت خليج أمير المؤمنين، واستمرت تؤدى دورها حتى ردمها أبو جعفر المنصور بعد 134 سنة بسبب الإضرابات السياسية.

ويبرز الكتاب المنافسة الكبيرة بين القوى الاستعمارية للسيطرة على طرق التجارة بين الشرق والغرب، وقصة اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح وتحكم البرتغال فى التجارة العالمية، وكيف أن الحكومات هولندا وإنجلترا وفرنسا بتأسيس شركات ملاحة تقوم بنقل البضاعة بين الشرق والغرب.

وأوضح المؤلف المحاولة الفاشلة التى قام بها نابليون لدراسة المشروع عن طريق مهندس الحملة الفرنسية لوبير، وظهور جمان السان سيموثين بإعداد دراسة ناجحة عن المشروع وتم عرضها على محمد على باشا ولكنه أشترط أن يكون تمويل المشروع بإدارة مصرية و دون تدخل الدول الكبرى فى المشروع.

وقام ديليسبس بعرض المشروع على سعيد باشا واستطاع إقناعه وتمكن بعد ذلك من الحصول على موافقة السلطان العثمانى بعد محاولات فاشلة من حكومة إنجلترا لعرقلة المشروع.

وكان الامتياز الممنوح للشركة لمدة99 سنة تبدأ من تاريخ الافتتاح، وفى عام 1910م عرضت الشركة على الحكومة المصرية مد امتياز القناة لمدة 40 سنة، تبدأ عام 1969م حتى عام 2008 م، وقد عرض المقترح على مجلس النظار آنذاك، وتقرر وجوب رفضه مادام بشكله الحالى، ولكن الحكومة المصرية تقدمت بالعديد من التعديلات، ومنها أن يتم تقسيم الأرباح بين الحكومة المصرية وشركه قناة السويس، على ألا تكون الحكومة المصرية ملزمة بدفع معاشات موظفى الشركة، وحفظ حق الحكومة المصرية فى نصف أرباح القناة.

وبسبب رفض الحكومة الوطنية بقيادة محمد خرير ومحمد طلعت حرب فقد تم رفض مقترح مد امتياز شركة قناة السويس العالمية لمدة أربعين عاماً، وهو ما يعد انتصارا للحركة الوطنية فى كفاحها نحو تحرير مصر من مختلف صور الاستعمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *