آراء وتحليلات

الشائعات (2)

بقلم اللواء ناصر قطامش

تحدثنا فى المقال السابق عن خطوره انتشار الشائعات على الاقتصاد عموما والان سوف نوضح مدى هذا لامر حيث تاخذ الشائعه اشكالا مختلفه وممنوعه واختلاف نوع النشاط الاقتصادى المطلوب التاثر عليه مما يترتب ظهور النتائج المستهدفه من انتشار الشائعه ومن الموكد ان الشائعات الاقتصاديه تستهدف بصفه مستمره الانشطه الاقتصاديه للدوله والخاصه بالاقتصاد القومى مثل اسعار السلع والخدمات ومدى جوده تقديم الخدمه الى جانب اسعار فؤائد البنوك وكان من اكثر الشائعات رواجا فى الفتره الماضيه هو عدم قدره الدوله على سداد فؤائد شهادات فناه السويس مما اثار نوع من البلبله بين حاملى هذه الشهادات والسبب فى ذلك يرجع الى ان هناك قطاع عريض من الشعب يحمل هذا النوع من الشهادات لذلك انتشار ت الشائعه بشكل كبير أن الشائعات تؤثر على الاقتصاد
ما تؤدى إلى خلق الأزمات الاقتصادية، طارحًا مثال حول إصدار شائعات متعلقة بأسعار العملات مثل الدولار، الأمر الذي يؤدي إلى تسارع الكثير من الأشخاص لشراء الدولار من البنوك أو من السوق السوداء وهو الامر الذي يؤدي بسببه لحدوث أزمة دولارية، ويعود بالأثر سلبًا على استيراد السلع من الخارج وبالتالى ترتفع الأسعاركما أن خلق الأزمات الاقتصادية عن طريق ترويج الشائعات أو الأخبار الكاذبة المتعلقة بالأسعار والعملات والأوضاع الاقتصادية للدولة تؤثر أيضًا على تحويلات العاملين بالخارج وكذلك الأسعار وعملية الاستيراد بالرغم من أنها مجرد شائع
أن انتشار الشائعات يعطل خطوات الإصلاح، لأن ما يحدث عندما يصدق الناس شائعة معينة هو التعامل معها على أنها صحيحة مثل شائعة ارتفاع أسعار سلعة معينة، وهو ما يدفع الناس لتخزينها وبالتالى يحدث بالفعل ارتفاع في سعر السلعة نتيجة زيادة الطلب، وهنا يتطلب الأمر تدخل حكومي لتكذيب الأخبار المغلوطة ووضع إجراءات الإصلاح تحت أعين الناس حتى لا يكونوا فريسة لأي معلومات كاذبة. وخطر الاشاعه انها نھا تزرع في المجتمع وتترك لتعمل بالقوة الداخلیة الموجودة فیھا, أي أن المجتمع یعمل علي ترویجھا وتصدیقھا كالإشاعات التي تنشر عن الحالة الاقتصادیة ,والحالة السیاسیة في المجتمع ,وان الإشاعات تزداد في حالة تعارض المصالح وعادة ما یمكن ملاحظة ھذا النوع من الإشاعات لأغراضھا الشریرة والھدامة
والهدف من الإشاعات هدم معنويات الشعب المصرى والتشكيك فى رئيسه الذى يعمل ليل نهار حتى يرقى بهذا البلد. إن الإشاعات تسير مثل النار فى الهشيم ولا يستطيع أحد اخمادها حتى إن حدث ألف تكذيب وتكذيب لهذه الشائعات. إن أعداء مصر ينفقون الملايين لكى يهزوا أمن مصر واستقرارها والتشكيك فى رئيسها الذى أثبت للعالم أجمع أن مصر قوية وقادرة على سحق أعدائها وأنها تستطيع أن تعتمد على ذاتها ومواردها وقوة وصلابة شعبها وجيشها وسوف يكون لمصر فى القريب العاجل
ويجب ان نعى ان من يطلق الاشاعات يعتمد على الجانب النفسى وخاصه ان أحد أهم الجوانب المهمة لانتشار الشائعة فالدوافع النفسية لدى الناس تسهم إلى حد كبير فى هذا الانتشار فالإنسان بطبيعته النفسية ونوازعه وعقده يميل إلى تصديق الشائعات حتى لو أدرك يعقله أن جزء من تلك المقولة غير حقيقى ، إذ أن عواطفه ونوازعه تتحكم فى درجة ميله إلى تصديق الشائعة، والانحياز العاطفى لها، كذلك يساعد عامل الإسقاط النفسى فى تصديق الشائعة وذلك عندما تنعكس الحالة الانفعالية للشخص، دون وعى منه فى تأويله للبيئة المحيطة كما أنه ليس لديه الوقت لمراجعة ما يسمعه أو يقرأه وحرصه على معايير الصدق، ويصعب عليه من ناحية أخرى إثبات كذب الشائعة إضافة إلى عادة حب الاستنطلاع، التى تجعل الكثير من الناس يميلون إلى تقصى الأفكار واستغلال المعلومات والاستمتاع إلى المقولات والروايات التى تمس المشاهير فى المجمع أو التى تتعلق بالأمور الغامضة أو الأحداث التى يصعب عليه تفسيرها، وهذه الدوافع عامة لدى البشر جميعا، وهو ما يفسر وجود الشائعات وانتشارها فى جميع المجتمعات على السواء قديما وحديثاً، المتطورة منها والمتخلفة، دون استثناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *