آراء وتحليلات

كلمه العدد ١١٢٩ ديك العده

بقلم: د.محمود قطامش 

لم اجد وصفا ابلغ من هذا المثل السوداني في وصف خروج الناس للتظاهر والمطالبة بحقوقهم كما يحدث الان بالعراق وفي لبنان وفي الجزائر وجديدهم الذي يحدث في ايران
……..وهذا التشبيه علي الرغم من بساطته فلا يذهب احد لأخذه علي محمل الاستهانة او التحقير مما تقوم به الشعوب من رغبات في الحصول علي الأفضل دومًا فلكل الشعوب كامل الاحترام في حقها بالتعبير عن رفضها والمطالبة بحقها باي وسيله ترغب ………
اعود فأقول ماهو ديك العده أولا ؟
هو الديك الذي ينجح في الوصول الي الأواني المنزلية في المطبخ لكن المشكلة ليست في ذلك بل المشكلة في قرارك في التعامل معه …. اذا تركته مشي عليها جميعها واحده بعد الاخري سيقوم بتكسيرها وإتلافها واحده بعد الاخري …. اما اذا قمت بمهاجمته واستفزازه هاج عليها واتلفها جميعا دفعه واحده … فان خرج الناس للشارع لن يعودوا الا بعد افساد كل شئ لان هذه الجموع لا عقل يحركها ولكن تحركها مشاعر الغضب التي تميل للعنف وتدفع دومًا في اتجاهه وتسعي للبناء علي الفراغ تنسف كل شئ فلا تريد ان تري شئ من رموز الدوله القديمه وكأنها تحمل تجاهه ثارا …….من قال ان الثورات سلميه وان كانت كذلك في بدايتها لكنها في النهايه تصل الي ماوصلت اليه جميع الثورات علي مر التاريخ ثورات حمراء تخضبها الدماء وتلونها الحرائق والنيران وتذهب دومًا الي الصدام والعنف سواءً كان من المتظاهرين او من الذين يحاولون ردهم .فان نجحت اطلقنا عليها الفوضي الخلاقه علي طريقه كونداليزا رايس وزيره الخارجية الأمريكية السابقة وان لم تنجح كان اسمها الفوضي الهدامه علي راي القاده العرب ردا علي هذه السياسه … العيب والميذه في هذه الثورات ان لا راس لها تحاوره وتصل معه الي اتفاق او تؤثر عليه فتعدل من بوصلته …. خرج الناس في كل هذه البلاد العربيه وكأنها نوبه جديده تجتاح الشرق الأوسط بعد النوبه الأولي الي أتت علي عروش مبارك وبن علي والقذافي وعلي عبدالله صالح والبشير ولكنها هذه المره بنفس جديد وأيديولوجية جديده لاتخرج فقط ضد أشخاص لكنها تخرج ضد نظام الحكم المبني علي اساس الطائفية والمحاصصة كما في العراق ولبنان وعلي الدوله الدينية كما في ايران فهل تنجح ؟؟؟؟؟
نتمني ان تحقق الشعوب مطالبها ولكن ليس علي حساب هدم وخراب الدوله الوطنيه والمحافظة علي مؤسساتها لان ماتهدمه الشعوب الان بأيديهابثورتها وثوارها لابد لها ان تعيد بنائه مره اخري وتدفع فاتورته مستقبلا …
وغدا لناظره قريب .
وحاول تفهم
مصر تلاتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *