آراء وتحليلات

كلمة العدد ١١٣٧ “حاول تفهم مستقبل ليبيا”

بقلم د.محمود قطامش

 

قبول الجيش الوطني الليبي بالهدنة كان يبدوا غريبًا بالذات في ضوء النجاحات علي الأرض التي تغري باستكمال التحرير حتي طرابلس ولكن بعد القراءة المتأنية هي خطوه سياسيه ذكيه فالميليشيات لن تلتزم بطبيعتها لانفلاتها وعدم وجود الرابط بينها وبالتالي سيكسب اللواء حفتر مصداقيه سياسيه تدعمه في استمرار مسيرته قبل الذهاب الي مؤتمر برلين اضافه الي ان القبول بوقف إطلاق الناس ليس معناه تطبيقه حرفيًا علي الواقع والأرض ولكن يبدوا ان الامر أحيك بليل في وجود وزير الخارجية التركي والداخلية التركي وأغفلت كل طلبات اللواء حفتر وغادر روسيا دون التوقيع املا في تحقيق تقدم في مؤتمر برلين .. لكن دعنا نقرا القصه من بدايتها ……….
لعل من أبرز القضايا الخلافية حول مستقبل ليبيا منذ 20 أكتوبر2011 تاريخ اغتيال القذافي واعلان نهاية نظامه مشروع تقسيم ليبيا الى 3 دويلات.. بحجة احياء «الاتحاد الفيديرالي» الذي كانت عليه ليبيا ما بين 1951 وعام 1964 عندما كانت ليبيا مقسمة الى 3 أقاليم: اقليم طرابلس غربا واقيلم برقة (ويشمل بنغازي والبيضاء ودرنة…) شرقا واقليم فزان (وعاصمته سبها جنوبا)
الا انه وفي الاونه الأخيرة وفي ظل توجه الجيش الي توحيد الأرض الليبيه ورفض التقسيم وهو الخيار الذي تدعمه مصر وتدفع في اتجاهه
فإلى اين تسير ليبيا؟ وهل باتت وحدتها الترابية والوطنية مهددة فعلا بعد تضاعف عدد الساسة « الفيدراليين»؟
بدأ يقنع غالبية صناع القرار في ليبيا بضرورة التوصل الى «توافق سياسي» يضمن مصالح كل الاطراف ويساهم في اعادة بناء دولة مركزية موحدة.. قد تعطي صلاحيات الى الجهات والاقاليم.. مع رفض سيناريو «التقسيم».. لأن حصيلة 50 عاما من الدولة الموحدة تنقل غالبية سكان الجنوب والشرق نحو طرابلس وبقية المدن الشمالية الغربية «القوية اقتصاديا» مثل مصراتة والزاوية وصبراطة.. «ومن الصعب اليوم العودة الى المربع القديم»..
«أطماع فرنسية» ودولية حيث ان هناك دعوات ليس إلى إحياء الفيديرالية فقط كنظام إداري للدولة، بل هناك محاولات لاستغلال هذه الدعوات لنقلها من مرحلة المطالبة بالفيديرالية كنظام إداري الى مرحلة التقسيم»..
والأخطر من هذا أن «فرنسا أيضاً تتحرك في الجنوب، تحديداً مع قبائل التبو».. والجنوب يعني الكثير بالنسبة لفرنسا لأنه يذكر بدويلة فزان التي كانت تابعة اليها منذ هزيمة الايطاليين خلال الحرب العالمية الثانية وتقاسم ليبيا من قبل فرنسا (التي كانت حصتها الاقليم الجنوبي) وبريطانيا الى سيطرت على اقليمي طرابلس (الغرب) وبرقة (الشرق).. وتحدهما مدينة أجدابيا..
وهنا تأتي الاستجابة من الجيش الليبي بقياده اللواء حفتر للمبادرة الروسية بايقاف النار بل والتمسك به علي الرغم من عدم التزام الميليشيات الاخري بذلك والدعوة الموجهة من بوتين الي السراج وحفتر لزيارة روسيا قبل مؤتمر برلين إذن لماذا روسيا اليوم وأسباب دخولها وبقوه في الملف الليبي وهل تخشي روسيا من منافسة غاز المتوسط لها ؟ لا نعتقد ذلك لان الاحتياطي الروسي لا مثيل له فهو الاكبر والاضخم واحتياطيها يقاس بالمتر المكعب وليس بالقدم المكعب بل ان احتياطي الغاز في البحر المتوسط تقريبا نصف احتياطي حقل يونجوري بسيبريا وحده !! وتقول بعض التقديرات ان انتاج المتوسط سيمثل 1 % او 2 % علي الاكثر من الاحتياطي العالمي!
وماذا يعني هذا الكلام ؟ يعني انه رغم اعتبارات سعي روسيا لوجود شركاتها في المنطقه الا ان الاهم – لحفتر ولنا -هو استمرار التحالف القائم مع روسيا والسؤال ايضا : كيف ينسجم ذلك مع علاقة روسيا باردوغان ؟ ينسجم لسببين..كم المصالح الاقتصاديه الروسيه مع تركيا ثم رغبة روسيا في خلخلة الجنوب الشرقي لحلف الناتو..اذن ما مكاسب حفتر والجيش الليبي من وقف اطلاق النار ؟ ربما هناك مطالب لم يعلن عنها ستلتزم بها تركيا مقابل وقف اطلاق النار ..كوقف نقل معدات ثقيله او وقف قرارها بنقل قواتها ..وإلغاء الاتفاق بين السراج وأردوغان والوصول نهايه الي تفاهم قبل مؤتمر برلين للحفاظ علي وحده التراب الليبي وعدم استنزاف المقدرات الليبيه في صراع عبثي يصارع فيه الليبي أخيه الليبي وبعد ان قام الجيش الوطني الليبي بتحرير المساحه الأكبر جغرافيا لضمان عدم الدخول في ملفات التقسيم والفيدرالية .
وحاول تفهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *