الأدب

100 رواية عربية.. “ذاكرة الجسد” حكاية عن أحزان أوطان صنعت مجد أحلام مستغانمى

تعد رواية ذاكرة الجسد للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى واحدة من أشهر الروايات العربية، خاصة أن من كتب إشارتها على الغلاف كان الشاعر العربى الكبير “نزار قبانى” فى سنة 1993 وحصلت على جائزة نجيب محفوظ فى عام 1998.

 

 

تحكى الرواية قصة شاب جزائرى اسمه “خالد” بطل من أبطال الجزائر القوميين، شارك فى الثورة الجزائرية وخسر يده اليسرى فى الحرب، لكنه كان سعيدًا فى بادئ الأمر لأنَّه ظنَّ أن يده بُترت فى سبيل خلاص الوطن من المحتل، ولم يكن يعلم أنّ يدَ الاستعمار ما زالت تطال الوطن وتنخر عظامه بوحشية.
ذاكرة الجسد
وعندما أدرك خالد هذه الحقيقة القاسية، ترك البلاد وهاجر بجسد ينقص يدًا إلى فرنسا، وهناك اجتمع بمحبوبته التى هى ابنة قائده أثناء الحرب “سى الطاهر” وهى الفتاة التى استأمنه عليه صديقه قبل أن يموت، ومرَّت السنوات وكبرت الفتاة والتقى بها فى معرضه الخاصّ للرسم فى فرنسا، فقد كان رسَّامًا يرسم البلاد بيد واحدة، وبحلم كامل، وعندما رأى خالد ابنة صديقه القديم أعادته ملامحها إلى بلاده الأولى، إلى الجزائر التى يحب ويعشق، وكانت هذه الفتاة تصغره بخمسة وعشرين عامًا، وعلى الرغم من فارق العمر الكبير بينهما إلَّا أنَّ الفتاة بادلته القليل من هذه المشاعر التى كانت تجتاح قلبه، والتى كانت لا تعرف إن هى أحبته بالفعل أم هى رأت فيه ملامح الاب الحنون والأمان الذى تريد.
وبعد أن أمضَيَا وقتًا طويلًا فى باريس وعرَّفها هناك على صديق له اسمه زياد يقاتل فى لبنان على الجبهات ضدَّ الاحتلال الإسرائيلى، وبعد زمن قليل جاءته دعوة مفاجئة حطَّمت آماله فى هذه الحياة، وهى دعوة من عمها “سى الشريف” لحضور زفافه، وها هى الفتاة التى كان اسمها “حياة” تكذّب كلَّ مشاعرها وتتزوج من أحد الفاسدين الأثرياء، وتؤكِّد أنَّ القوة والمال إذا ساء استخدامها يصبحا السبب الرئيس فى دمار الوطن، وهكذا فقد “خالد” أمله وأصبح يعانى مرارة الغربة طوال الوقت، ويضمد جراحه التى قاسى مرارتها بعد ما حدث معه فى حبه هذا، ولهذا قرر خالد أن كتب قصته مع هذه الفتاة رواية ليقتلها فى داخله إلى الأبد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *