المحافظات

أسقف عام المنيا وأبو قرقاص:”لا تهونوا من كورونا فهناك قديسين ماتوا بالأوبئة”

طالب الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، المسيحيين ألا يهونوا من خطورة فيروس كورونا المُستجد كوفيد 19، مشددًا على إتباع التعليمات، لأن الكنيسة تستعد لأى مستجد فى العالم من أوبئة أو حروب.

وقال أسقف المنيا، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، “لا يليق بنا أن نهوِّن من حجم الخطر المُحدِق بالعالم، فإذا قامت الحروب فلا بد أن نكون مستعدين، وإذا حذّروا من الوباء فلنحذر الوباء، وإذا نبّهوا إلى الزلازل والحريق والبراكين والمجاعات فلنحذر هذه أيضًا”.

وتابع: “فقد حدثت بالفعل مثل هذه ومات كثيرون، ومنهم قديسون ماتوا بالوباء مثل القديس باخوميوس أب الشركة، والذى راح يطوف بين المصابين بالطاعون يقدم لهم أنواعًا من العون، مثلما مات “باسيل هانسن” بالجزام وهو يحيا بين المجزومين يعالجهم، وقديسون افترستهم الوحوش، وآخرون ماتوا بطرق مشابهة، ولم ينقص هذا من قداستهم؛ فليس مُهمًّا كيف وأين مات الشخص؟ وكم عاش؟ ولكن المهم: كيف عاش ما عاشه من السنين؟”.

واستكمل: “اجتمعنا بمندوبين عن جميع الكنائس، وشرحنا لهم ما يجب أن يعرفوه عن “كوفيد 19″ بالصور والفيديو، وذلك من خلال مجموعة من الأطباء والصيادلة والمتخصصين، سواء من جهة نشأته وتطوّره وخطورته، أو كيفية الوقاية من الإصابة به، ثم كيفية التعامل مع الحالات المشكوك فيها، ثم كيف نتابع باستمرار تعليمات وزارة الصحة وتقاريرها وقرارات الحكومة”.

وأكد أن المسيح طالب المسيحيين بعدم الخوف، إلا أن عدم الخوف الذى أوصانا به الرب، ليس معناه أننا لن نُصاب أو نمرض أو نُجرَّب أو نموت، كلّا! فقد مات الآباء الرسل، وكذلك كل الذين كانوا يسمعون من الرب هذه الأقوال، جميعهم ماتوا. وإنما أراد الرب أن يقول: لا تخافوا من هذه فإنها ليست النهاية، وبالتالى يجب ألّا تُفقِدكم الرجاء.

واستطرد: “نحن بنعمة المسيح مستعدون، لسنا قديسين، ولكننا منتبهون أننا قد نموت فى أى وقت بأسباب متعدّدة، ومع ذلك فإننا نأخذ احتياطنا، أولًا لأن أجسادنا وزنة يجب أن نحافظ عليها، كما أن إهمالها قد يُحسَب نوعًا من الانتحار، ثم إننا -وإن كُنّا لا نخاف على أنفسنا- لا نريد أيضًا أن نكون سببًا فى نقل الفيروس لآخرين”.

واختتم أسقف عام المنيا وأبو قرقاص: “يجب ألّا ننادى ونؤكد فى هذه الظروف على أنه موعد مجيء المسيح، فإذا لم يجئ فقد تحدث انتكاسة عند المؤمنين بعد مرور هذه المحنة، مثلما حدث كثيرًا على مدار التاريخ، إن التحذير والترهيب وحده قد يقود إلى العناد أو اللا مبالاة، كما أن التهوين والتبسيط فى المقابل قد يُفضى إلى التساهل والتراخي، وإنما التعقُّل والتوازن فى مثل هذه الظروف هما الاختيار الأمثل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *