كتب- أحمد مسعد:
قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، اليوم الأربعاء، إن الاكتفاء الذاتي الذي وجه به الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ خصوصًا في المحاصيل الاستراتيجية، يمكن الوصول إليه بتضييق الفجوة الموجودة بين الإنتاج والاستهلاك لكل محصول على حدة بثلاث طرق أساسية، منوهًا بأنه حتى يصبح هذا الاتجاه منهجًا ثابتًا للدولة يلزمه تكاتف وتعاون جميع المعنيين من الحكومة والمواطنين.
وأضاف أبو صدام أنه للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الأقماح مثلًا علينا أولًا معرفة أن الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك في القمح تصل إلى نحو 50%، ولسد هذه الفجوة علينا السير في 3 طرق رئيسية منفردة أو مجتمعة؛ أولها التوسع الأفقي بزيادة المساحات المنزرعة من الأقماح؛ فنحن نزرع حاليًّا نحو 3.2 مليون فدان قمح. وللوصول إلى الاكتفاء الذاتي بالسير في هذا الطريق فقط علينا مضاعفة المساحة الزراعية الحالية بكل السبل المتاحة؛ سواء باستصلاح أراضٍ جديدة أو بتوسيع الرقعة الزراعية للقمح علي حساب محاصيل أخرى، مع الأخذ في الاعتبار محدودية المساحة الصالحة للزراعة في مصر، وقلة الموارد المائية، ومدى احتياجنا إلى زراعة المحاصيل الأخرى المنافسة للقمح على مساحة الأرض.
وأوضح نقيب عام الفلاحين أن التوسع الأفقي لكل محصول يختلف عن الآخر في كمية المساحة ووقت الزراعة؛ حيث نحتاج للاكتفاء الذاتي من الفول مثلًا إلى نحو 350 ألف فدان في موسم الشتاء، حيث يزرع القمح والبرسيم والمحاصيل الشتوية الأخرى، والمساحة المزروعة حاليًّا تبلغ نحو 120 ألف فدان فقط.
وأشار أبو صدام إلى أن الطريق الثاني هو التوسع الرأسي، ويكون بزراعة أصناف ذات إنتاجية أعلى، وتغيير طرق الزراعة إلى طرق أفضل في الإنتاجية وتحسين جودة الأراضي؛ فمثلًا متوسط إنتاجية أصناف القمح الموجودة تبلغ 18 إردبًا للفدان بطرق الزراعة التقليدية (داخل أحواض، والري بالغمر بجودة الأرض الحالية)؛ ولكن يمكننا زيادة هذه الإنتاجية للضعف إذا زرعنا أصنافًا متوسط إنتاجها 32 إردبًا للفدان بتحسين جودة التربة وتغيير طرق الزراعة إلى طرق زراعة حديثة؛ كالزراعة على مصاطب، والري بالتنقيط، مع الأخذ في الاعتبار صعوبة توفير هذه الأصناف على المدى القصير دون الاهتمام بمراكز البحوث الزراعية، ماليًّا ومعنويًّا، وتحفيزهم لسرعة توفير هذه الأصناف.
وأشار أبو صدام إلى أن الطريق الثالث والأخير هو طريق تقليل الاستهلاك؛ حيث نستهلك سنويًّا نحو 16 مليون طن من الأقماح، ويمكننا تقليل هذه الكمية إلى 9 ملايين طن فقط بالتوعية والإرشاد وتغيير نظم استهلاك الخبز التقليدية أو بتغيير تركيبة عجينة الخبز نفسها بإضافة نسبة من الذرة أو الشعير، والاتجاه إلى إنتاج الخبز من منتجات زراعية بديلة مع الالتزام بعدم الإفراط في الاستهلاك وإعادة النظر في منظومة دعم الخبز.
جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعطي توجيهاته أثناء الاجتماع الأخير مع رئيس مجلس الوزراء، ومساعد الرئيس للمشروعات القومية، ووزير الزراعة، ومدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل كهدف استراتيجي ومنهج ثابت للدولة.
حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب الفلاحين
