الأدب

من هم “القرامطة” وحكايتهم مع “الحجر الأسود” وكيف كانت نهايتهم؟

واحدة من أكثر الفرق الإسلامية دموية وعنفا فى التاريخ الإسلامى، هى فرقة القرامطة، والتى سميت بهذا الاسم نسبة إلى الدولة القرمطية التى انشقت عن الدولة الفاطمية، وقامت إثر ثورة اجتماعية وأخذت طابعا دينيا، وكان مقر دولتهم بمحافظة الأحساء الحالية فى شرق الجزيرة العربية، ومن جرائمهم سرقة الحجر الأسود من بيت الله الحرام.

والقرامطة هم فى الأصل منشقين عن الحركة الإسماعيلية، واعتقدوا بعودة الإمام محمد بن إسماعيل فى صورة المهدى المنتظر، وظنوا بأن الإمام عبيد الله المهدى خدعهم، فأوقفوا الدعوة له، وعارضوا مسألة العصمة، وكان القرامطة يبيحون سفك دماء خصومهم، فأثاروا الرعب والإرهاب فى البصرة والأحواز خلال ثورة الزنج.

واستمرهجوم القرامطة على أطراف مكة، والحجاج القادمين من العراق والشام وغيرها، وهو الأمر الذي أثر بالسلب في أعداد الحجاج، التي راحت تقل عاماً بعد آخر.

وفي العام 317هـ، أفتى كثير من العلماء ببطلان الحج؛ حماية للأنفس والأعراض، حتى جاءت الطامة الكبرى في العام نفسه، فقرر أبو طاهر القرمطى عدم الاكتفاء بقطع طريق الحجاج، إنما مهاجمة مكة ذاتها، وعندما خرج والي مكة، ابن محلب، مع عدد من أعيانها للقاء القرمطي وجيشه، والطلب منهم الابتعاد عن المدينة المقدسة، عاجلهم جنود القرمطى بالسيف فقتلهم جميعاً.

ثم اتجه القرمطى إلى المسجد الحرام فدخله بعساكره، وراحوا يقتلون الناس داخل الحرم وفى طرقات وشوارع مكة المكرمة حتى امتلأ البلد الحرام بالجثث، ولم يكتفِ القرمطى بهذا، بل نزع عن الكعبة ستارها وقلع بابها وأخذه، واقتلع الحجر الأسود وأخذه معه أيضاً.

وظل الحجر الأسود في حوزة القرامطة نحو عشرين سنة، بلغوا فيها أوج قوتهم، فقد ضموا إليهم بلاد عُمان وهاجموا الكوفة والبصرة مراراً.

ولم يقو العباسيون على فعل شيء أمام جرائم القرمطيين، وقرروا عقد الصلح معهم مقابل دفع فدية سنوية هائلة تقدر بـ 120 ألف دينار ذهبي، وفي العام 337هـ وبعد وساطة شاقة، ودفع أموال هائلة، تسلم العباسيون الحجر الأسود وأرجعوه إلى مكانه مرة أخرى.

في نهاية المطاف سقط القرامطة؛ من جراء انكماشهم الداخلي بعد إسناد إمارة البحرين إلى شاب رأى الجنابي أنه المهدي المنتظر، فقام ذاك المهدي المزعوم بإعدام عديد من أعيان الدولة، التي شارفت الانهيار ودخلت في حرب مع الفاطميين، دفعت بعديد من القرامطة إلى الارتحال إلى إيران.

وفي منتصف القرن الخامس، استطاع العوينيون وبعض القبائل العربية الموالية للعباسيين والسلاجقة هزيمة القرامطة ودحرهم عن إقليم الأحساء والبحرين، بعد ما يقرب من قرنين، استباح فيهما القرامطة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *