أخبار مصر

هل فيروس كورونا عقاب من الله؟.. مفتي الجمهورية يشرح

أوضح مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، القول بأن فيروس كورونا هو عقاب من الله تعالى، حسبما ذكر في كتابه الأحدث «فتاوي النوازل».

وتنشر «الشروق» الإجابة:

س: هل يعد فيروس كورونا عقابًا من الله تعالى أنزله على أعدائه كما تدّعي التيارات المتطرفة، فما رأي الشرع في ذلك؟

ج: الابتلاء من أقدار الله تعالى ورحمته، يحمل في طياته اللطف، ويسوق في مجرياته الخير، والمحن تأتي في طياتها المنح، والأزمة ستمر كما مرت قبلها أزمات، إلا أن الأمر يحتاج لمزيد من الصبر والثبات.

والأوبئة التي تصيب الأمة إنما هي رحمة من الله تعالى لهم، فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرها: «أنه كان عذابًا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع الطاعون، فيمكث في بلده صابره، يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر الشهيد».

وحينما وقع الطاعون بالشام مرة، فكاد أن يفنيهم حتى قال الناس، هذا الطوفان، فأذن معاذ بن جبل رضى الله عنه بالناس، وقال أن الصلاة جامعة، فاجتمعوا إليه، فقال: «لا تجعلوا رحمة ربكم، ودعوة نبيكم كعذاب عذب به قوم».

والنظر إلى الطاعون باعتباره رحمة ومنحة ليس في ظاهره أو ذاته، إنما هو باعتبار آثاره وما يترتب عليه من الأجر والثواب.

فكل ما يصيب الإنسان من المحن والشدائد والضيق ونحو ذلك، هو في حقيقته رفعة في درجة المؤمن وزيادة ثوابه ورفع عقابه، حتى الشوكة تصيبه.

فابتلاء الله لعباده لا يحكم عليه بظاهره بالضر أو النفع لانطوائه على أسرار غيبية وأحكام علوية لا يعلم حقيقتها إلا رب البرية.

ولا ينبغي للإنسان أن ييأس من رحمة ربه، أو أن يضجر من الدعاء، أو يستطيل زمن البلاء، لأنه لا يعلم حكمة البلاء، ولا يعني كنه أسراره، وأن تفقد الله تعالى للإنسان بالمصائب والابتلاءات إنما هو رحمة بهم.

وهذا الوباء الواقع في شرق الأرض وغربها أمر غيبي لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى، ولا يجوز لنا كبشر أن نقول على الله تعالى ما لا نعلمه، وعلى من يدّعي ذلك أن يرجع إلى الله تعالى بالتوبة الصادقة والاستغفار ويكثر من الأعمال الصالحة.

والجزم بأن الوباء عقاب من الله لا يصح، لأنه سبحانه لا تنفعه طاعة عباده ولا تضره معصيتهم، وأنى للخلق أن يتحملوا عقاب الله تعالى إذا أراده، بالإضافة إلى أن مثل هذه المحن والشدائد والأوبئة وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد السلف الصالح، ولم يتعاملوا معه على أنه عقاب من الله تعالى أو طرد من رحمته.

وفيروس كورونا الذي أصاب الناس، هو إن كان في ظاهره بلاء من الله، إلا أنه ليس عقابًا منه سبحانه كما يدّعي البعض، بل هو رحمة للمؤمنين وبشرى لهم، ونحن موقنون أن الله تعالى سيفرج الكروب وسيبقى الوطن محفوظًا بإذن الله من شر الأوبئة، خاصة بعد أن أدرك الناس خطر التجمعات وعرفوا الإجراءات الوقائية والتعليمات الصحية.

وأن الجزم بأن الوباء عقاب من الله رجم بالغيب.

وتنشر «الشروق» الإجابة:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *