آراء وتحليلات

المصالحة الليبية والدور المصرى الداعم لعملية السلام فى ليبيا

تمثل المواقف المصرية الداعمة لإستقرار الدولة الليبية وسلامة الأراضى الليبية ووحدة التراب الليبى أحد العومل الهامة فى بناء السلام على الأأراضى الليبية والتى جاءت بعد جهود كبيرة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل إحلال السلام على الأراضى الليبية التى تمثل الامتداد الاستراتيجى المصرى المتجه غربا حيث الارتباط الجغرافى والتاريخى الممتد منذ فجر التاريخ حيث ترتبط ليبيا ومصر بمصير مشترك فرضته عوامل الجغرافيا والتاريخ وبذلك أصبحت العلاقة بينهم إستثنائية ، لا يمكن قياسها بالمعايير التقليدية لتقييم العلاقات الثنائية بين الدول وإن شهدت تموجات متتالية حملت في طياتها التقارب إلى درجة الاندماج والتباعد والتنافر إلى درجة العداوة إلا أنها في المجمل بقيت المساحة الممتدة من غرب النيل وحتى جنوب خليج سرت منطقة عمق استراتيجي لأبناء الشعبين ولعل ذلك مايؤكد ضرورة وأهمية الدور المصري في حل الأزمة الليبية التي امتدت منذ سنوات اندلاع الازمة وتصاعد وتيرة الصراع والتى أخذت تتفاقم يوما بعد يوم
أهمية ليبيا بالنسبة لمصر
يمثل الجوارالليبى محور الإتجاه الإستراتيجى الغربى لحدود مصر الغربية والإمتداد الطبيعى والجيو إستراتيجى للدولة المصرية حيث الحدود الطولية من البحر المتوسط وحتى نقطة التقاء الحددود جنوبا مع ليبيا والسودان حيث اطول خط حدودى صحراوى بين مصر وليبيا حيث الامتداد الطبيعى للمنطقة الصحر اوية المتجه جنوبا فى محيط الصحراء الكبرى حيث كانت بوادر الخطر ومهدادته مع بداية احداث 2011التى شهدتها ا الدوله الليبية ومرحلة عدم الاستقرار التى استمرت مايقارب العشر سنوات ،
فمنذ بداية الأحداث التي شهدتها ليبيا منذ منتصف شهر فبراير 2011 لم تكن مصر لاعبا مهما على الرغم من الدور الخارجي الذي كان المحرك الرئيس لما عاشته ليبيا من اضطرابات ومواجهات مسلحة وقد يكون السبب في ذلك انشغال الدولة المصرية هي الأخرى بما يدور على أرضها بعد 25 يناير وما تلاها من متغيرات سياسية وأمنية إلا أن غياب سطوة السلطات الأمنية المصرية في المناطق الحدودية مع ليبيا ساهم في تسهيل تدفق المقاتلين الأجانب ودخول الأسلحة للمجموعات المسلحة التي دخلت في مواجهة مباشرة مع القوات المسلحة العربية الليبية، علاوة على استغلال عدد من الدول التي تدخلت في ليبيا بشكل مباشر من استغلال الشريط الحدودي الطويل بين ليبيا ومصر لإيصال الدعم لتلك المجموعات عبر المدن الليبية القريبة من الحدود المصرية
ولا شك أن الأزمة الليبية أضحت تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي المصري نظرًا لتدهور الوضع الأمني وهشاشته هناك مما شكّل أرضية خصبة لنمو الجماعات الإرهابية على نحو جعل أنشطتها لا تقتصر فقط على الداخل الليبي وإنما امتدت إلى داخل دول الجوار من خلال تجارة السلاح واختراق الحدود وجلب الميليشيات المسلحة والجنود المرتزقة ، ولعل أبرز الأمثلة في هذا الصدد حادث الفرافرة الذي قُتل على إثره 23 عسكريًا مصريًا وقد ربطت التقارير الأمنية هذاالحادث بالمجموعات المسلحة القادمة من ليبيا وهوما دفع بعدة حركات سياسية إلى الضغط على السلطات المصرية للتدخل في ليبيا وحسم المواقف دفتعا عن الأمن القومى المصرى بل أمن الشمال الأفريقى بأسرة ،،،
قرأءة للقوة والقدرات الشاملة للدولة الليبية واثره على امن مصر والشمال الافريقى من حيث
المساحة
حيث تحتل دولة ليبيا المرتبة السابعة عشر في العالم من حيث المساحة والمرتبة الرابعة على قارة أفريقيا، حيث تبلغ مساحتها الكلية حوالي 1.800.000 كيلومتر مربع، ويبلغ طول الشريط الساحلي فيها حوالي 1.955 كيلومتراً، حيث يعد أطول شريط ساحلي من بين الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ويقدر عدد سكانها بحوالي 6.597 مليون نسمة لكنه يعتبر قليلاً نسبيّاً مقارنة بمساحتها الكبيرة
الموقع الاستراتيجى
تقع ليبيا فى الشمال الافريقى وجنوب المتوسط حيث تمثل حدودها الشمالية اطول ساحل على شاطىء المتوسط والذى يبلغ حوالي 1.955 كيلومترابإمتدادا حدودها مع مصر شرقا وحتى تونس غربا ، كما تتألف فى الداخل من نطاق متوسطي وقطاع صحراوي
، تقع بين البحر المتوسط ومن خلفه أوروبا شمالاً وبين الصحراء الكبرى ومن ورائها السودان الإفريقي وإفريقيا المدارية جنوبا
اهمية سرت والجفرة ورؤية السيد الرئيس لهذا البعدالإستراتيجى
تحظى سرت والجفرة بموقع استراتيجي في ليبيا، وتمثلان “خطا أحمر” بالنسبة لمصر، حسبما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته، السبت، خلال جولة تفقدية لعناصر المنطقة الغربية العسكرية، فمن أين تأتي أهمية هذين الموقعين بالنسبة لأمن مصر القومي، وماذا تعني سيطرة الميليشيات الإرهابية عليهما؟
وهذا مأشار اليه السيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته التي أكد فيها على أن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا بات شرعيا، مؤكدا أن جاهزية االقوات المصرية للقتال “، ومشددا على أن ” وحدة الأراضي الليبية تمثل أهمية كبرى لأمن المنطقة وان مصر حريصة على التوصل لإتفاق سلام بين أطراف الصراع أن “سرت والجفرة خط أحمر”، مؤكدا أن “ليبيا لن يدافع عنها إلا أهلها، وسنساعدهم في ذلك”، داعيا إلى الحفاظ على الوضع القائم حاليا في ليبيا دون تغييره، والبدء فورا في مفاوضات سياسية لإنهاء الأزمة
حيث أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أهمية سرت والجفرة للأمن القومي المصري، حيث إن مدينة سرت التى تقع مابين بنغازى وطرابلس على الطريق الساحلى تتميز بعدة اعتبارات منها نفطي واقتصادي وقربها من الطريق الساحلي الذي يربط ليبيا بالحدود المصرية على مسافة نحو 800 كيلومتر من الحدود المصرية
حيث ترتبط مدينة سرت بطريق برى يمتد جنوبا بمسافة300كم حتة قاعدة الجفرة التى تمثل الهلال النغطى لمنطقة حقول البترول ومن جهة الشرق حتى تصل للحدود المصرية بما يعنى ان من يمتلك السيطرة على هذه المنطقة هو يمتلك املرمنطفة الشرق والوسط الليبى ومن هنا كان تأكيد السيد الرئيس وحرصة على عدم تدخل خارجى للعبث بأمن هذه المنطقة ،
الجهود المصرية لدعم الحل السياسي في ليبيا
جهود التعاون الثنائي
نتيجة للأوضاع الأمنية الهشة في ليبيا منذ اندلاع ثورة 17 فبراير زار الفريق صدقي صبحي عندما كان رئيسًا للأركان ليبيا في 10 أبريل 2013 حيث أجرى مباحثات مع نظيره الليبي اللواء يوسف المنقوش آنذاك تناولت التعاون بين القوات المسلحة في البلدين لتأمين الحدود المشتركة بشكل كامل حيث إن مصر تعتبر ليبيا امتدادًا استراتيجيًا لها كما وقع الجانبان خلال الزيارة اتفاقية للتعاون العسكري.
كما أكدت الخارجية المصرية في أكثر من مناسبة واجتماع أن مصر تبذل قصارى جهدها للحفاظ على وحدة ليبيا وستقدم كل الدعم اللازم، مع أهمية وضع خطة عمل تتضمن اتخاذ خطوات داخل ليبيا وخطوات أخرى بينها وبين دول الجوار لضبط الحدود وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والتأكيد على ضرورة محاربة الإرهاب وبناء مؤسسات الدولة والبعد عن الطائفية والمذهبية.
الدبلوماسية المصرية الداعمة لعملية السلام فى ليبيا تنطلق من عدة عوامل:
* الحرص على امن مصر القومى ومواجهات التهديدات والمهددات التى تتعرض لها مناطق التماس الاستراتيجى على محور الإتجاه الإستراتيجى الغربى
* الحرص على امن واستقرار الدولة الليبية وسلامة الشعب الليبى ووحدة الاراضى الليبية الحرص على امن منطقة الشمال الافريقى بأعتبارها محور رئيس فى الامن والسلام فى القارة الافريقية
*الحرص على استقرار أمن وسلامة واستقرار منطقة جنوب المتوسط
لحرص على استقرار أمن وسلامة الجناح العربى الافريقى الممتد حتى المحيط الاطلس
*درء الاطماع الخارجية لهذه المنطقة ومنع توالد بؤر لللارهاب الدولىى وتواجد الميليشيات العسكرية على الأراضى الليبية مما يهدد الإستقرار الإفليمى لمنطقة ذات أهمية إستراتيجية وإقتصادية وكتله بشرية تمثل دوائر تتواصل مع قارات العالم القديم و تتوسط دول العالم .
جهود السيد الرئيس فى دعم سبل الاستقرار والسلام فى ليبيا تنطلق من خلال رخطوات ومواقف حاسمة تمثلت فى عدة ادوار ومشاهد متعددة منها:
*تأكيد السيد الرئيس دوما بأن الأمن القومى المصرى لاينفصل عن امن وأستقرارالدولة الليبية
* اهتمام السيد الرئيس بإستقبال وفد القبائل الليبية
*الجهود المتواصلة والمستمرة لإحلال السلام على الأراضى الليبية ودعم أتفاق المصالحة بين اطراف الصراع
*مواجهة الاطماع التركية والتصدى لمحاولات التدخل السافر لتهديد امن ليبيا وبالتالى امن المنطقة بأسرها
*حرص مصر الدائم على تجنيب المنطقة أفة صراع قد يجر المنطقة ومناطق الجوار الاستراتيجى الى نتائج تهدد الامن السلام العالمى
لقد اصبح إستثمار دور مصر الاقليمى والدولى رائدا فى العمل الدؤوب لطرح كافة سبل احلال السلام بالمنطقة ودفع القدرات الِشااملة للدولة المصرية ودورها الداعم لعمليات السلام فى مناطق الجوار الإستراتيجى والإقليمى
والذى اصبح منهجا واضحا يبرز الدور الهام لتبنى مصر لعمليات لإحلال السلام وتحركها االرائد فى هذا المجال وخبراتها فى دعم الامن والسلام بالقارة الافريقية ومنطقة الشرق الاوسط ، كلها قضايا هامة وادوار اقليمية وعالمية تضاف الى رصيد الدولة المصرية وجهود السيد الرئيس فى ذلك وخطواته السباقة والسريعة لإحتواء أزمات الصراع وتجفيف منابع الإرهاب ودعم وبناء اسس السلام فى المنطقة والتى تمثل منطقة تماس إستراتيجى تهم كل دول العالم وترتيط بها مصالحة وعلاقاته الدولية .
خالص تحياتى
سهام عزالدين جبريل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *