أخبار مصر

مواقع التواصل.. سلاح مرشحي البرلمان فى السباق إلى مقعد تحت القبة

ياسر عبدالعزيز لـ«الشروق»: لا تغنى عن العمل الميدانى وخاصة فى الريف.. و«تمزيق اللافتات» يحدث لكن بأشكال أخرى
«الوطنية للانتخابات» ألزمت المرشحين بالدعاية عبر مواقع التواصل ضمن الإجراءات الاحترازية من «كورونا»

مع بدء العد التنازلى لإجراء انتخابات مجلس النواب يومى 21 و23 من الشهر الجارى بالخارج، ويومى 24 و25 بالداخل، ما إن يمرر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى أصابعهم فوق شاشات الهواتف، حتى تطالعهم الإعلانات الممولة لصفحات ومجموعات مؤيدة وداعمة للمرشحين الذين يخوضون تلك الانتخابات على امتداد دوائر الجمهورية كافة.
ولم يكتف بعض المرشحين بإطلاق صفحة رسمية، فبالإمكان العثور على أكثر من صفحة تؤيد مرشحا واحدا؛ تنشر صور جولاته، ومقاطع فيديو لنشاطه تحت القبة إن كان نائبًا سابقًا أو حاليًا، بهدف إقناع «الجمهور» بهذا المرشح أو ذاك.
ولجأ مرشحون آخرون إلى تقنية «البث المباشر» كوسيلة تواصل مرئى مع ناخبيهم، يستقبلون أسئلتهم ويجيبون عنها، متباهين بأرقام المشاهدات العالية التى تسجلها صورهم عبر نافذة «فيسبوك» أو غيره من المواقع.
اللافت أن تلك الظاهرة فى لجوء المرشحين إلى «السوشيال الميديا» لم تقتصر على مناطق بعينها، فى الحضر أو الريف، بل بدت ظاهرة عامة، يلجأ إليها الطامحون إلى شغل مقعد تحت قبة البرلمان كواحدة من الأدوات التى تعزز فرصهم فى مواجهة المنافسين.
وفيما يسعى المرشحون الجدد إلى كسب ثقة مواطنيهم فى دوائرهم عبر الوعود بالعمل من أجل الصالح العام، أو تحسين البنية التحتية للخدمات العامة مثل الصرف الصحى والمياه والغاز الطبيعى، يجد النواب الحاليون أنفسهم فى «موقع أفضل» عبر نشر «قوائم إنجازاتهم تحت القبة، وما حققوه طيلة الفصل التشريعى، وما قدموه من أدوات رقابية، أو مكاسب لأهل الدائرة».
ولا يجد بعض المرشحين حرجًا فى الإعلان عن ترشحه بالقول إنه «نزولا على رغبة أبناء الدائرة لاستكمال المسيرة»، مع صور لنشاطه فى أروقة قاعة الجلسات العامة بمجلس النواب، أو فى اجتماعات لجانه النوعية.
استخدام المرشحين لمواقع التواصل، يأتى هذا العام فى سياق مواجهة الدولة لتفشى فيروس كورونا، بما يشمله ذلك من دعوات للتقيد بالإجراءات الاحترازية، وهو ما ترجمته الهيئة الوطنية للانتخابات رسميا، فى «إلزام جميع المرشحين بالدعاية على مواقع التواصل الاجتماعى»، وفق تصريح رئيس الهيئة المستشار لاشين إبراهيم فى مؤتمر صحفى فى وقت سابق.
من جانبه، علق الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز على تلك المسألة فى تصريح لـ«الشروق» قائلا: «مجال التواصل الاجتماعى فى مصر نافذ ومنتشر ورائد، لكنه لا يعوض المجال الميدانى». وأضاف: «فيما يتعلق بالحملات السياسية، يجب أن تستهدف قطاعا عريضا من الجمهور، وهذا القطاع كما نعرف 30 إلى 40% منه يعانى من الأمية ومن انخفاض معدلات الدخل، أى الفقر، وبالتالى هذا القطاع ليس موجودا بالضرورة على وسائل التواصل».
وأوضح أن «وسائل التواصل الاجتماعى ناجحة جدا فى الوصول إلى الطبقة الوسطى والطبقات الأعلى، ومؤثرة فى هذا الإطار، لكن فيما يتعلق بالريف وأعماق الأقاليم يجب أن تكون هناك حملات ميدانية».
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت هناك مخاطر أو محاذير فى اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعى من جانب المرشحين للترويج لأنفسهم فى تلك الانتخابات، أجاب عبدالعزيز: «فى مجال التواصل الاجتماعى من الممكن جدا أن تتعرض إلى حملات مضادة، فتمزيق لافتات المنافسين الذى يجرى فى الميدان يمكن أن يحدث بشكل آخر عبر شن حملات مضادة عبر مواقع التواصل، وأحيانا يحدث نوع من أنواع الإساءة، والتزييف والاصطناع، وهجمات إلكترونية، فنفس المخاطر الموجودة فى العمل الميدانى يمكن أن تجد نظيرا لها عبر فضاء الإنترنت».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *