أخبار مصر

بالفيديو.. أكاديمية على ضفاف النيل تبعث الروح في هواية التجديف

يعود النيل لجوه الهادئ بعد ليلة صاخبة من هدير محركات المراكب السياحية، والأضواء البراقة للكافيهات، ومع الصباح الباكر وسط تغريد الطيور وخرير المياه الخافت ينطلق جمع من المجدفين في قواربهم بمحركات متناغمة وكأنهم جزء من النيل نفسه بينما يمارسون تدريبهم اليومي في أكاديمية تعطي محبي هواية التجديف، المجال لممارسة شغفهم بعد تخطيهم السن المبكر الذي يتيح الانضمام لفرق الأندية المتخصصة بالتجديف.

وتستعرض جريدة “الشروق” خلال جولتها بأكاديمية نايل دراغنز، الدور الذي تلعبه أكاديميات تعليم التجديف في تنشيط الهواية وتوعية المصريين بأهمية النيل وعلاقتهم به في حياتهم.

وتقول عبير علي، مديرة الأكاديمية، إن رياضة التجديف عانت بعض التراجع منذ نحو 15 عاما،في نفس الوقت الذي يرغب الكثيرون من هواة اللعبة إشباع شغفهم منها دون القدرة على ذلك لصعوبة الالتحاق بالأندية، فكانت فكرة إنشاء أكاديمية متخصصة لتعليم الهواة رياضة التجديف وتنظيم المنافسات لهم.

ويقول سيف نجم، عضو سابق باتحاد التجديف المصري، وأحد أعضاء فريق نايل دراغنز، إن الأكاديمية تلعب درا كبيرا في دعم استمرار رياضة التجديف وبث الحياة فيها، إذ أن وجود أكاديمية على أرض أي من أندية التجديف المصرية يوفر مصدرا تمويليا للنادي عبر ما يدفعه المتدربون من أموال لممارسة رياضتهم، وبنفس الوقت تستفيد اللعبة من دخول المزيد من المحترفين عبر باب آخر بجانب الأندية وهو الأكاديميات، موضحا أن أكاديمية دراغنز تمكنت من تأهيل 3 من السيدات للمنافسة في بطولات دولية ممثلين لمصر.

وأضافت عبير، عن بدايات الأكاديمية إنها حازت اهتمام الكثيرين نظرا لما في التجربة من متعة جعلت من يلتحق بالفريق يقوم بالترويج للأكاديمية بين المحيطين به، وبالتالي يزيد عدد المنضمين للفريق ولكن مع تزايد أعداد الأكاديميات المتخصصة بالتجديف بدأ دور وسائل التواصل الاجتماعي بالتأثير في العمل التسويقي للأكايمية ليزيد من انتشارها بين الراغبين في الممارسة والراغبين في الاستمتاع بجولات قوارب التجديف.

https://www.facebook.com/91753888816/videos/243321987199181

وعن فوائد رياضة التجديف تقول عبير إن التجديف من أفضل الأشياء لتحقيق الصفاء الذهني وإخراج الممارس عن ضغوطات الحياة، إذ يصبح ذهنه متفرغا فقط لمتابعة حركة بقية المجدفين في القارب والتناغم معها وسط تيارات النيل.

وتضيف عبير أن لكل من ألعاب التجديف فوائدها لجزء في الجسم، فبينما تقوي رياضة التجديف الجزء السفلي من الجسم فإن رياضتي الإياك والدراغن بوت تعملان على بناء الأجزاء العلوية من الجسم.

وعن المفاهيم الخاطئة للمبتدئين عن التجديف نتيجة بعدهم ونسيانهم لنهر النيل، فتقول عبير، إن أكثر فكرة خاطئة متداولة عن النيل هو أن انتشار الدوامات في مياهه وصعوبة السباحة فيها بسبب ثقلها، بينما في الحقيقة مياه النيل لا تنتشر فيها الدوامات ولا يزيد ثقلها عن مياه المسابح بأي حال، عدا عن وجود تيار واحد من جنوب النيل لشماله.

وتضيف عبير أن الشائعة الثانية عن النيل والتي تذكر كثيرا، هي وجود البلهارسيا في ماهه رغم عدم قدرة البلهارسيا على العيش في المياه الجارية، مضيفة أنها نفسها حين تعطش أثناء التجديف لا تتردد عن شرب مياه النيل.

ومن بين الممارسين من أعضاء الأكاديمية، قالت ريم محسن، الطالبة الجامعية، إنها قبل ممارستها لهواية التجديف كانت تنظر للنيل على أنه مكان عميق ومخيف، إلا أنها بعد سنة من التجديف أصبحت تعتبر النيل بيتها الثاني لدرجة أنها تبذل وقتا في النيل أكثر من وقتها في الجامعة.

ويقول سيف نجم، أن للعنصر النسائي الدور الأبرز ضمن أنشطة الأكاديمية لما يتمتعن به من التزام فائق بالتمرين وإصرار على التحدي وإثبات الذات، موضحا أن نحو 70% من الذين يواظبون على التمرين هم من الفتيات واللاتي نصفهن من المتزوجات والعاملات بوظائف تقتطع من أوقاتهن.

وعن ما يضيفه التجديف لشخصية الممارس وصحته النفسية فتقول ريم، إن التجديف كأنه فن من الفنون يساعدها على التعبير عن نفسها واكتشاف شخصيتها التي لم تكن تعلمها من قبل.

ويقول محمد ماجد أحد ممارسي التجديف بالأكاديمية لنصف عام، إن التجديف في فرق على القارب علمه التعاون وأهمية روح الفريق في العمل، مضيفا أن التجديف زاد من ارتباطه بالنيل الذي اقتصرت علاقته به سابقا على التجول فوق كبري قصر النيل.

وعن شيوع ظاهرة تلوث مياه اليل، تقول عبير، إن النيل هو شريان الحياة للمصريين ما يجعلها لا تستوعب كيف يقدم الكثيرون على كب نفاياتهم في الشريان الذي يمدهم بالحية.

وتضيف ريم، أن من أبشع المناظر التي أثارت استغرابها أن وجدت بقرة ميتة تطفوا على المياه بجانب قاربها أثناء التجديف.

وفي ما يتعلق بتأثير جائحة كورونا على الأكاديمية، أكدت عبير أن تأثير الجائحة لم يتعد فترة إغلاق الأندية الرياضية التي تقام بها فعاليات التجديف فقط، ولكن الإقبال على التجديف في تزايد نظرا لممارسة تلك الرياضة بالأماكن المفتوحة ما يجعلها آمنة عن نقل العدوى.

وضمن حديثه مع “الشروق” تطرق سيف نجم، لأهمية استمرار أكاديميات التجديف لقطاع من الناس وهم البحارة والفنيين القائمين بصيانة القوارب الذين تتوفر لهم فرص عمل مناسبة بوجود أكاديميات التجديف، وفي نفس الوقت فأولئك هم الجنود المجهولون الذين بدونهم لا تكون ممارسة التجديف بتلك السهولة والمرونة التي يكون عليها وتحبب الممارسين فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *