أخبار مصر

الدكتورة مي البطران تكتب: 10سنوات على ثورة الشباب المخلص.. أين تقف مصر اليوم؟

كعادتي اليومية، وأنا أستمع الاخبار العالمية، اختصت قناة BBC مصر بتقرير في ذكرى ثورة يناير، عنوانه: عشر سنوات علي الربيع العربي وهل تحققت اهداف الشباب المصري أم لا؟
الأمر الذي جعلني أفكر من لحظة استشهاد اللواء البطران إلي الآن، أين نحن؟!
الآن أصبحنا في مكانة محتلفة، أكثر نورا واستشرافا لمستقبل أكثر تفاؤلًا، اتفقنا سويا كشعب مصري عظيم، أن هناك فارقا كبير بين التغيير والدمار، وتعلمت السلطة أن هناك فارقا بين الاستقرار والتراخي.
فبعد مرور عشر سنوات، تبنت مصر عددا من المشروعات القومية التي كانت لها آثار ايجابية على جميع الأصعدة.
فعلي صعيد تطوير العشوائيات تم تطوير أكثر من 7 محافظات بشكل كامل وبناء 271 الف وحدة سكنية لنقل المواطن المصري من العشوائية والتهميش إلى الحياة الكريمة والأمل.
بالاضافة إلي البرنامج الصحي مبادرة “100 مليون صحة” التي قضت علي معاناة مرضى فيروس “C” ليس هذا فقط بل أنها تُعد أكبر مبادرة على مستوى العالم للقضاء علي هذا المرض، وكانت منصة لتقييم الوضع الصحي العام، ونظام التأمين الصحي الشامل.
والبداية الخلافية لمشوار النهضة كانت من قناة السويس الممر المائي الذي تم تطويره علي اعلي تكنولوجيا عالمية لاستدامة محوريته علي خريطة اللوجيستيات العالمية.
بينما ما يزال الأمن المائي والغذائي هما حجر الأساس في مختلف الخطط والمشروعات القومية، باستخدام التطور التكنولوجي في تحقيق الأمن الزراعي، ولم تنس مصر حقها تحت مظلة مبادئها السياسية أن الدبلوماسية والسلام هما السبيل الأول للحصول على الحقوق المشروعة مع الحفاظ وتنمية القوي الأخرى، في ظل المشروعية الدولية.
كما استطاعت مصر إنشاء أهم محطات الطاقة في العالم، الشمسية المتجددة النظيفة، كما كونت التحالف الاقوي للطاقة في شرق المتوسط، والذي به أثرت سياسيا وساعدت في تنمية الدول المحيطة.
كما كان للاقتصاد المصري نصيب من النجاح الحالي، فارتفعت مؤشرات التنمية وحققت فائضا ماليا بفضل الترشيد والتطوير بنظام الدعم، وانخفاض مؤشرات نسب التضخم والبطالة، فضلا عن التقرير الذي أعده بنك «ستاندرد تشارترد»، نشرته وكالة بلومبرج، عن تصدر الاقتصاد المصرى المركز السابع عالميًا.
تحقق ذلك كله بعدما شهدت العقود الماضية سقوط نظام التعليم لأسباب سياسية واقتصادية، وأصبح الوعي العام عُرضة لأفكار تطرفية، فكان لـ 25 يناير دور في أن جعلت للعقل المصري نصيبا كبيرا في التغيير والتطوير، ونبذ ظلمات التطرف والتمسك بالتدين الغريزي المصري الذي يعلي المبادئ الوسطية، وقبول الآخر والسلام والحفاظ علي الحقوق والواجبات لكل افراد المجتمع.
كما اتفق المجتمع على تبني نظرية حرية السوق والانفتاح الاقتصادي مع الحفاظ علي مسئولية الدولة في الاهتمام بالفئات الاكثر فقرا وشمولهم بالستدامة التنمية تحت مظلة حياة كريمة لفئات المجتمع.
وفي النهاية، طموحي كشابة مصرية، تعايشت مع الالم والظلام والمشقة وصولا إلى نهاية النفق المظلم، ثم عصر بناء مصر الحديثة، أن نبدأ طريق المستقبل بمقومات ثقافية سياسية اقتصادية مجتمعية قوية تُبشر باستمرار الإخلاص والتمسك بالمبادئ الوطنية، واستكمال بناء الحضارة المصرية في عصر الألفية الثالثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *