أخبار مصر

مفتى القسم الآسيوى بروسيا لـ«الشروق»: التطرف مرض يجب استئصاله.. والجماعات الإرهابية تضر الإسلام

– توصيات مؤتمر «حوار الأديان والثقافات» جاءت متكاملة لمواجهة ظواهر التطرف..
– الحوار البناء والتكاتف بين الدول هو سبيل قطع الطريق على الجماعات المتطرفة..
– الإسلام كرم المرأة ورفع من شأنها وتعيش فى أمان تحت مظلته..
– تعداد المسلمين لدينا يتجاوز الـ 25 مليون مسلم ونعيش فى تناغم وسلام مع جميع الأديان..
قال المفتى العام ورئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمى القسم الآسيوى من روسيا الاتحادية، إن أحد أسباب انتشار التطرف حول العالم ما نعيشه حاليا من خلافات بين الشعوب، والبعد عن تعاليم الإسلام بالتقارب والتعايش والتعارف، مطالبا الشعوب الإسلامية بالتكاتف من أجل استئصال هذا المرض.
وأضاف عشيروف، فى حوار لـ«الشروق»، أن تخصيص مؤتمر الشئون الإسلامية الـ31 لمناقشة «حوار الأديان والثقافات» يعد دليلا على مدى الأهمية والضرورة التى يجب أن نوليها جميعا لخطر التطرف والإرهاب والأفكار المغلوطة، ويعكس كذلك الجهود المصرية فى نشر الفكر الوسطى وحرصها على ترسيخ خطاب دينى يتناسب مع روح العصر. وإلى نص الحوار:

< بداية.. كيف ترى تخصيص مؤتمر الشئون الإسلامية لمناقشة «حوار الأديان والثقافات»؟
ــ تخصيص المؤتمر لمناقشة قضايا الحوار والثقافات يعد دليلا على مدى الأهمية والضرورة التى يجب أن نوليها جميعا لخطر التطرف والإرهاب والأفكار المغلوطة، إلى جانب المشاركة الفعالة وتوحيد الرؤى لإيجاد الحلول المناسبة فى مواجهة ذلك المرض، وبيان صحيح الدين الإسلامى ومختلف الأديان، فهو خطوة على مسار التصحيح لقطع الطريق على من يستغلون قلة المعرفة لدى البعض فى جذبهم لطريق الظلام والعبث بأفكارهم.

< ما دلالة تنظيم مصر لهذا المؤتمر؟
ــ تنظيم وزارة الأوقاف لهذا المؤتمر، يعكس مدى جهودها فى نشر الفكر الوسطى وحرصها على ترسيخ خطاب دينى يتناسب مع روح العصر، ويبين ريادة مصر فى شتى المجالات وقضايا تجديد الخطاب الدينى واحتضانها لمختلف الدول، كما أن رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى للمؤتمر أعطى له أهمية كبرى، وعكس مدى اهتمامه ونظرته الثاقبة لضرورة وحتمية الحوار والتعايش والمشاركة والتكاتف فى مواجهة ظواهر التطرف، وجهوده الدائمة لرفع شأن مصر ليس فقط بين دول العالم الإسلامى ولكن بين مختلف دول العالم.

< برأيك، ما الأسباب التى دفعت لتزايد ظاهرة التطرف؟
ــ أسباب التطرف كثيرة ومتشعبة، منها الجهل بالتعاليم الدينية الصحيحة والسليمة، وتستر الجماعات المتطرفة بستار الدين مما يعطى انطباعا خاطئا عن صورة الإسلام السمحة وتعايشه مع الآخر وإن اختلف معتقده أو جنسه، وغير ذلك من الأديان السماوية، فضلا عن ما نعانيه اليوم من اختلافات بين الدول والشعوب والبعد عن الحوار البناء الهادف فى مواجهة هذا المرض.

< ما مدى تأثير «الإسلاموفوبيا» على صورة الإسلام فى أوروبا؟
ــ مخاطر مشكلة التطرف الدينى على عالمنا الاسلامى كثيرة ومتنوعة، فهى تعطى صورة غير حقيقية عن ديننا، حيث يربط المغرضون بين الإسلام والتطرف الدينى، وهى علاقة مكذوبة لأن ديننا هو أكثر الأديان السماوية مقاومة للتشدد والتعصب، لكن الآن البعض يريد وضع الإسلام دائما داخل قفص الاتهام، فهم يلصقون به هذه التهمة، وهو برىء منها.
وللأسف الشديد الجماعات المتطرفة والإرهابية ألحقت الضرر بالدين الإسلامى وهو منها براء، ورسمت فكرة خاطئة للغرب تجاهه، بسب طريقتهم الخاطئة وأساليبهم التى لا تمت للإسلام بصلة، لكن على الصعيد الآخر يوجد فى قارة أوروبا العديد من معتنقى الإسلام حديثا، بسبب فهمهم الصحيح للتعاليم الإسلامية السمحة، وهنا تأتى أهمية الحوار والتعاون وإظهار المنابع الإسلامية الصحيحة كى تصل للغرب الصورة السليمة للإسلام.

< كيف يمكن توحيد الرؤى فى مواجهة التطرف مع اختلاف الثقافات والديانات؟
ــ جميع الدول والشعوب باختلاف أجناسها وعرقها وثقافتها وحتى دياناتها، تعانى من خطر ظواهر التطرف، لذا فالعمل على توحيد الرؤى والخروج بحلول جذرية لمواجهة تلك الأفكار هو ضرورة حتمية تكمن فى طياتها مصلحة جميع الشعوب والأفراد.

< هل لمستم من خلال المؤتمر هذا التوافق فى الرؤى على الرغم من تعدد الدول المشاركة؟
ــ بالفعل جميع المشاركين فى المؤتمر كان لديهم رغبة حقيقية فى وضع تصور موحد ومتوافق لمواجهة الأفكار والجماعات المتطرفة، ووضع أسس للحوار الهادف واحترام الآخر، وهو ما أكدته وثيقة القاهرة للحوار من توصيات جاءت نتيجة لهذا التوافق.

< ما تقييمك لتوصيات المؤتمر ووثيقة القاهرة للحوار؟
ــ أرى أن التوصيات جاءت شاملة ومتكاملة لترسخ مبادئ ثابتة فى مواجهة تلك الظواهر التى لا تمت لا للإسلام ولا مختلف الديانات بصلة، والتأكيد على أهمية وضرورة احترام الآخر، وعلى رأس هذه التوصيات احترام المقدسات والرموز الدينية وتأصيل قيم الحوار والتسامح واحترام الخصوصية الثقافية والدينية للآخرين وعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم، مع إدانة التوظيف السياسى للأديان وإصدار قانون لتجريم ازدراء الأديان والإساءة للمقدسات الدينية ورموزها وإدراج ذلك فى الدساتير الوطنية والمواثيق الدولية.

< مع من تتولى المؤسسات الدينية فى روسيا حوار الأديان؟
ــ المؤسسات الدينية فى روسيا جميعها تحمل شعار الحوار مع مختلف الجهات والأفراد، فروسيا تتضمن الديانات «الإسلامية والمسيحية واليهودية والبوذية»، كما يأتى لها جميع الأجناس، فنحن يمكن أن نقول أننا اليوم نمثل الكرة الأرضية باختلاف دياناتها، لذلك فقضية الحوار كما هو هام للعالم أجمع فهو هام لروسيا فى المقام الأول.

< كم يبلغ تعداد المسلمين فى روسيا الاتحادية؟
ــ يتجاوز تعداد المسلمين هنا الـ 25 مليون مسلم، ونمتلئ بالعديد من القوميات والديانات المختلفة، لكن الجميع يعيش فى سلام وتناغم دون المساس بالآخرين.

< كيف ترى تأكيد المؤتمر على دور المرأة فى مواجهة ظواهر التطرف؟
ــ للمرأة دور كبير وهام فى بناء المجتمع ككل بدءا من الأبناء من التربية والتعليم وهو أساس من أسس مواجهة ظواهر التطرف، كما أن الاهتمام بقضايا المرأة يعد من صميم الدين الإسلامى وتعاليمه، فالإسلام كرم المرأة ورفع من شأنها وهى تعيش تحت مظلته وحمايتهن وحقوقها منصوص عليها فى القرآن الكريم.

< هل يمارس الأزهر دوره الكامل فى نشر صحيح الدين ومواجهة الأفكار المغلوطة؟
ــ الأزهر الشريف هو منارة الإسلام فى العالم، ويقوم بدور هام فى نشر صحيح الدين، ونلتفت جميعا حوله ونستمد منه التعاليم السلمية والصحيحة، فأغلبنا من خريجى الأزهر، ولدينا عدد كبير من الطلاب يدرسون به، فيوجد لدينا أكثر من 80 إدارة دينية ترسل الطلاب إلى الأزهر الشريف.

< هل تختلف معايير وأسس اختيار المفتى لديكم عن الدول العربية؟
ــ بالتأكيد لا نستطيع المقارنة بين اختيار المفتى فى البدان العربية ولدينا، فالعرب هم حاملو الدين ونحن تعلمنا منهم، ولكن يوجد لدينا عدد من المعايير والأسس التى لابد من توافرها لاختيار المفتى أو الإمام مع اختلاف الشروط والمعايير بين القرى والمدن، فإمام أو مفتى القرية لابد أن يعرف على الأقل الأسس الدينية وضوابط وأحكام الصلاة والآيات القرآنية لكن فى المدينة تكون الشروط والمعايير أكثر من ذلك.

< كيف تأثر المسلمون الروس بتعطيل دور العبادة فى ظل جائحة كورونا؟
ــ عانينا ككل الدول من جراء أزمة فيروس كورونا المستجد، وأثرت بالتاكيد على أداء الشعائر الدينية، لكن نعمل من خلال تضافر الجهود وتعاون مختلف المؤسسات، على تدارك هذه الأزمة، وتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية والتشديد عليها من ارتداء الكمامات الطبية والتباعد، وغيرها من الضوابط للحد من انتشار الفيروس.

< وهل يوجد خطة لديكم بشأن استنئاف الشعائر الدينية فى رمضان؟
ــ ليست خطة منفصلة بقدر ما هو استكمال للجهود وتطبيق الضوابط والإجراءات الاحترازية، ونرى أن وجود الالتزام بهذه الضوابط والجهود الحكومية المبذولة يعد مسارا ضروريا للانتهاء من هذه الأزمة.

مفتى القسم الآسيوى بروسيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *