أخبار مصر

عام على وباء كورونا بمصر.. أطباء يتحدثون لـ الشروق عن تجاربهم المريرة

“حظر حركة المواطنين من 7 مساءً وإغلاق ما بين كلي وجزئي للمولات التجارية والمطاعم والكافيهات والعيادات”.. كانت هذه العبارة جزءًا من الإجراءات التي اتخذتها مصر في مارس الماضي – 2020، للحد من تفشي عدوى كورونا، الذي انتشر حول العالم ووضع جميع الدول في إغلاق تام، كان له بالغ الآثار في أزمات اقتصادية لم يسلم منها أحد، ولكن الأطباء الذين كانوا في مرمى نيران العدوى، يتحملون العبء الأكبر والمخاطر الأشد في المواجهة مع فيروس كورونا.

تواصلت “الشروق” مع بعض الأطباء، ليحكون عن تجاربهم المريرة التي تعرضوا لها، بسبب تداعيات كوفيد – 19.

يقول الدكتور خالد حسين، طبيب الأسنان، إن فترة الحجر وبداية الإجراءات الاحترازية كانت صعبة عليه كطبيب من نواحي كثيرة، أولها انخفاض نسبة المرضى لخوفهم من الذهاب إلى العيادات والتعامل مع الأطباء أو مخالطة أي شخص في المواصلات العامة، وذلك بعد معرفتهم أن الفيروس التاجي ينتشر بسهولة أثناء التعامل دون اتخاذ الاحتياطات الوقائية.

ويضيف حسين أن ثاني تأثير هو الأزمة المادية، حيث إن أغلب المواطنين عانوا من أزمات مالية، ولهذا كانوا يختارون أخذ مسكنات بدلًا من الذهاب إلى طبيب الأسنان، وفي حالة الذهاب للطبيب، كان العديد يلجأ للحل الأقل تكلفة، وهو الخلع بدلًا من الإصلاح أو التجميل.

ويروي طبيب الأسنان، أن الفيروس تسبب أيضًا في إغلاق العديد من العيادات الخاصة بسبب نقص المرضى وبالتالي عدم قدرة الطبيب على دفع الإيجار الشهري للعيادة.

وتابع أن الحظر الجوي الذي طبق خلال تفشي فيروس كورونا، تسبب في عدم توفر بعض المعدات الهامة التي كانت مصر تستوردها من الخارج، وهذا ترتب عليه ارتفاع سعر الأنواع المتوفرة، مما اضطر الأطباء لدفع تكاليف مرتفعة عن الطبيعي حتى يستطيعوا استقبال المرضى، وفي النهاية قلل ذلك من الأرباح الشهرية للعيادات.

ويحكي أنه على الجانب الآخر، كان الفيروس مفيدًا للأطباء، وخاصة الأسنان، لأنه شجعهم على الالتزام أكثر بأدوات الوقاية ومكافحة العدوى خلال التعامل مع المرضى.

وتقول الدكتورة سامية عبدالمنعم، استشاري الجلدية، إن فترة الحظر أثرت ماديًا على العيادات، بسبب قلة إقبال الفتيات، نتيجة إلغاء حفلات الخطوبة والأفراح، حيث إن العرائس قبل الزفاف بعدة أشهر يترددون على أطباء الجلدية لعمل جلسات تنظيف وتوحيد لون البشرة والتخلص من الرؤوس السوداء، وهذه الجلسات مكلفة ولكن مع انتشار الفيروس، اعتمدت أغلب الزيارات على كشف الجلدية فقط والمقابل لذلك هو ثمن تذكرة الدخول.

وأشارت إلى أن أغلب المرضى الذين استقبلتهم في العيادة خلال العام الماضي، كانوا عبارة عن كشوفات متابعة أو يعانون من أمراض جلدية، واضطروا للقدوم لخوفهم من تدهور وضعهم الصحي.

وتضيف أن الفتيات والنساء أصبحن يلجئن إلى النصائح والماسكات المنتشرة بمواقع التواصل الاجتماعي، لعلاج مشاكل البشرة من حبوب وهالات سوداء وبثور وبقع داكنة، منذ بدء تفشي الفيروس وحتى الآن، لتوفير حق الأدوية والكشف، ولكن هناك حالات تأتي الآن إلى العيادة بعد فشل المحاولات المنزلية، وهذا لم يكن يحدث قبل ظهور كوفيد -19، حيث إن أغلب الفتيات كن يحرصن على زيارة طبيب الجلدية فور المعاناة من أي مشكلة من مشاكل البشرة.

ولفتت إلى أن أغلب المرضى حاليًا أصبحوا يطلبون أدوية منخفضة السعر، حتى يستطيعوا شرائها، أما من يرغبون في عمل جلسات تنظيف، فينتظرون أوقات العروض المرتبطة بالمناسبات العامة، حيث تعلن بعض العيادات عن تخفيضات خلالها.

وأشارت إلى أن الفيروس التاجي أثر على الأطباء وعيادات الجلدية من ناحية أخرى غير المرضى، وهي سعر الأجهزة ومنتجات البشرة، حيث إن وقف الاستيراد تسبب في عدم توافر أنواع كثيرة فرنسية وأمريكية، وارتفاع سعر المتاح، وأًبح على أصحاب العيادات الخاصة تحمل فرق السعر حتى يستطيعوا مباشرة عملهم لكي لا يفقدون مصدر رزقهم.

فيما يقول حسن جمال، طبيب القلب والأوعية الدموية، إن عيادته لم تتأثر كثيرًا بتفشي الفيروس لأنه تخصص حيوي، وهذا يضطر أغلب المرضى للكشف حتى لو كانوا يعانون من أزمة مالية.

ويروي حسن جمال أن الوضع لم يكن مريحًا في التعامل بسبب خوف العديد من العدوى، وخوفه هو أيضًا من الاقتراب من المرضى، لأنه قد ينقل العدوى إلى زوجته وأطفاله، ولهذا كان حذرًا في الفحص.

وأشار إلى أن جزء كبير من أرباح العيادة الشهرية كانت تنفق على التعقيم والمنظفات، وهذا قلل من العائد المادي، إضافة إلى ارتفاع سعر الأجهزة والمعدات الضرورية، وهذا اضطره لتقليل مصاريف المنزل قدر الإمكان حتى يحمي العيادة من الإغلاق، وساعده في ذلك تأجيل المدارس وتحويل الدراسة إلى إلكترونية، ولكن الوضع حاليًا بدأ في التحسن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *