أخبار مصر

قصة صاحب أشهر صورة خلال تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس

غزت الفرحة العارمة قلوب المصريين، بعد بيان هيئة قناة السويس يوم الاثنين، حول نجاح تعويم السفينة البنمية العملاقة “إيفر جيفن” التي علقت في القناة لمدة 6 أيام، لتغلقها بالكامل، مسببة خسائر بالمليارات لمصر والاقتصاد العالمي.

كان ربان السفينة البنمية قد فقد السيطرة على قيادتها، بزعم وجود إضراب في الملاحة الجوية أدى لرياح قوية حجبت الرؤية وحادت السفينة عن مسارها، بحسب الشركة اليابانية المالكة للسفينة وبيان هيئة قناة السويس.

وبينما وجه العالم أنظاره لقناة السويس مترقبا خطورة الوضع، كان عمال القناة يعملون ليلا ونهارا، محاولين حلحلة مقدمة السفينة التي غرزت في إحدى ضفتي جنوب المجرى الرئيسي للقناة.

ولمدة 6 أيام متواصلة، استمرت الجهود المترامية لعمال القناة، لتعويم السفينة بواسطة 10 قاطرات عملاقة تعمل من 4 اتجاهات مختلفة لشدها، بالإضافة للكراكة “مشهور”، وخبراء من شركة هولندية، حتى تمت المهمة بنجاح، وعبرت السفنة للبحيرات المرة ثم إلى خارج القناة.

وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، على نطاق واسع، صورة أحد عمال القناة، خلال التعبير عن فرحته الغامرة بنجاح جهود تعويم السفينة.

والعامل هو “علي العوامي”، الذي ظهر في أشهر صورة متداولة على “فيسبوك”، رافعا ذراعه فرحا بمرور السفينة العالقة التي ظهرت خلفه في الصورة، فيما شبهه نشطاء مصريين بصورة جندي العبور الشهير في حرب أكتوبر.

وتواصلت “الشروق” مع “علي عادل علي”، الشهير بـ”علي العوامي”، 35 عاما، من الإسماعيلية، وهو متزوج ويعول 4 أطفال، للحديث عن كواليس الصورة، ومهمته خلال جهود التعويم.

• صدمة ومهمة صعبة

يقول العوامي: “أعمل على الكراكة المصرية (مشهور)، فني ميكانيكي، لصيانة وتشغيل المعدات، لكن لم يكن أحد منا ملتزم بدور معين لحل الأزمة، فالجميع كان يساعد في أي مجال يتطلب العمل، الذي سار بتناغم بفضل رؤساءنا في العمل، وعلى رأسهم رئيس التشغيل الأول على الكراكة (أحمد عبدالفتاح)”.

ويضيف العوامي، لـ”الشروق”، أنه صدم عندما علم بخبر جنوح السفينة، لهول حجمها ووقوفها في عرض القناة: “صدمت عندما علمت أننا سنذهب للتكريك أسفل السفينة البنمية العملاقة، فالأمر كان صعبا للغاية؛ بسبب حجمها وحمولتها الثقيلة، لكننا ذهبا وفعلناها لأجل مصر”.

وأشار العوامي إلى أنه وزملاؤه جازفوا بمعداتهم وسلامتهم لإتمام عملية التكريك تحت السفينة العملاقة، وأنه طيلة عمله لمدة 17 عاما في القناة، لم ير أزمة كبيرة كمثل التي تسببت فيها السفينة البنمية الجانحة.

• جرعة إحباط غلبها عزم الرجال

تلقى العوامي وزملاؤه العاملين في القناة، جرعة إحباط كبيرة، عن استحالة تمكنهم من إتمام التكريك وإخراج السفينة دون تفريغ حمولتها، لكنهم تغلبوا على ذلك: “جالنا إحباط من صفحات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية العالمية التي شككت في قدراتنا، لكننا خضنا التحدي وأنجزنا أكبر عملية تكريك من نوعها في التاريخ تحت سفينة عملاقة بحمولتها الكاملة، رغم صعوبة المهمة”.

ولفت العوامي إلى أن الكراكة المصرية “مشهور”، تعتبر أكبر كراكات قناة السويس، والأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، وهو ما أهلهم بنسبة كبيرة لإنجاز المهمة: “كانت جميع محاولاتنا للتكريك أسفل السفينة ناجحة، فكل خطوة كانت تحدث تقدما ملموسا وتقربنا نحو تعويم السفينة”.

• صورة عفوية

لم يصدق العوامي أن صورته انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، لتصبح أشهر صورة بعد نجاح عملة تعويم السفينة: “لم أتوقع أن تنتشر صورتي بهذا الحجم، فقد كنت أقف أنا وصديقي فجر يوم التعويم نترقب تحرك السفينة، وفور طلوع الصباح ووقوفها بشكل طولي في القناة، لم نشعر بما فعلناه، والتقط صديقي هذه الصورة لي وأنا في غاية الفرح، أحمد الله، فأنا سعيد بكل دعوة طالتني من كل مصري، أعتقد أنني رفعت اسم مصر عاليا”.

• كيف ساهمت القاطرات في تعويم السفينة؟

يذكر أن توزيع القاطرات خلال مناورات تعويم السفينة شمل شد مقدمة السفينة في اتجاه الشمال بواسطة كلا من القاطرة “بركة 1” والقاطرة “عزت عادل”، بقوة شد 160 طنا لكل منهما، فيما دفعت 4 قاطرات أخرى مؤخرة السفينة جنوبا، وتضم القاطرتين الجديدتين “عبدالحميد يوسف” و”مصطفى محمود” بقوة شد 70 طنا لكل منهما، والقاطرتين “بورسعيد 1” و”بورسعيد 2″، والقاطرتين “تحيا مصر” و”تحيا مصر 2″.

وبالإضافة للجهود الرامية للكراكة “مشهور”، عملت قاطرتان على شد مؤخر السفينة جنوبا، وفي مقدمتهم القاطرة الهولندية “APL GUARD” بقوة شد 285 طنا، والقاطرة “ماراديف”، بالإضافة للقاطرة الهولندية “APL GUARD”، التي وصلت مساء الأحد، للمشاركة في جهود التعويم.

اقرأ أيضا

https://www.shorouknews.com/mobile/news/view.aspx?cdate=29032021&id=781d0e1e-d7fa-4a42-b65f-1fc17481cc1e

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *