أخبار مصر

من مذكرات الراحل كمال الجنزوري: كيف تجاهل التلفزيون حديثه لأول مرة أمام مجلس الشعب؟

سنوات مليئة بالكفاح والحلم والصدام.. تلك أبرز سمات الحياة السياسية للراحل الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر الأسبق، التي رواها في مذكراته الصادرة عن “دار الشروق” عام 2014 (طريقي.. سنوات الحلم.. والصدام.. والعزلة.. من القرية إلى رئاسة مجلس الوزراء).

توفي الجنزوري اليوم عن عمر يناهز 88 عاما، بعد مسيرة إدارية وسياسية كبيرة، حيث تولى رئاسة الحكومة مرتين، أولهما في النصف الثاني من التسعينيات بعد انطلاق برنامج الخصخصة وتغيير بوصلة مصر الاقتصادية بالكامل، والمرة الثانية كانت في ظروف دقيقة شهدت إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة شؤون البلاد استثنائي، وأجريت خلالها الاستحقاقات الانتخابية الأهم بعد ثورة 25 يناير 2011، بانتخاب مجلسي الشعب والشورى ورئيس الجمهورية.

وتنشر “الشروق” كواليس من مذكرات الجنزوري، ومقتطفات من أسرار رئيس الوزراء الأسبق، وعلاقته بالرئيس الراحل محمد حسني مبارك، ورجال تلك الحقبة من تاريخ مصر، حسبما أشار إليها في مذكراته.

– حديثه لأول مرة أمام مجلس الشعب

روى الجنزوري في مذكراته تفاصيل حديثه لأول مرة أمام البرلمان؛ لمناقشة الخطة العشرينية والخطة الخمسية الأولى والموازنة العامة للدولة لعام 821983 حينما كان وزيراً للتخطيط.

الجنزوري قال: “وفُقت.. وكانت المرة الأولى لي في المجلس، حيث تكلمت مرتجلا، ونلت الرضا من أعضاء المجلس، وكان التصفيق حارا، وإذا بي أفاجأ بعد انتهاء المناقشات، بدخول الدكتور فؤاد محيي الدين وطلب التعليق.

وأضاف:” كان محيي الدين يجيد الخطابة، كان شخصية مؤثرة حينما تستمع إليه، فعلق بكلام عام على أهمية التخطيط، وكيف أخذت الموازنة العامة في اعتبارها كل ما يتطلبه المواطن المصرى خاصة محدودي الدخل”.

– تجاهل التليفزيون

وقال الجنزوري: “جاءت الساعة السادسة، وأعلن التليفزيون أن مجلس الشعب وافق على الخطة والموازنة، وعقب رئيس الوزارة بكذا وكذا. وكأنه لم يكن هناك وزير للتخطيط ولا وزير للمالية، وهو حق أصيل لكل منهما فيما يتعلق بالخطة وبالموازنة.

وأضاف: “لكن قبل أن أتحدث مع السيد صفوت الشريف، كان معي الدكتور يوسف والي أثناء مناقشة الخطة فى المجلس، وكان على علاقة غير طيبة مع الدكتور فؤاد محيي الدين لأسباب شخصية أو سياسية لا أعلمها، وقال لي: إنه بعد أن تكلمت في المجلس اليوم، وأجدت وأنصت وصفق لك الجميع، فأقول لك كلمة صادقة: لن يتاح لك الميكروفون بعد اليوم.

واستطرد: “مع إنني أخذت كلامه كتعبير عن عدم رضا بينه وبين الدكتور فؤاد. فقلت لماذا؟ ألم نتكلم كمسئولين عن الخطة والموازنة؟ فرد بأن الدكتور فؤاد محيي الدين طلب، قصر ما يذاع عن الخطة والموازنة، على رئيس الوزارة فقط”.

– نقاش حول “المعسل”

روى الجنزوري تفاصيل مثيرة عن عملية رفع سعر دخان “المعسل”، وقال إنه انتهى عام 1982، وتلاه عام بعد آخر، وعقدت لقاءات جادة بين مجموعة من الوزراء ورئيس الوزارء، “وأذكر أن الدكتور فؤاد محيي رئيس الوزراء الأسبق، كان ضنينا في إصدار قراراته؛ خوفا من حدوث أي خطأ، باعتبار أن عدم إصداره قد يكون أكثر أمنا”.

ويضيف: “في يوم اجتماعنا كلجنة وزارية عليا تتكون من رئيس وزراء و4 من نواب رئيس الوزراء و5 وزراء، جلسنا لنناقش رفع سعر دخان المعسل، أو حذفه من قائمة السعر الجبري، وتحدث الجميع، واستمر النقاش أكثر من ساعتين.

ويواصل الجنزوري حديثه: “ثم تصدى الدكتور فؤاد في النهاية، وقال: “لا تغيير ولا حذف من قائمة السعر الجبري، أنا أتكلم من واقع الشارع المصري، فأنا نائب عن شبرا الخيمة، والكل يجلس على المقاهي يتعاطى المعسل، فأرجو ألا تنسوا هذا الأمر”.

وتابع: “ابتسمت وقلت: “لماذا إذن كان كل هذا الوقت من النقاش؟ فقال: كان لا بد أن نتحاور ثم نصدر القرار الذي اتفقنا عليه، هذا الأمر يعطي مجرد فكرة عن كيف تؤثر عوامل كثيرة على الأداء فى بعض الأحيان”.

توفي الجنزوري اليوم عن عمر يناهز 88 عاما، بعد مسيرة إدارية وسياسية كبيرة، حيث تولى رئاسة الحكومة مرتين، أولهما في النصف الثاني من التسعينيات بعد انطلاق برنامج الخصخصة وتغيير بوصلة مصر الاقتصادية بالكامل، والمرة الثانية كانت في ظروف دقيقة شهدت إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة شؤون البلاد استثنائي، وأجريت خلالها الاستحقاقات الانتخابية الأهم بعد ثورة 25 يناير 2011، بانتخاب مجلسي الشعب والشورى ورئيس الجمهورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *