أخبار مصر

من رمسيس وعنخ آمون إلى المومياوات.. مواكب ملكية مهيبة تجذب العالم لمصر

في وقت تتجه فيه أنظار العالم إلى القاهرة، بات لا يفصلنا سوى بضع ساعات فقط عن انطلاق الحدث الأسطوري والموكب الملكي المهيب لنقل مومياوات ملوك وملكات مصر القدماء، من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط بالعاصمة، في مشهد أضحى العالم يترقبه.

الموكب الملكي، الذي يشارف على الانطلاق خلال بضع ساعات، ليجوب محاور وميادين العاصمة المصرية الرئيسية، يشمل نقل 22 مومياء تعود لأهم الملوك الذين حكموا مصر في العصر الحديث، منذ الأسرة الثامنة عشر، يرافقهم مومياوات بعض الملكات اللائي عشن إبان الحقبة ذاتها.

وسيبدأ الموكب، الذي يستعد العالم لمتابعته، مع بداية من خروج المومياوات الملكية من المتحف المصري، مرورا بميدان التحرير، حيث يضاء الميدان والمسلة والكباش والعمارات في خط السير، في وقت تعلو فيه أصوات الموسيقى والأغاني الوطنية، ويتحدث الفنانين المصريين المشاركين بالحدث المهيب عن المواقع الأثرية المختلفة، ويقدمون معلومات عن آثارها التاريخية، لتنتقل الاحتفالية عظمة وتراث المصريين.

ويضم الموكب الملكي عدد كبير من ملوك وملكات مصر عبر الأزمنة والعصور والأسر الحاكمة المختلفة، حيث سيجري نقل 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، أبرزها الملك رمسيس الثاني، وسقنن رع، تحتمس الثالث، والملكة حتشبسوت.

وقبل موكب المومياوات الملكية، انطلقت مواكب ملكية عديدة في مصر، لنقل ملوك الحضارة المصرية القديمة، من القاهرة لمصر العليا ومن وإلى المتاحف الجديدة والعكس، منها ما كان مهرجانا شعبيا ومنها ما كان موكبا عسكريا مهيبا، لذلك ترصد “الشروق” في التقرير التالي أبرز المواكب الملكية التي شهدتها مصر قبل موكب المومياوات.

رمسيس الثاني.. مهرجان شعبي
في عام 2006، شهدت القاهرة أول مواكب نقل الملوك الفراعنة، عندما تم نقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس الذي يحمل اسمه حتى الآن إلى المتحف المصري الكبير في مهرجان شعبي وموكب استمر طوال الليل، وسط حضور جماهيري وشعبي من المواطنين الذين رافقوا التمثال في رحلته الأخيرة.

وحضر الآلاف من المصريين من أنحاء الجمهورية، المهرجان الشعبي، لمشاهدة موكب تمثال الملك رمسيس عند نقله، والذى كان بمثابة حدثا تاريخيا تابعه الملايين من دول العالم المختلفة مباشرة عبر قنوات التليفزيون والفضائيات، وفي سابقة هي الأولى من نوعها في تغطية هذا الموكب الشعبي استعان التليفزيون المصري، فى ذلك الوقت، بطائرة هليكوبتر تم استئجارها لمتابعة عملية النقل لحظة بلحظة، ونقل صورة شاملة للأجواء المحيطة بالموكب من الجو طوال فترة سريانه حتى استقراره في موقعه الدائم بمقر المتحف المصري الكبير بميدان الرماية بالجيزة.

رمسيس الثاني.. موكب ثاني مهيب
وفي عام 2018، انطلق موكب مهيب لنقل تمثال الملك رمسيس الثاني من مقره بالمتحف الكبير، ليتحرك نحو 400 متر فقط، ويستقر في مقره الدائم بالبهو العظيم، ليكون أول من يستقبل زائري المتحف عند افتتاحه.

وصاحب موكب نقل التمثال، الذي يعود للملك الفرعوني الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية، احتفالا موسيقيا تقدمته الخيول وعزفت الموسيقى العسكرية مقطوعات متنوعة وسط فرحة وسعادة الحضور، في الوقت الذي امتلأت ساحة المتحف الكبير بالعشرات من وسائل الإعلام المحلية والعالمية التي حرصت على تغطية الحدث العالمي.

وحضر الموكب، الذي دار واكتمل داخل المتحف ولم يخرج إلى الشارع، وزير الآثار ووزيرتي الثقافة والسياحة وعالم المصريات زاهي حواس، ونخبة من الوزراء والمحافظين والسفراء العرب والأجانب ونواب مجلس الشعب ولفيف من المسئولين وقيادات وزارة الآثار

 

عجلة عنخ آمون.. موكب عسكري
وفي العام ذاته، شهدت القاهرة حدثا ضخما أخرا، بنقل العجلة الحربية للملك توت عنخ آمون من القلعة إلى المتحف المصري الكبير بميدان الرماية، في موكب عسكري مهيب، حضره حشد كبير من المصريين.

وانطلق الموكب العسكري من المتحف الحربي بقلعة صلاح الدين الأيوبي، وسط احتفالات كبرى بنقل العجلة الحربية السادسة والأخيرة للملك توت عنخ آمون، للمتحف المصري الكبير، في إطار عملية نقل القطع الأثرية من عدد من المتاحف المصرية، للمتحف الجديد تمهيدا لافتتاحه.

الملك توت في أوروبا ومواكب ملكية
في أوروبا، احتفت العديد من بلدان القارة العجوز بوصول الملك الفرعوني توت عنخ آمون وكنوزه إلى متاحفها، على رأسها فرنسا، التي روجت للمعرض بصورة ملفتة للنظر، قبل افتتاحه بعدة أشهر، للتشويق وجذب الزوار، فأعلنت باريس عن أهم فعالياتها الفنية، خلال عام 2019، وجاء على رأسها تنظيم متحف لـ توت عنخ آمون بعنوان “كنز الفرعون”.

وعقب انطلاق المعرض عملت الصحف والمجلات العالمية على الترويج للحدث بشكل مهيب ومتميز للغاية، فظهرت صورة الملك الفرعوني على أغلفة المجلات الشهيرة، ليحقق معرض الملك الفرعونى توت عنخ آمون نجاحًا باهرًا، محطما الرقم القياسي في تاريخ تنظيم المعارض الثقافية في فرنسا.

عنخ آمون وموكب ضخم مرتقب
وفي مصر، وبمناسبة الاقتراب من الاحتفال بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون، أعلنت وزارة الآثار عن استعدادها لتخصيص موكب لنقل قناعه الملك الذهبي وتوابيته إلى المتحف الكبير، بعد الانتهاء من موكب نقل المومياوات الملكية، وقبيل افتتاح المتحف الكبير بعدة أيام.

وأكد وزير السياحة والآثار، في أحد لقاءاته الأخيرة، أن العالم سينبهر بالموكب الملكي الضخم والقناع الذهبى للملك توت عنخ آمون وهو القطعة الأثرية الأشهر فى العالم، حيث يتكون من 10 كيلو جرامات من الذهب الخالص المرصع بالأحجار، و110 كيلو من الذهب مصنوع منها أحد توابيته.

الموكب الملكي، الذي يشارف على الانطلاق خلال بضع ساعات، ليجوب محاور وميادين العاصمة المصرية الرئيسية، يشمل نقل 22 مومياء تعود لأهم الملوك الذين حكموا مصر في العصر الحديث، منذ الأسرة الثامنة عشر، يرافقهم مومياوات بعض الملكات اللائي عشن إبان الحقبة ذاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *