أخبار مصر

#أصوات_من_نور (9).. كامل يوسف البهتيمي.. ذو الحنجرة الفولاذية وقارئ القصر الجمهوري

تواصل “الشروق” نشر حلقات سلسلة أصوات من نور، وفي هذه الحلقة نستعرض ملامح من حياة القارئ الشيخ “كامل يوسف البهتيمي”، الملقب بـ”صاحب الحنجرة الفولاذية”، وأحد القراء البارزين في مجال التلاوة.

 

كامل يوسف البهتيمي من مواليد حي بهتيم في شبرا الخيمة محافظة القليوبية عام 1922، تعلم حفظ القرآن وهو في سن السادسة، وأتم حفظه قبل بلوغ سن العاشرة، ونظرا لحسن صوته وقوة أدائه، فقد أصبح قارئ القرية الأول، ومعروفا لدى أبنائها بأنه قارئ السورة في مسجد القرية.

 

لم تتوقف مسيرة البهتيمي عند حدود قريته، فقد بلغت الصدفة دورا معه، ففي مناسبة من مناسبات تلاوته للقرآن يوم الجمعة، قصد الشيخ محمد الصيفي، وهو من أعلام تلاوة القرآن، مسجد البهتيمي؛ ليستمع إلى تلاوته للقرآن، وكان الصيفي على علم مسبق بأن في قرية بهتيم قارئ ذو صوت حسن في القراءة.

 

وحدث ما لم يتوقعه البهتيمي، فقد أعجب الصيفي بتلاوته، فقرر اصطحابه معه إلى القرية ونزوله ضيفا في منزله بحي العباسية، وبذلك مهد الصيفي الطريق للبهتيمي ليلتقي بجمهور القاهرة، ويعرفه الناس، فكانت له بطانته الخاصة في الحفلات والسهرات القرآنية.

وبالرغم من أن البهتيمي لم يلتحق بأي من معاهد القراءت لتعلم أحكام التلاوة مثل زملائه، إلا أنه تعلم فنون التلاوة بالممارسة والاستماع إلى المشايخ العظام أمثال محمد رفعت والصيفي، ليسير على دربهما ويصبح واحدا من عمالقة تلاوة القرآن الكريم.

 

بعد أن ذاع صيته، وبإلحاح من الشيخ الصيفي، تقدم البهتيمي إلى اختبار الإذاعة المصرية في عام 1953، ونجح بامتياز في الاختبار، وتعاقدت معه الإذاعة، ثم أصبح بعد ذلك قارئ للسورة في مسجد عمر مكرم بالقاهرة، وظل به حتى وفاته في عام 1969.

 

عرف عن الشيخ البهتيمي قربه من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي أحب صوته وكان يفضل الاستماع إليه، وهو ما جعل لقب “قارئ القصر الجمهوري” يطلق عليه؛ لتعلق عبدالناصر بصوته.

 

توفي الشيخ البهتيمي عن عمر ناهز 47 عاما، تاركا إرثا من التسجيلات المرتلة والمجودة لدى إذاعة القرآن الكريم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *